لن تصدقوا.. كم كانت حصيلة تسوّل يوم واحد في السعودية؟!

شهدت ظاهرة التسول في السعودية تصاعداً متزايداً خلال السنوات الأخيرة، وزاد نشاط المتسولين، بشكلٍ كبير، وابتكر بعضهم طرقاً جديدة لاستدرار عطف الناس، كتركيب أطراف صناعية أو ارتداء ملابس النساء أو حمل الأطفال الرضع، وبعض هؤلاء المتسولين يحتكرون شارعاً معيناً، وآخرون يترصدون المصلين في مساجد محددة، أو يستعطفون المرضى أمام المستشفيات، كما يستهدف بعضهم المحال التجارية والأماكن العامة، بينما تخصصت فئة في تسول المنازل. 
 
حصيلة تسول يوم واحد
في الوقت الذي يعتقد فيه الكثير من الناس أن المتسولين هم "مساكين" بحاجة إلى المساعدة، تظهر العديد من الحالات التي تؤكد أن المتسولين يجنون مبالغ مالية كبيرة جراء تعاطف الناس معهم، ولعل إحدى الحالات المؤكدة لذلك حالة ضبط متسول عربي يحمل بحوزته مبالغ مالية كبيرة تقدر بأكثر من أحد عشر ألف ريال سعودي حصيلة تسول يوم واحد فقط. 
 
أكدت ذلك لجنة مكافحة التسول بمحافظة الطائف التي تمكنت من ضبط متسول من جنسية عربية، في العقد السابع من العمر، يمارس مهنة التسول عند أحد المستشفيات الأهلية بشارع الستين بمحافظة الطائف، وكانت المفاجأة عند تفتيش المتسول، حيث عثر معه على مبالغ مالية كبيرة تقدر بأكثر من 11,000 ريال سعودي وكذلك عملات أجنبية أخرى، حيث كان يستغل مراجعة المواطنين للمستشفى ويمارس مهنة التسول للتعاطف مع حالته.
 
من جانبه أكد مدير مكتب المتابعة الاجتماعية بالطائف جزاء العتيبي، أنه تمت إحالة المتسول لشرطة السلامة للتحقيق معه واستكمال الإجراءات لتطبيق الأنظمة والقوانين بحقه.
 
دراسة علمية
يُذكر بأن دراسة علمية حديثة دعمتها "مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية" أشارت إلى أن ظاهرة التسول في المملكة العربية السعودية تشهد زيادة مستمرة وارتفاعاً مضطرداً خلال السنوات الأخيرة، مرجعة الأسباب الرئيسية في بروز هذه الظاهرة إلى تزايد المتسللين عبر الحدود، والتخلف بعد أداء الحج والعمرة. 
 
وبينت الدراسة أن الكثير من الأسباب الرئيسة للتسول تتمحور حول العوز الشديد، والبطالة، والظروف الأسرية، وتعاطف أفراد المجتمع مع حالة المتسول، وعدم وجود رادع قوي يمنع من التسول، وكثرة المتخلفين من العمالة الوافدة، وكذلك وجود عصابات تشرف على التسول.
 
وتقوم مكاتب مكافحة التسول السعودية بدور كبير في مواجهة ظاهرة التسول، من خلال مباشرة الحالات، وتحويل ملفات المقيمين منهم إلى المديرية العامة للجوازات، والسعوديين إلي مديرية الشؤون الاجتماعية، لمساعدته إن كان محتاجاً فعلاً، سواء كان الضمان الاجتماعي أو جمعية خيرية أو موارد بشرية أو أي جهة أخرى ذات علاقة، مع أخذ الإقرار اللازم عليه بعدم اللجوء مجدداً للتسول.