محاور المشاهير عدنان الكاتب يحاور Stella McCartney: وظيفتي أن أجعل المرأة تشعر بكل شيء إيجابي

حوار: عدنان الكاتب Adnan Al Kateb

في ربيع 2017 تطلق ستيلا مكارتني Stella McCartney مجموعة أزياء رجالية للمرة الأولى. سيرى محبو أسلوبها في الملابس والإكسسوارات النسائية أن هذا الأسلوب ينعكس أيضا على تشكيلتها للرجال بشكل متكامل منسجم. ومن بين قطع المجموعة قميص مطبّع بطائري سنونو يشبه قميصا كان والدها يرتديه، لكنها كانت تعتقد أن القميص لوالدتها. فصممت القميص نفسه للرجال والنساء.

 

لماذا الآن هو الوقت المناسب الذي تطلقين فيه ملابس رجالية من ماركة "ستيلا مكارتني" ؟

لطالما سألني الناس: لماذا لم أصمم بعد أزياء رجالية. وهي فكرة أناقشها مع فريق العمل منذ فترة طويلة .. المرة الأولى التي صممت فيها ملابس للرجال كانت حين ابتكرت الزي الرسمي للألعاب الأولمبية سنة 2012. أعتقد أننا جاهزون اليوم لهذه المغامرة. الآن أصبح لامرأة "ستيلا مكارتني" رجل.

 

ما كان مصدر إلهامك في مجموعتك الرجالية الأولى؟

تأثرت بالرجال الموجودين في حياتي: أبي وزوجي وأصدقائي. ونظرت طبعا إلى الشخصيات العظيمة التي أثرت في العالم مثل الفنانين والموسيقيين والمخرجين.

 

من هو رجل "ستيلا مكارتني"؟

حين أفكر في رجل "ستيلا مكارتني"، أفكر في العلاقة التي تربطه بامرأة "ستيلا مكارتني". وطبعا أفكر في الرجال الموجودين في حياتي وفي رجال لا أعرفهم لكن ألهموني وأثروا في حياتي.

 

ومن هي المرأة التي ألهمتك وأثرت في حياتك؟

هنالك الكثير من النساء والفتيات اللواتي أثرن في حياتي، منهن شهيرات ومنهن غير شهيرات. وكنت محظوظة بأنني محاطة بالكثير من الشخصيات الجميلة. أمي الراحلة كان لها تأثير ووقع كبير جدا على حياتي، وأختاي كذلك وصديقاتي وابنتاي.

ولا بد من ذكر الشابات اللواتي شاركن في إعلان عطري الجديد. لكل منهن شخصيتها المميزة، وفي الوقت نفسه تكمل الواحدة الأخرى.

 

هل تتبعين نظاما جماليا معينا؟

في الحقيقة لا أتبع أي نظام جمالي. لكنني أهتم كثيرا بما أتناوله، فإنني مقتنعة تماما بأن ما نتناوله من الطعام ينعكس على مظهرنا وعلى بشرتنا وعينينا. لا أتناول اللحوم وأعتقد أن ذلك يحسن مظهري ويؤكد انسجامي مع نفسي. أما من حيث العطور فإنني لست من الأشخاص الذين يحبون تغيير العطور كثيرا. وأقول لك بكل صدق إنني لا أضع سوى "ستيلا" أو "بوب".

 

هل من الممكن أن نرى يوما ما مستحضرات جمال من ستيلا؟

نعم لا أمانع العمل على مشاريع تلائمنا. أنا امرأة، أستعمل مستحضرات العناية بالبشرة والماكياج. ليس مشروعا أخطط له في المستقبل القريب، لكنه أمر أحب أن أقدمه يوما ما.

 

كيف تغيرت الموضة النسائية منذ أن انطلقت فيها؟ وما نصيحتك لأناقة المرأة اليوم؟

أشعر بأن المرأة لم تعد تشعر بأن عليها ارتداء ملابس تشبه ثياب الرجل. أحاول دائما أن أقدم لها أزياء مريحة ومتعددة الاستعمالات تناسب المكتب وكل مكان.

أقدر الصدق في ارتداء الملابس وتنسيق الإطلالة. أهم شيء في ارتداء الأزياء هو أن تكون وفيا لنفسك. ولا تحاول أن تكون شخصا آخر من أجل الموضة.

أطلقت ستيلا حديثا عطرها الجديد "بوب" Pop الموجّه نجو شابات جيل الألفية التي تريد ستيلا أن تعطيهن صوتا وعطرا. ومن اللافت أنها لم تختر عارضة كوجه للحملة الإعلانية، بل أصرت على اختيار شابات لكل منهن إنجازاتها الشخصية على الرغم من صغر سنها.

