بمناسبة عيد الأب 5 أدباء سعوديين ساهموا في تطوير التربية والتعليم

أسهم رواد الأدب السعودي وأعلامه ورموزه من الأدباء والمثقفين والشعراء في تقدم ورقي مسار الأدب والثقافة في المملكة عامة، وكان لجهود الكثير من الأسماء الثقافية والأدبية والفكرية الرائدة الفضل في إثراء الحركة الثقافية والأدبية والتي انعكست بصماتها على تطوير التربية والتعليم، وبمناسبة عيد الأب اخترنا لكم 5 أدباء سعوديين ساهموا في تطوير التربية والتعليم.

الدكتور غازي القصيبي

يعد الدكتور الراحل "غازي القصيبي" من أهم الأدباء السعوديين وأحد أبرز رموز المشهد الثقافي العربي، فلقد أثرى المكتبة العربية بمؤلفات ثرية، أسهمت في إنارة العقول، وتغذية الذائقة الأدبية، وتتلمذ عليها أجيال قارئة شقّت طريقها برفقة هذه الكتب، وعلى الرغم من تنوع مهامه وتعددها كشاعر وأديب ودبلوماسي ووزير وتوليه مناصب رفيعة المستوى داخل وخارج المملكة، كان للأدب المكانة الأهم لديه.

قدم الأديب القصيبي عددا كبيرا من المؤلفات الأدبية المميزة في شتى المواضيع كالرواية، والقصة، والشعر، والتنمية، والسياسة، وألف في سيرته الإدارية أكثر من كتاب من أبرزها سيرته الذاتية في كتابه الشهير "حياة في الإدارة"، كما عرف كأديب عالمي بديوان "الشرق والصحراء" الذي قدمه باللغتين العربية والإنجليزية، وكانت "شقة الحرية" و"العصفورية" أهم ما قدم الأديب القصيبي من أعمال روائية، ونال الأديب الراحل العديد من الجوائز والتكريمات ومنها منحه وسام الكويت ذو الوشاح من الطبقة الممتازة 1992، ومنحه وسام الملك عبدالعزيز وعدداً من الأوسمة الرفيعة من دول عربية وعالمية.

الدكتور أسامة عبدالرحمن

يعد الأديب الأكاديمي والباحث والشاعر السعودي الدكتور "أسامة عبدالرحمن" واحدا من أهم الباحثين السعوديين في مجال التنمية، والإدارة، والفكر السياسي، حيث ترك الدكتور الراحل بصمة واضحة في الدراسات التنموية والسياسية والكتب المتنوعة التي بحثت في قضايا النفط والإدارة والطبقة الوسطى في الخليج والجزيرة العربية، ويعد كتابه ذائع الصيت "البيروقراطية النفطية ومعضلة التنمية" الصادر عام 1982 مرجعا مهما في هذا الجانب.

وكان مشوار الدكتور أسامة عبدالرحمن العلمي والعملي حافلا بالعطاء المميز، فلقد عمل عميدا لكلية التجارة، وكلية العلوم الإدارية، وكلية الدراسات العليا، وأصبح مستشارا في عدة هيئات علمية، وعضوا في هيئة تحرير المجلة العربية للإدارة ومجلة العلوم الاجتماعية، وكان الجانب الشعري في سيرة الراحل ثريا وغزيرا ويمتلك روحا عروبية وقومية، حيث صدرت له الكثير من المجموعات الشعرية معظمها تحمل عناوينها مصطلحات قرآنية، ومنها "استوت على الجودي" و"بحر لجي" و"فأصبحت كالصريم"، وله العديد من المؤلفات التي تحمل روحا وطنية تتعدى حدود وطنه المملكة لتشمل الوطن العربي.

البروفيسور منصور الحازمي

البروفيسور "منصور إبراهيم الحازمي" واحداً من أبرز النقَّاد المعاصرين في السعودية وفي العالم العربي، وقد عُني بدراسة الرواية التاريخية في العالم العربي عامة، وبنقد الرواية والقصة القصيرة في المملكة خاصة، كما أسهم من خلال إصداره العديد من المؤلفات الأدبية في رصد الإنتاج النثري في المملكة، وكان له فضل الريادة في هذا المجال.

