المصمم حاتم العقيل لـ"هي": المرأة السعودية تحدد صيحات الموضة وتدعم المواهب المحلية

يُعتبر المصمم السعودي حاتم العقيل من أبرز المصممين المحليين الذين يتمتّعون بخط واضح في مجال الموضة، فتصاميمه تكمّل بعضها البعض سواء بالتصميم أو بالقصات، وخطّه واضح جداً، يجمع بين الأصالة الشرقية والعربية والقصات العصرية. للعقيل مهمة واضحة، الإثبات أنّ الأزياء الفاخرة يمكن أن تكون وليدة التقاليد، وتشجيع الناس على التعبير عن أنفسهم من خلال الموضة. معه كان هذا الحوار.

 

تميّزت في السعودية والشرق الأوسط والعالم بتحويل الزي التقليدي إلى زي عصري، فتصاميمك تجمع بين الأسلوب الشرقي والأوروبي في آن. أخبرنا أكثر عن أسلوب دار"توبي"

ترعرعت بين أوروبا والولايات المتحدة في صغري، وعقليتي أوروبية وشرق أوسطية في آن. من هذا المنطلق، سعيت من خلال علامتي التجارية منذ تأسيسها الجمع بين الشرق والغرب. مفهومي للموضة تطوّر يوماً بعد يوم فأصبحت الآن أعكس في تصاميمي الإنصهار العالمي من خلال دمج أسلوب الأزياء الكويتي مع السعودي مع الإماراتي. أرى أنّ على جميع المصممين أن يستغلوا المنصة التي أُعطيت لهم بطريقة إيجابية وأن يعملوا كصلة وصل بين الحضارات والثقافات.

 

كيف بدأ عشقك للموضة؟ وما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك؟

عندما تابعت دراستي الجامعية في الولايات المتحدة الأميركية، قمت بعرض الأزياء بدوام جزئي، ما أتاح لي فرصة العمل مع علامات تجارية عالمية مثل "أرماني Armani و"جيل ساندر" Jill Sander فعشقت فوراً عالم الموضة. ورغم أنني تخصّصت بالتسويق والعلاقات العامة في الجامعة، إلا أنّ عشقي لعالم الموضة دفعني إلى البحث عن الطريقة الأنسب لاقتحام هذا العالم. عندما تخرّجت من الجامعة وانتقلت من الولايات المتحدة الأميركية إلى المملكة العربية السعودية وعملت في مجال التسويق في شركة "ليو بيرنت"، ثم في التسويق مع مجموعة شلهوب، وأخيراً في أحد المصارف، عرفت حينها أن العمل في عالم الشركات غير مناسب لي وقررت تحقيق حلمي والعمل في مجال الموضة.

 

لماذا اخترت إسم "توبي للدار؟

هناك عبارة خليجية شهيرة تقول "البس من توبك" أي كن نفسك وارتدي الأزياء التي تناسبك. نحن نعيش في مجتمع محافظ، لذلك أهدف من خلال دار "توبي" إلى تشجيع الناس على التعبير عن أنفسهم. إنّ رسالة توبي هي الجمع بين التراث والفخر والفردية. أسعى من خلال الدار إلى تغيير المفهوم المتعارف عليه عالمياً وإثبات أنّ الأزياء الفاخرة يمكن أن تكون ركيزتها التقاليد. كنت محظوظاً جداً في بداياتي لأنّ مجموعتي الأولى تم عرضها إلى جانب دار Marni "مارني" وPrada برادا". بعد عرض الأزياء الأول الذي قمت به ضمن أسبوع الموضة في دبي، قام الشيخ ماجد الصباح بشراء مجموعتي كاملةً لـ Villa Moda في الكويت وفي البحرين وفي دبي، والتي كانت تعتبر حينها الشركة الأبرز لبيع العلامات التجارية المختلفة في الدول الخليجية. آمل أن ينظر الجمهور إلى دار توبي كعلامة مستقلة بمستوى الدور العالمية.

 

إلى أي مدى تتأثّر بتيارات الموضة العالمية وتستلهم منها في تصاميمك؟

تيارات الموضة مهمة في عالم الموضة لكن مصمم الأزياء يجب أن ينظُر أبعد منها، إذ عليه أن يحدد خط خاص به وأن يكون له أسلوبه الخاص. أنا لا أحب أن تكون شعارات العلامات التجارية بارزة على الأزياء. بالنسبة إلي، المصمم الناجح هو الذي يعكس أسلوبه بوضوح في تصاميمه من دون أي يستعين بشعار خاص.

 

مجموعة ربيع وصيف 2017 مستوحاة من زهرة الزنبق أخبرنا أكثر عن هذه المجموعة.