"أردت أن أمثل الشابات في عالم الجمال بطريقة عصرية، وأن أقدم إليهن شيئا يفهمنه ويشعرن بأنهن مرتبطات به ويرغبن في امتلاكه".  هكذا تصف ستيلا مكارتني فكرة العطر الجديد المتناغم مع أسلوبها في تصميم الأزياء.  فعطر "بوب" يشجّع التضامن بين النساء والاحتفال بفرادتهن.

 

قلت عند إطلاق ""ستيلا" عام 2003: إنك أردت عطرا يعكس تراثك الإنجليزي ويكون له طابع انثوي، ويكون تقليديا وعصريا في الوقت نفسه. ماذا تريدين أن يعكس العطر الجديد "بوب"؟

هذا العطر عالمي أكثر. إنه يعبر عن جيل فتيات جريئات لا يعرفن الخوف. منذ أن ابتكرت عطر "ستيلا" شهدنا تطور عصر التواصل الاجتماعي وتغير أسلوب التواصل. وقد بات العالم أصغر وأقرب بفضل هذا التطور.

 

ماذا تأملين أن تقولي من خلال هذا العطر؟ قلت إنك أردت أن تعطي الفتيات قوة ..

كنت أتحدث عن الفيلم القصير الذي صورناه للإعلان، وعن الشابات اللواتي شاركن فيه. أردنا أن نعكس من خلاله شيئا إيجابيا للفتيات.

أريد لابنتيّ الصغيرتين أن تشعرا بالرضا عن نفسيهما إن شاهدتا الإعلان أو ملصقات العطر وشاهدتا الفتيات فيه. قد ترى ابنتاي شيئا تتعاطفان معه أو شيئا من شخصيتيهما، أو ربما تشعران بالثقة أو تتعلمان شيئا منه. فكرة هذا الإعلان والشابات اللواتي يظهرن فيه هو أن لكل فتاة شخصيتها المميزة والمختلفة، لكنهن مجموعة فتيات يساندن بعضهن بعضا ويحتفلن بالفردية في الوقت نفسه.

أتذكر عندما كنت في سن المراهقة كيف بدأت أكتشف شخصيتي، وأتذكر كيف كانت تلك المرحلة مخيفة (للشابات والشباب). أريد لهذا العطر أن يرمز إلى تخطي تلك المخاوف، وأن يحث الشابة على أن تسمح لنفسها بأن تكتشف من هي بطريقة صادقة.

 

هل تقاربين تصميم العطور بالطريقة نفسها التي تقاربين بها تصميم الأزياء؟

نعم، من حيث المبدأ. أريد أن أتحدث للمرأة التي تشتري تصاميمي، أريد أن أصل معها إلى المكان نفسه، حيث أطمح إلى أن أساندها وأن أبادلها حديثا صادقا. أعتقد أن عالم الأزياء والجمال يمكن أن يقود المرأة أحيانا إلى عدم الثقة بنفسها. وظيفتي هي أن أجعل المرأة تشعر بكل شيء إيجابي نحو ذاتها. وأردت أن تكون الصلة بين دار الأزياء والعطر قوية. من الضروري أن يكون هذا العطر صادقا متصلا بالدار وشخصيا.

أما ما يختلف بين العالمين، فهو أن العطر مشروع عمل يتطلب فترة طويلة ومركزة. لكن عندما أقدم مجموعة أزياء، أعمل على مليون تفصيل، ويمكن أن أكون مجنونة. وكأنني فنان يرسم. لكن مع العطر كأنني أصمم سيارة، فالأحكام بأدق التفاصيل أمر بالغ الأهمية حتى نصل الى العطر المثالي.

 

لديك أربعة أطفال: ابنان وابنتان. هل ترغبين أن تضع ابنتاك هذا العطر عندما تكبران؟

سألتني ابنتي الكبرى في صباح اليوم الى أين أنا ذاهبة، فقلت لها إنني سأطلق عطرا جديدا اليوم. فردت بكل فرحة قائلة: "اليوم تطلقين (بوب)؟ هل تعودين لي بعلبة منه اليوم؟". هي عاشت معي رحلة إنتاج العطر. وأنا سعيدة بأنني سأستطيع أن أهديها أول إنتاجي.

لم تختر ستيلا لإعلان عطر "بوب" عارضات أزياء بل أربع فتيات يافعات ناجحات وطموحات: الموسيقية غرايمز، والفنانة لورد ليون، والممثلة أماندلا ستنبرغ، والناشطة في سبيل قضايا الحيوانات كينيا جونز. اختارت مكارتني فتيات ضمن الفئة العمرية الموجه إليها العطر. والحملة تظهرهن يستمتعن حقا بكل لحظة.

