مهنة "الخطابة" تنتعش من جديد عبر وسائل التواصل الاجتماعي!

"الخطابة" من المهن التي كان يقصدها العديد من أفراد المجتمع في الماضي للبحث عن "عروس" أو "عريس" حسب الطلب، ولكل واحدة من الخطابات شروطها الخاصة والطريقة التي تدير بها عملها، وشبكة علاقات واسعة تتمكن من خلالها التواصل مع أغلب شرائح المجتمع للوصول إلى أهدافها بتحقيق نوع من الكسب المادي عن طريق التوفيق بين رأسين كما تدعي، وفي البحث عن من يريد أن يسعى إلى إيجاد شريك حياته ولو كلفه الأمر مبالغ طائلة.
 
وفي الوقت الذي يعتقد في الكثيرون أن مهنة "الخطّابة" بدأت تختفي في السعودية، خصوصاً بعد تسجيل عدد من حالات النصب والاحتيال التي راح ضحيتها العديد من الفتيات والشباب السعوديين لجئوا إلى خدمات "الخطّابة"، عادت هذه المهنة إلى الرواج من جديد مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، على عكس ما كان متوقعاً.
 
وساعد على ذلك الرواج لمهنة "الخطابة" من جديد، عدة عوامل من أبرزها:
 
انتشار وسائل التواصل الاجتماعي 
باتت وسائل التواصل الاجتماعي ملازمة لكل فرد في المجتمع كبيراً كان أو صغيراً، وساهم ذلك في انتعاش مهنة "الخطابة" بشكل كبير جداً وعبر أغلب هذه الوسائل، فعلى سبيل المثال يعج "تويتر" بأعداد كبيرة من حسابات "الخطابات" بأسماء وصفات متعددة، وتغرّد "الخطّابات" في هذه الحسابات بمواصفات الفتاة والرجل، ويكون التواصل عن طريق الرسائل الخاصّة، للجمع بينهما في زواج قد يكون زواج غير مُعلن مثل "زواج المسيار". 
 
قلة التواصل الاجتماعي
بات من الملاحظ في السنوات الأخيرة قلة التواصل الاجتماعي بين الأسر، وفي ظل ذلك استغلت بعض السيدات علاقاتهن الواسعة داخل المحيط النسائي المنغلق، للتوفيق والتقريب بين الأسر المتباعدة لغرض الزواج، ذلك ما شجع كثيرا من النسوة ذوات العلاقات الاجتماعية المتميزة على الاضطلاع بدور "الخطابة" كمهنة كاسبة بدون عناء، مستغلة بذلك عدم التقارب الحاصل في المجتمع، خصوصاً في المدن الكبرى حيث الجار لا يعرف في أغلب الأحيان جاره، وكسر هذا الحاجز العصي والصعب، والتوفيق بين الأسر الراغبة في الزواج من الجنسين.
 
مواقع الزواج بالانترنت
رغم التحفظات من البعض على التعامل مع الخطابات، إلا أنه يبقى مفضلاً على الوسائل الأحدث، بما فيها مواقع الزواج بالانترنت، وحسابات مواقع التواصل الوهمية، الفاقدة للمصداقية والحافلة بالاستغلال المادي للطرفين.
 
إرتفاع نسبة العنوسة
وللأسف ساهم ارتفاع معدلات العنوسة المتزايد عاماً بعد عام في إنعاش مهنة الخطابات، حيث باتت تتخوف الكثير من الأمهات من "شبح" عنوسة فتياتهن، فلجأن إلى البحث عن العريس المناسب عن طريق الخطابات، حيث كشفت نتائج دراسة سعودية نشرت مؤخراً عن ارتفاع نسبة العنوسة في المملكة العام الجاري إلى 4 ملايين فتاة، مقارنةً بقرابة 1.5 مليون فتاة في عام 2010.