المجموعة تتمحور حول تطوّر زهرة الزنبق في مراحلها المختلفة وقد عكس التطريز الحرفي الذي تشتهر به الدار تطوّر الزهرة في مختلف مراحلها. كما أنّ قصات السترات جاءت مستوحاة من فترة الثلاثينيات وتحمل في طياتها أسلوب ريترو عصري. من خلال هذه المجموعة، أردت التركيز على الأزياء المناسبة للمناسبات المسائية، من خلال الاستعانة بأقمشة فخمة والجمع بين الساتان والمخمل والقطن والحرير التايلندي، بالإضافة إلى قماش الكتّان. الألوان تتدرّج ما بين الأخضر الياقوتي، ودرجات الأحجار الكريمة، بالإضافة إلى البنفسجي والأزرق الداكن واللون المستردي الدافئ.

 

كيف تصف أسلوب المرأة السعودية؟ ما الذي تحبّه وما الذي لا تحبّه؟

المرأة السعودية ضليعة في عالم الموضة وتعرف تماماً ما تريد، ولا تخاف اعتماد أساليب الموضة الجريئة من دون المس بالثقافة والتقاليد. هي تحدد صيحات الموضة وتحب أن ترتدي تصاميم فريدة من نوعها ومختلفة عن الإطلالات المتدوالة. هي لا ترتدي تصميم عادي. كان لدي الشرف التعرف على محررة الموضة "إيزابيلا بلو" Isabella Blow التي كانت أيقونة في عالم الموضة وكانت أول من اكتشف موهبة المصمم البريطاني الراحل ألكساندر ماكوين Alexander McQueen، وقد قالت لي أنّ أول من ارتدى الأزياء الفاخرة من مجموعات الهوت كوتور في الدول الخليجية هي المرأة السعودية منذ أكثر من 4 أجيال. وبحسب "بلو"، دُعيت في إحدى المرات إلى حفل زفاف سعودي وتفاجأت برؤية سعوديات أنيقات من الرياض يرتدين تصاميم فاخرة تمّ عرضها قبل يومين فقط في أسبوع الموضة للأزياء الفاخرة في باريس.

 

إلى أي مدى المرأة السعودية تشجّع المواهب المحلية؟

المرأة السعودية باتت تشجع المواهب المحلية أكثر من أي وقت مضى، فهي تمزج بين الدور المحلية والعالمية وبين أزياء الـ High Street وأسلوب الجينز، وهي تضفي لمساتها الخاصة على إطلالاتها. هي داعمة للدور المحلية التي تتمتع بمستوى عالمي.

 

كيف تصف واقع دور الأزياء المحلية في المملكة وفي الخليج العربي بشكل عام؟ وما هي أنواع الدعم التي تحتاج إليها للتطوّر والانتشار محلياً وعالمياً؟

لا شكّ بأن واقع الدور المحلية تحسّن كثيراً في المملكة وفي الدول الخليجية، لكن أعتقد أنّه يجب أن يُسلط الضوء على الدور المحلية التي تتمتع فعلاً بموهبة حقيقية، وليس لأنها مجرد دور محلية تحتاج للدعم أو لأنها تُلبس أهم مدونات الموضة. الحرفية، النوعية الجيدة والإبداع هي العناصر التي يجب أن يتمّ التركيز عليها. على المصممين المحليين أيضاً أن يفهموا جيداً الشق التجاري لمجال الموضة لتطوير الدار الخاصة بهم. فالمصمم يجب أن يلعب أيضاً دور رجل أعمال أيضاً وأن يفهم بمختلف أوجه عالم الموضة.

 

من هي الشخصية التي تحب أن ترتدي من تصاميمك؟ ولماذا؟

أحب أن ترتدي من تصاميمي الشيخة موزة والممثلة تيلدا سوينتن، لأنهما تتمتعان بأسلوبين راقيين. أعتقد أنه لا يجب أن ترتدي المرأة أزياء تطغى على حضورها، بل أن تختار أزياء تعكس شخصيتها، وهذا ما تتقنه كل من الشيخة موزة والممثلة تيلدا سويتن.

 

ما هي الدور المحلية الأحب إلى قلبك؟

أحب دار "إيسي ماكي" Issey Miyake و"يوجي ياماماتو" Yohji Yamamoto ودار "هايدر أكرمان" Haider Ackermann. تتمتع هذه الدور بمواهب استثنائية ولديها توقيعها وأسلوبها الخاص في تصاميمها.

 

ما رأيك ببادرة التسوّق الفوري التي أطلقتها دار بيربيري See it Now buy it now؟

أعتقد أنّ هذه البادرة هي رائعة شرط أن تلبي الدار طلب الإنتاج. توم فورد قام أيضاً بهذه الخطوة الممتازة.

 

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أسعى إلى اقتحام أسواق جديدة وإلى تحدي نفسي لابتكار المزيد.