صناع الموضة العالمية يتصدوّن للكورونا بكل إنسانية

خلق الانتشار السريع لـ "فيروس كورونا" (Covid-19) اضطرابا اقتصاديا واجتماعيا عالميا، وصلت انعكاساته إلى عالم الموضة، حيث تجلى أول تداعياته في شهر فبراير الماضي من خلال تأجيل العديد من عروض الأزياء لأهم الدور العالمية خلال أسابيع الموضة، وتُرجمت تداعياته بعدها باعتماد بعض الماركات على بيع بضائعها عبر الإنترنت حصرا حتى إشعار آخر، مثل دار Supreme و Phillip Lim 3.1 و Warby Parker و Allbirds و Everlane.

وعلى الرغم من الخسائر المالية والمعنوية التي يعانيها قطاع الموضة كغيره من القطاعات نتيجة أزمة كورونا العالمية، لا يمكن إلا أن نسلط الضوء على المبادرات المالية والإنسانية التي اتخذتها العديد من الدور العالمية، دعما للإنسانية، على أمل تخطي أزمة هذا الفيروس الذي جاء بمنزلة جرس إنذار للإنسانية جمعاء، والذي يسعى الجميع إلى تخطيه بالصبر والإيمان والتضامن الإنساني. نبدأ مع "دوناتيلا فيرساتشي" Donatella Versace ، المديرة الإبداعية لدار "فيرساتشي" Versace التي تبرّعت وابنتها "أليجرا
فيرساتشي" Allegra Versace ، بمبلغ 200 ألف يورو لمستشفى سان رافاييل في ميلانو، وذلك دعما لإيطاليا وعاصمتها التي تُعتبر من الدول الأكثر تأثرا بفيروس كورونا، والتي تواصل التصدي له بوسائل شتى. كما تبرعت الدار ب 143,400 دولار لمؤسسة الصليب الأحمر الصينية للتخفيف من نقص الإمدادات الطبية في البلاد. بدوره، تبرع "جورجيو أرماني" Giorgio Armani أيضا بمبلغ 1.25 مليون يورو للمستشفيات ووكالة الحماية المدنية الوطنية. وستستفيد من التبرع مستشفيات Luigi Sacco و San Raffaele ، و Istituto dei Tumori في ميلانو، وكذلك Istituto Lazzaro Spallanzani في روما إضافة إلى ذلك، سيدعم المبلغ أنشطة الدفاع المدني في البلاد.

دوناتيلا فيرساتشي
ومن أبرز المبادرات أيضا إعلان مجموعة LVMH ، الشركة الأم لعلامات "كريستيان ديور" Christian Dior ، و"غيرلان" Guerlain و"جيفانشي" Givenchy ، عن اهتمامها بمساعدة السلطات الصحية الفرنسية من خلال تصنيع مطهرات يدوية وتزويدهم بها مجانا.
وفي هذا الصدد، قالت مجموعة LVMH : إنها ستستخدم جميع مرافق إنتاج عطورها ومستحضرات التجميل الخاصة بها لإنتاج كميات كبيرة من جل كحولي مائي أو مطهر لليدين. ومن المقرر تسليم المطهّرات للسلطات الصحية الفرنسية والمساعدة العامة – مستشفيات باريس، وهي شبكة مكونة من 39 مستشفى تعليميا تعالج أكثر من 8 ملايين مريض سنويا، وفقا لموقعها على الإنترنت.
وتعتزم شركة LVMH من خلال هذه المبادرة المساعدة في معالجة خطر نقص المنتج في فرنسا، وتمكين عدد أكبر من الناس من الاستمرار في اتخاذ الإجراءات الصحيحة لحماية أنفسهم من انتشار الفيروس. هذا، وتعهدت مؤسسة LVMH بتقديم 2.3 مليون دولار، إلى مؤسسة الصليب الأحمر الصينية للمساعدة في التخفيف من النقص العاجل في الإمدادات الطبية في ووهان. بدورها، تبرعت دار "برادا" Prada بست وحدات للعناية المركزة وثلاث وحدات إنعاش لثلاثة مستشفيات في ميلانو. دار "دولتشي أند غابانا" Dolce &Gabbana العريقة أعلنت عن تعاونها مع جامعة Humanitas الإيطالية، من خلال التبرع بأموال للبحوث التي يقودها العالمان ألبرتو مانتوفاني وسيسيليا جارلاندا إلى جانب إليسا فينسنزي وماسيمو كليمنتي، علماء الفيروسات في جامعة سان رافاييل. يهدف بحثهم إلى إيجاد حل للوباء المتزايد.
وأعربت نجمات الموضة أيضا عن مدى أهمية التوعية والتبرع لتخطي أزمة "كورونا". من أبرز المبادِرات مؤثرة الموضة "كيارا فيراجني" Chiara Ferragni التي تبرعت بأكثر من 3.8 مليون يورو لمستشفى San Raffaele ، من خلال حملة تبرعات عبر الإنترنت.

إطلالة في الشارع من وحي أزمة الكورونا ضمن أسبوع الموضة في باريس لموسم خريف وشتاء 2020
وأعلنت كيارا أن الدولة الإيطالية دعت جميع المواطنين إلى البقاء داخل منازلهم لمنع انتشار فيروس كورونا أكثر، وتجنّب انهيار النظام الصحي بأكمله. وقالت “نحن جميعا نعيش في الحجر الصحي الآن، مثلما فعلت بعض المدن في الصين الشهر الماضي. لذا، يرجى المساهمة في نشر الوعي، وفهم أن هذه ليست إنفلونزا شائعة، وأنها أكثر خطورة بالنسبة لنا جميعا". ونصحت متابعيها بالبقاء في منازلهم، وتوعية الآخرين.
سيدة الأعمال والمؤثرة الروسية Miroslava Duma ، شددت على أن المسافة الاجتماعية هي الطريقة الوحيدة لمنع انتشار Covid-19 ، ويجب البدء بتطبيقها اليوم، ولا يقتصر الأمر على حماية نفسك فحسب، بل على حماية الناس من حولك. أخيراً، لا يمكن إلا وأن ننوه بالتكاتف الاستثنائي بين شركات الموضة الكبرى ومصممي الأزياء لدعم حملات مكافحة الكورونا، على أمل أن يتخلّص العالم أجمعين من هذا الوباء، ويعود الإبداع المسيطر الأبرز على عالم الموضة.