وللبروفسور الحازمي مشاركات بحثية وفكرية عديدة من خلال كتبه وبحوثه ومقالاته الكثيرة، وقد أسس مجلة كلية الآداب، وهي أول مجلة جامعية علمية تعنى بالآداب والعلوم الاجتماعية في المملكة وكان أول رئيس تحرير لها، كما شارك في هيئة تحرير مجلة الدارة، وعمل عضواً في اللجنة العليا للتخطيط الشامل للثقافة العربية، وعضواً في اللجنة العليا لجائزة الدولة التقديرية في الأدب بالمملكة، وقد ساهم في مختلف الأنشطة الثقافية وفي المؤتمرات الأدبية والثقافية المحلية والعربية والعالمية، ونال العديد من التكريمات من أبرزها حصوله على الميدالية الذهبية الكبرى من اللجنة العليا للتخطيط الشامل للثقافة العربية التابعة لجامعة الدول العربية، وميدالية الاستحقاق من الدرجة الأولى من المملكة، ووسام تكريم من مجلس التعاون لدول الخليج العربي، إضافة إلى جائزة الملك فيصل العالمية.

علي زين العابدين

يعد الشاعر والعسكري السعودي "علي زين العابدين" من رواد الأدب العربي السعودي، ومن مؤسسي السلك العسكري في السعودية، وهو أول مدير لكلية الملك عبدالعزيز الحربية، ومن المؤسسين لمناهجها، وهو الذي تبنى فكرة تأسيس مدارس لأبناء منسوبي القوات المسلحة، إلى جانب عضويتيه في كلًا من اللجنة التأسيسية لجامعة الملك عبدالعزيز ولجنة التخطيط العلمي بالجامعة.

ساهم الشاعر الراحل "علي زين العابدين" في تطوير المدرسة العسكرية، التي سميت لاحقًا بكلية الملك عبدالعزيز الحربية، وطور تدريس التاريخ العسكري، وأعاد هيكلة تدريس الجغرافيا العسكرية، وأضاف إلى مناهجها عدد من المواد الدراسية، كما استحدث وظيفتان في التعليم العسكري، وهي: كبير المعلمين وأركان حرب الوحدة، وأشرف على بناء الكلية الحربية بالرياض، وأصدر العديد من المؤلفات والدواوين الشعرية، وللراحل مطولات شعرية في دواوينه (صليل، هديل، تغريد، نجوى) كان محورها القضايا العربية والإسلامية والوطنية والإنسانية والتجارب الذاتية والاجتماعية المحلقة في شعرية الوجدان والحس الإنساني، وتضمن ديوانه "عزف ونزف" نسيجاً شعرياً من تجارب المناسبات والشعر العائلي الشفيف الذي يشع بإنسانية الأب والجد ورب الأسرة في ترانيم شعرية آسرة.

الدكتور عبدالعزيز الخويطر

كان الدكتور "عبدالعزيز الخويطر" أول سعودي يحصل على شهادة الدكتوراة من بريطانيا، وكان ذلك عام 1960، ويعتبر عميد الوزراء السعوديين، لأنه الأكبر عمراً وخدمة، وتقلد عدة وزارات، وكان مبعوثا خاصاً لعدد من الملوك، وتولى عدة مناصب حكومية منها وزير التربية والتعليم، وزير التعليم العالي، وزير العمل، وزير الشؤون الاجتماعية، وله دور تاريخي في النهضة التعليمية التي عاصرها من البداية، وله دوره المؤثِّر في صياغة المناهج التعليمية.

ويعتبر الدكتور الخويطر رجل التعليم الأول بالمملكة أيام "المعارف"، حيث كان أنموذجاً في الحزم والجديّه والأمانة، وكان شجاعاً في قراراته حينما يرى فائدتها وسلامتها، كريماً للفئة الخاصة من الطلاب "ذوي الاحتياجات الخاصّة" بالنسبة لتغذيتهم أو انتقالاتهم، ويتميز نتاجه الأدبي بالعديد من المجلدات، التي أهتم فيها بالأدب والتاريخ، ومن أبرزها " مجلد "أي بني"، وهي بمثابة الموسوعة التراثية الكاملة، وكتاباً تحت عنوان "النساء رياحين"، تحدث فيه عن تأثير المرأة ودورها الحقيقي والمأمول، ولقد تم تكريمه في المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الرابعة والعشرين، تقديراً لمسيرته الطويلة الحافلة في خدمة الوطن.