 

كيف اخترت وجوه حملة "بوب" المميزة؟

لم أرغب في اختيار عارضات تقليديات. أردت نساء يمثلن رسالة العطر. إنه عطر هؤلاء النساء. والتصوير جرى بشكل رائع وسلس وطبيعي وأيضا متناغم مع مفهوم هذا العطر. الملهمات الأربع يسرن على درب الاستقلالية التامة.  أعرف لولا منذ أن ولدت، وأعرف كينيا منذ طفولتها، وأنا معجبة بأعمال أماندلا غرايمز.

لولا تدرس التمثيل وأتوقع لها مستقبلا ناجحا، وغرايمز موسيقية موهوبة صاعدة ممتازة تؤلف الموسيقى وتخرج، وأماندلا ممثلة وشاعرة شابة لها آراء سياسية واضحة، وكينيا مثلي تهتم بحقوق الحيوانات وحمايتها. جمال كل منهن كان صدفة، فقد اخترت كلا منهن بسبب جمال شخصيتها وما تمثله.

شعرت بالمسؤولية تجاه ابنتيّ وشابات اليوم. فلم أرغب للشابات أن ينظرن إلى أنفسهن بنظرة سلبية بسبب الإعلان، لأنني أتذكر كيف لم أشعر يوما بأنني أنيقة أو ثرية بما فيه الكفاية حين كنت أشاهد إعلانات الماركات الفاخرة في طفولتي.

في تركيبة Pop المفعمة بالأنوثة والشباب والانتعاش، تفوح أزهار مسك الروم بحيوية جديدة توازنها أخشاب الصندل داخل سمفونية مشرقة إيجابية.

 

لماذا اخترت للعطر اسم "بوب"؟

فكرنا في أسماء كثيرة، لكن لم نرَ أن أي اسم آخر يناسب هذا العطر مثل "بوب"! فهو جريء. لا يخاف. ويعبّر عن لحظة قوية تطل فيها الشابة.

 

ماذا طلبت من مبتكر عطر "بوب"؟ هل اشترطت إدخال عناصر معينة؟

نعم. رحلتي مع هذا العطر تشبه رحلتي مع "ستيلا". لطالما أحببت التناقض، لكن من نقطة واضحة. لا أحب ارتباك مزج الكثير من العناصر معا. وضعنا به أزهار مسك الروم، التي لها مكانة خاصة في قلبي لأنها تذكرني بوالدتي. وكان مشوقا تسليط الضوء مجددا على زهرة كثيرون نسوها. ثم أضفنا خشب الصندل الذي له طابع ذكوري وحسي.

 

ماركة "ستيلا مكارتني" تفتخر بأنها الماركة الفاخرة النباتية الأولى والوحيدة في العالم. فتتبعين أسلوب حياة وعمل تحرصين فيه على الاستدامة. كيف ينعكس ذلك على العطر؟

تطبيق هذا الأسلوب أصعب في عالم العطور. أسعدني استعمالنا أسلوب المحاكاة البيولوجية Biomimicry  الجديد لانتاج مكونات العطر. فمكّنتنا هذه التقنية العصرية من إنتاج العناصر المختلفة بطريقة تقلّد طريقة إنتاجها الطبيعية، لكنها لا تتطلب قطف آلاف الزهور لاستخلاص الزيت المعطر أو قص أشجار الصندل (المهدد بالانقراض) لاستخلاص أريجه.

ولم نتوقف عند ذلك، فأسلوبنا المسؤول في العمل قد امتد إلى الأمور الصغيرة، إذ نحاول أن نستعمل المواد المكررة في العلب قدر الإمكان. لا يمكن استخدام المواد المكررة في كل شيء، لكننا نحاول قدر الإمكان أن نعمل بمسؤولية ورفق نحو البيئة.

 

هل شاركت أيضا في تصميم قارورة "بوب"؟

نعم بالطبع، صممتها بنفسي. إنها تجربة مذهلة أن تتاح لي كمصممة أزياء فرصة تصميم عطر وقارورته. ولذلك أريد أن يكون مميزا وغنيا. أردت أن يكون لهذه القارورة علاقة بقارورة عطر "ستيلا"، وذلك من خلال الأوجه الأنيقة الكلاسيكية. وتختلف عن زجاجة "ستيلا" بأنها عصرية أكثر. ولها تقنية حديثة في سدة العطر التي هي جزء من زجاجة العطر الجديد.