الممثلة اللبنانية العالمية رزان جمّال لـ هي: أفتحر بأنني لاحقت حلمي وشغفي دون خوف 

دبي: سينتيا قطار Cynthia Kattar

لم يختر المدير الإبداعي لدار شانيل كارل لاغرفلد الممثلة اللبنانية العالمية رزان جمّال لتكون صديقة دار شانيل من الشرق الأوسط بالصدفة، فرزان تتمتّع بجمال ناعم وطبيعي نادراً ما نجده بين النجمات العرب، وشخصية صريحة، عفوية، بعيدة كل البعد عن التكلّف، بالإضافة إلى أسلوب بسيط في الأزياء. جمّال التي كان لها حضوراً قوياً في أفلام عالمية عديدة مثل "اي واك أمونغ ذي تومبستونز" A Walk Among The Tombstones من بطولة لايام نيسن Liam Neeson، وكارلوس Carlos، اعترفت لـ هي أنها تعشق الأدوار الشريرة إضافة إلى الأدوار الكوميدية، كاشفة عن هوسها بفيلم "مولان روج" Moulin Rouge

كيف اكتشفت موهبتك في التمثيل وقصة حبك مع الأفلام؟
كنت طفلة منفتحة، وبالتالي احتجت إلى التعبير عن ذاتي كل الوقت، ما دفعني لأتسجّل في دورات التمثيل في سن مبكرة. لم أكن أشاهد الأفلام لأنني كنت أفضّل اللعب في الهواء الطلق. لكن حين شاهدت أفلامًا، كنت أجد نفسي مأخوذة بل غارقة تمامًا في حياة الشخصيات وكنت أشعر بكل ما تشعر به. 

إضافة إلى ذلك، أظن أن طلاق والديّ لعب دورًاً في توسيع مخيلتي. نسجت حياة بديلة ولعبت مع أصدقائي الوهميين كوسيلة للتأقلم والمواجهة. لم تكن هناك لحظة معينة جعلتني أكتشف موهبتي. لكن من الواضح أنني بدأت بالعمل على الأدوات التي أغنت حرفتي كممثلة بشكل غريزي بديهي، دون أن أدرك بالضرورة أنني سأسلك هذا المسار بعد سنوات عديدة. 

من هن الممثلات العالميات والمحليات المفضلات لديك؟ ومن هن الممثلات اللواتي أثّرن بك خلال طفولتك؟
كنت مهووسة بفيلم "مولان روج" ولا زلت حتى اليوم! 
محليًا، أقدر يسرى وهيام عباس وجوليا قصار. على صعيد عالمي، أعشق ميريل ستريب، وإليزابيث تايلور، وكيت بلانشيت، وجولييت بينوش، وكاترين دونوف، وبيرينيس بيجو. 

عملت في الكثير من الأفلام العالمية مثل "مشية بين شواهد القبور" و"كارلوس"، وتعاونت مع الكثير من المخرجين العالميين. من هم المخرجون الذين تحبين أن تعملي معهم في المستقبل؟ 
كنت سأعشق العمل مع المخرجين الراحلين كريستوف كيشلوفسكي، وعباس كيارستمي، ويوسف شاهين، وهتشكوك! هل يمكننا أن نعيدهم إلى الحياة رجاء؟ اليوم، أتمنى أن أعمل مع أصغر فرهادي، وباز لورمان، ولوك بيسون، وألمودوفار، ومرة أخرى مع أوليفييه اساياس. 

أخبرينا عن أكثر حادثة أضحكتك بين المواقف التي عشتها خلال التصوير.
في موقع تصوير فيلم "مشية بين شواهد القبور"، كنت في صدد تصميم ماكياجي، وأتحدث في الوقت نفسه مع مدير أعمالي على الهاتف. فجأة، شعرت بأحد يربت على كتفي وبدون انتباه أشرت بيدي: "ثانية واحدة". ثم شعرت بالتربيت ثانية على كتفي، فاستدرت بانزعاج تقريبا لألاحظ أنه الممثل ليام نيسون الذي أراد فقط أن يلقي التحية. شعرت بخجل هائل إلى درجة أنني أقفلت الخط وحدّقت في هذا الرجل الطويل بإعجاب. كنت محرجة جدًا وقتها، لكن أستطيع الآن أن أتذكر اللحظة وأضحك على نفسي. 

هل تفضلين لعب دور الفتاة الطيبة أم الشريرة؟ أين ترين نفسك أكثر؟
لعب دور الفتاة الشريرة أمتع، فأستطيع أن أكون لئيمة على الشاشة وأكون خيّرة في الحياة الواقعية. كم شخص يستطيع أن يفعل ذلك؟

أحب أن أمثل في الأفلام الكوميدية كثيرًا، فتسليت جدا في العمل على Bad Buzz آخر فيلم لي. لكن سأستمتع أيضا في المشاركة في أفلام الحركة أو الآكشن لأقاتل وأحارب وأهزم. 

نجمات عالميات كثيرات انتقلن من التمثيل إلى الإخراج أيضَا، مثل جودي فوستر وانجيلينا جولي. هل تتخيّلين نفسك مخرجة في المستقبل؟
أعتقد أنني استثمرت كثيرا في نفسي لأصبح ممثلة إلى درجة أنني لا أستطيع أن أقوم بهذا الانتقال اليوم، لكن بلا شك سأفكر في ذلك في المستقبل. فسأستطيع أن أقوم بما أحب وأن أكون من يوجه الناس ويديرهم؛ تخيلي كم سيكون الأمر ممتعا! 

