الشارقة للكتاب تستعرض أبرز ملامح الثقافة العربية والإماراتية في "مكتبة الكونغرس الأمريكية"

ضمن جهودها في التعريف بالكتاب العربي والإماراتي في مختلف بلدان العالم، زار وفد من هيئة الشارقة للكتاب مكتبة الكونغرس –أكبر مكتبة في العالم-، بهدف تعزيز فرص التبادل الثقافي بين الشارقة والولايات المتحدة الأمريكية، والاطلاع على تجربة المكتبة في إدارة المصادر المعرفية وأرشفة المخطوطات ومصنفات العلوم التي تضمها، بوصفها أقدم مؤسسة ثقافية في الولايات المتحدة الأمريكية، ونجحت في جمع وتصنيف نحو 170 مليون مادة بـ450 لغة عالمية.

إستقبال

واستقبل وفد الهيئة الذي ترأسه سعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، الدكتورة كارلا هايدن رئيسة المكتبة، وعدد من المدراء والمسؤولين من مختلف الأقسام والتخصصات، حيث قدم الجانب الأمريكي شروحات خاصة خلال جولة على الأقسام الرئيسية والمهمة في المكتبة، فيما استعرض وفد الهيئة جانباً من أبرز الفعاليات والمعارض التي تنظمها وقدم تعريفاً بأبرز النماذج الثقافية للحراك الإبداعي في دولة الإمارات العربية المتحدة.

مجموعات نادرة

وتعرف الوفد على مجموعات نادرة من المراجع والمصنّفات، وناقشوا الأنظمة المكتبية المتبعة للبحث والوصول إلى وثائق خاصة يقدّر عددها بـ171 مليون وثيقة، تضم 40 مليون كتاب على شكل (دليل إرشادي وتوثيقي)، إلى جانب أكبر مجموعة في العالم من المواد القانونية والأفلام والخرائط والنوتات الموسيقية وغيرها. 

المصحف المترجم

وتوقف سعادة أحمد بن ركاض العامري والوفد المرافق على أهم المخطوطات الإسلامية والعربية التي يضمها قسم الشرق الأوسط وإفريقيا، إذ يحتوي هذا القسم على نحو 300 ألف كتاب باللغة العربية ولغات أخرى، وزار الوفد القسم الذي يحتضن أول نسخة مترجمة للمصحف في العالم والتي يعود تاريخها للعام 1765، وهي من المقتنيات الخاصة للرئيس الأمريكي السابق توماس جيفرسون، وهي أول نسخة مترجمة من العربية إلى الإنجليزية مباشرةً، إذ أن جميع الترجمات التي نُقلت عن المصحف في السابق كانت مأخوذة عن الفرنسية.

تجارب

وحول هذه الزيارة، قال سعادة أحمد بن ركاض العامري: "تتبنى هيئة الشارقة للكتاب رؤية راسخة تجاه تعزيز حضور النتاج المعرفي والإبداعي الإماراتي في مختلف بلدان العالم، وفي الوقت نفسه نحرص على الاطلاع على تجارب المؤسسات الثقافية الرائدة عالمياً، ومكتبة الكونغرس أحد أهم الصروح العالمية التي تحتضن بين جدرانها تاريخاً إنسانيّاً لا يقدّر بثمن، ويحفظ على رفوفه منجزات وتجلّيات عباقرة وأدباء ومفكّرين عبر ملايين الكتب والمصنفات المهمة".

جسور تواصل

وتابع رئيس الهيئة: "إن الحراك الثقافي يتنامى ويكبر بالتواصل واستثمار المنجز والمراكمة عليه، لهذا نحرص على ترجمة رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الذي لطالما آمن بأن بناء جسور التواصل مع مدن وبلدان العالم، والاطلاع على التجارب الرائدة في مؤسساتها الثقافية أحد روافد نجاح أي مشروع ثقافي كبير يحمل أبعاداً إنسانية وعالمية".

الحضور الثقافي الإماراتي

من جانبها أشادت الدكتورة كارلا هايدن بالجهود الكبيرة التي تقودها هيئة الشارقة للكتاب في تعزيز الحضور الثقافي للإمارة، وأشارت إلى حجم حضور الشارقة على المستوى العالمي كأحد أبرز عواصم الثقافة ودعم صناعة المعرفة في الشرق الأوسط، مؤكدة أن القيمة التي يمثلها معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي يعتبر أحد أكبر ثلاث معارض للكتاب في العالم، كبيرة ومهمة وذات أثر على الثقافة الإنسانية بشكل عام.

وخلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، التقى وفد الهيئة بمجموعة كبيرة من الناشرين الأمريكيين ووكلاء التوزيع، حيث جرى مناقشة مشاركة الناشرين الأمريكيين في الدورة المقبلة من معرض الشارقة الدولي للكتاب، والدورة الثامنة من مؤتمر المكتبات الذي يعقد بالتعاون مع جمعية المكتبات الأمريكية، والبرنامج المهني للناشرين وغيرها من الفعاليات.