تجمعك قصة حب بالموضة. كيف تعبّرين عن نفسك من خلال الأزياء؟ اختاري 5 قطع لا يمكنك العيش بدونها.
سأٌقول إن علاقتي بالموضة علاقة حب وكراهية. مرات كثيرة أنظر إلى تطور إطلالتي عبر السنين وأتساءل مرارًا كيف كنت أرتدي ما كنت أرتديه، فأراه اليوم مروعًا! أعتقد أنني كنت دائمًا عفوية وتجريبية في أناقتي وأسلوبي. 

أزيائي تعتمد على مناسبات عملي. فأتأنق للفعاليات المهمة إذ يجب أن أكون أنيقة وأتحدث إلى الكثير من الناس، والأزياء تساعدني على أن أشعر بثقة أكبر. لكن في تجارب الأداء والبروفات والاجتماعات، أكون مسترخية أكثر وأختار إطلالة أنيقة غير رسمية ومرتاحة. 

يجب أن أتأنق وأبدو رسمية في الكثير من الفعاليات، لذلك في حياتي اليومية أحب أن أكون مرتاحة هادئة وأن أرتدي أزياء مريحة تعزز ثقتي بالنفس. بطريقة أو بأخرى، إطلالتي أقرب إلى إطلالة الشارع  "ستريت ستايل" من أي شيء آخر. دائمًا أفضل الحذاء الرياضي على الكعب العالي لأنني أمشي كثيرًا. أكون مرتاحة عمومًا في بنطلون جينز ممزق مع قميص تي-شيرت بسيط وحذاء رياضي أبيض وسترة جلدية. ولا أذهب إلى أي مكان بدون حقيبتي الصغيرة من "شانيل"Chanel  التي تتميز بأناقتها العصرية وبساطتها الخافتة. 

ماذا يعني لك أن تكوني صديقة لدار "شانيل"Chanel ؟
يعني أنني أستطيع أن أرافقها في رحلتها السحرية! إنه أمر مذهل! دار "شانيل" تحب أن تبني علاقات إنسانية طويلة الأمد. رأينا ذلك في عرضها الباريسي مع كل الخياطات، ومعظم تلك النساء يعملن مع الدار منذ أكثر من 30 عامًا. أن تكوني صديقة للدار يعني أن تكوني جزءًا من عائلة. أعتبر نفسي محظوظة أن أكون مرتبطة بعدد هائل من الأشخاص الموهوبين والمجتهدين والشغوفين. 

إنه أمر استثنائي أن نلقي نظرة قريبة على العلامة وأن نتعلم الكثير عن الموضة والأزياء من خلالها. على سبيل المثال، ذهبت هذا الصيف إلى غراس وتعلمت درسًا عن العطور من مبتكر العطور بنفسه! كما لدي فرصة السفر إلى وجهات متنوعة عادة لعروض كروز حيث أتعرف إلى أشخاص رائعين ومشوقين ومثيرين للاهتمام. والمشاركة في جلسات تصوير الدار المبدعة وارتداء أحدث مجموعاتها من خشبات العروض من مزايا هذه الصداقة الرائعة أيضًا. 

لو عدت في الزمن إلى الماضي وأخبرت الفتاة الصغيرة المسترجلة رزان أن هذا سيحصل، أظن أنها كانت لتحدق فيّ بذهول مشكك وتقرصني. 

هل تتابعين التيارات المتبدلة؟ ما هو تيار خريف 2016 المفضل لديك؟
أعشق السترات المنتفخة المبطنة والفساتين المخملية لأنها تبقيني دافئة ولأنها مريحة جدًا. كما أحب ملابس الشارع مثل البنطلونات الرياضية والكنزات المزودة بقلنسوة لأنها عادة القطع التي أرتديها حين أركض من اجتماع إلى الآخر. وأيضًا أحب إطلالة سترة الدراج أو السترة الجلدية المجددة لإضفاء لمسة حدة جريئة. 

ما هو أكبر إنجازاتك حتى الآن؟
أعتقد أن الناس لا يدركون كم يصعب على الممثل أن يحافظ على توازنه وتركيزه. أفتخر بأنني اخترت سلوكًا صحيًا وسلكت السبيل الذي يؤدي إلى النور! كما أفتخر أيضا بأنني لاحقت حلمي وشغفي دون خوف تقريبًا. 

أين ترين نفسك بعد 10 سنوات؟
لا أعرف أين سأكون غدًا حتى، وبالتالي يمكنني فقط أن أركز على هذه اللحظة!  أؤمن بالقدر، لذلك سأكون حيث يجب أن أكون بعد 10 سنوات. لكن طبعًا أريد أن أقوم بالمزيد من الأعمال الخيرية، ولهذا السبب أشارك مثلًا يوم 7 أكتوبر مع منظمة Glass Door للنوم خارجًا، على أمل جمع المساعدات المالية لملاجئ المشردين.

هلا شاركتنا روتينك اليومي للاعتناء بجمالك؟
إنه بسيط: أغسل وجهي بلوح صابون، ثم أضع منتجات مضادة للتأكسد وحمض الهيالورونيك والواقي الشمسي.
أقوم بالشيء نفسه في المساء بدون الواقي الشمسي طبعا، وأحرص على إزالة الماكياج بعناية. 

ما الذي يربكك؟
ما يحصل في العالم اليوم! الحرب في سوريا أولًا، والانتخابات الرئاسية الأميركية! 

ما هي مشاريعك المستقبلية؟
ما زلت في المراحل النهائية لبعض العقود، وأقيّم خياراتي حاليًا. 

هل من كلمة أخيرة لقارئات "هي"؟
إذا كان لديك حلم، فاعملي على تحقيقه. كل ما أنت شغوفة به يحتاج إلى العزيمة والتضحية والتفاني والعمل الشاق. فتوقفي عن التفكير بأن الأشياء ستأتي إليك بطريقة سحرية، واذهبي واجلبيها بيديك!