الفنانة التشكيلية "شيهانه الشريف" لـ"هي": أطمح لتعليق أعمالي على جدران المسارح الموسيقية السعودية

"أطمح لتعليق أعمالي على جدران المسارح الموسيقية السعودية" هذا ما كشفت عنه الفنانة السعودية "شيهانه محمد الشريف"، في طموحها المستقبلي وحلمها الذي يراودها منذ الطفولة، خاصة وأن الشغف والاستمرار في حب التعلم كان أساس تطوير ميولها وموهبتها الفنية في إطار سعيها لإنتاج أعمال فنية ببصمتها الخاصة التي تحمل الكثير من الابداع والتميز.

التقت "هي" الفنانة التشكيلية السعودية "شيهانه الشريف" لتتعرف منها على مشوارها في عالم الفنون، ونصائحها للفنانات السعوديات، وتوقعاتها حول مستقبل الفن السعودي المشرق.

عرفينا عن نفسكِ.

شيهانه الشريف، فنانة تشكيلية تخصصت في مجال "البروتريه" وتحديدا أحب أن اخلد الشخصيات الموسيقية التي تلهمني في لوحاتي بطريقتي الخاصة، لذلك الموسيقى جزء اساسي في لوحاتي ومؤمنة ان الفنان مهما تغيرت ميوله في الفن وفي طريقته في التعبير مع تقدم العمر لابد أن تكون هناك بصمة خاصة فيه تميزه عن غيره، ارى دائماً بصمتي في الموسيقى، فـ هذا العالم هو ما يلهم "شيهانه".

حدثينا عن بداياتكِ الفنية واهم التحديات التي واجهتها في عالم الفنون.

 كانت بداياتي قبل عشر سنوات باسم مستعار "جوليا" استمررت قرابة الستة سنوات بهذا الاسم خشية الجمهور، وكنت امارس الرسم واشارك به مع وسائل التواصل المكتوبة، ولكن في عام 2013 قررت جمع مبلغ من عملي كمعلمة وانشاء معرضي الصغير "سكاراموش" بعام 2016 وتحقق ذلك، ولله الحمد.

ولكنني للأسف انقطعت لفترة ما عن الساحة الفنية ولم أكمل ما بدأت به، وذلك أثناء مرض والدتي ووفاتها –رحمها الله- حيث كان ذلك هو التحدي الاصعب في حياتي وهو محاولة العودة وانتشال نفسي بعد فقدانها، وكان ذلك هو أكبر تحدي لي خلال مشواري، ومازالت بالتأكيد أواجه تحديات أخرى حتى الأن، وما زلت في البداية.

حدثينا عن اهم المحطات في مشواركِ الفني.

أثناء فترة انقطاعي عن الساحة الفنية، توقفت عند محطة ما تسمى "بالسوداء"، فانعكس ذلك على لوحاتي باللون الاسود تماما كما هي مرحلة "بيكاسو" الزرقاء، وكيف كان اللون الازرق طاغياً عليه في تلك المحطة، حيث كان اللون الأسود طاغياً علي خلال هذه الفترة، ولكن كانت اهم محطة في مشواري هي المرحلة التي تلتها، حين تعرف العازف المصري "محمود سرور" صدفة على احدى لوحاتي التي رسمتها له، والتي استلهمتها من أغنية "أنت ملك" وشاهدها عبر وسائل التواصل، والذي هو بدوره دعم ذلك العمل  واقتناها وخلده مع اعمال اخرى لي في اول معهد موسيقي له في الرياض "معهد سرور "واتاحت لي هذه فرص فنية وما زلت حتى هذه اللحظة ممتنة له في ذلك.

هل كان لأسرتكِ أو أحد المقربين منكِ او أحد الفنانين دور في مشواركِ كفنانة؟

كانت الموسيقى هي اول داعم لي وانقذت روحي وانتشلتها لعالم الفن والخيال.

وبالتأكيد كان لعائلتي التأثير الأكبر على مشواري، فأختي الفنانة "جمانا" التي هي بدورها فنانة تشكيلية ومعلمة فن وتخصصت أكثر في الاعمال اليدوية واصبحت مدربة معتمدة، كان لها الدور في اكتسابي هذه الموهبة في طفولتي التي اخذت شكل ومنحنى اخر في المراهقة ودخولي الجامعة فيما بعد.

اما الدور الاكبر فكان لوالدتي -رحمها الله-  فهي اول من كان يرى لوحاتي وكنت احرص قبل نشر اي عمل على أن تراه هي، وهذه هي اكثر فقرة احن اليها في طقوس الرسم، ودعمتني عائلتي وصديقاتي اللواتي كانوا مشجعين وداعمين ودافعين لي في كل مره اضعف فيها.

أما فنياً فقد دعمني الكثير من الموسيقيين من حيث الانتشار، ولعل اكثرهم الفنان والعازف "محمود سرور"، والفنانة المحببة لقلبي "أميمة طالب" التي دعمت كل اعمالي التي استلهمتُها من صوتها وتوسع اسمي في الانتشار، والفنان "ناصر نايف" الذي عرفني على الكثير من الشخصيات الفنية بعد دعمه لاحد اعمالي التي اقتبستها من اغنيته "كم بقي لي" ولم أتوقع حينها ذلك.

ماهي الفنون الاقرب لقلبكِ؟

تروقني كل الفنون بشكل عام، ولكن الرسم والتطريز هما الاقرب لي.

هناك عدة مدارس فنية، فأي المدارس تجدين نفسكِ فيها؟

في المدرسة الانطباعية وتحديدا الفنان "ادغاد ديغا" حيث اثرت رسماته في حياتي ولامستها بشكل شخصي، ربما لأنها كانت تمثل الموسيقى فأجد نفسي بها مع لمسات فن "البوب ارت" وهو ابراز النور والظل وهذا هو ما اشعر انه يميزني، حيث أحب دمجهم ومستقبلا اتمنى التخصص أكثر في الانطباعية وبشكل مكثف أكثر.

حدثينا عن اهم مشاركاتكِ في المعارض أو المهرجانات؟

شاركت في معارض محلية ومنها "سكاراموش" و "ارتولجي" في الرياض وجده ومعرض ومضات في الرياض، وتكريم الفنان رابح صقر في اليوم الوطني، وأطلقت معرضا خاصا بي "سكاراموش" عام 2016.

بما تنصحين الفنانات المبتدئات؟ وماهي توقعاتكِ حول مستقبل الفنانات السعوديات؟

 ما زلت حتى الآن أرى نفسي في منطقة "البين" بين دائرة البدايات والانتقال لما يليها، ولكن نصيحتي لهن والتي تعلمت منها وحتى لا يقعن في الفخ كما وقعت هو عدم مشاركة الاعمال الا بوثائق تضمن لهن حقوقهن وحفظ اعمالهن، فلقد تعرض الكثير مثلي من الفنانين لضياع الكثير من الاعمال دون حفظها.

وبرأيي أن مستقبل الفن السعودي عموما مشرق وبات بفرص اقوى من السابق، وأكثر ما أتمناه أن ينطلق فنهن ويمثلن وطنهن في الخارج بشكل أوسع.

ماهي طموحاتكِ المستقبلية؟

احلم دائماً أن تعلق اعمالي على جدران المسارح الموسيقية السعودية، فمنذ طفولتي كان يراودني هذا الحلم   كحلم يستحال تحقيقه، ولكن مع التطور الذي شهدته السعودية فنياً أصبح هذا الحلم يراودني دائماً واتمنى ذلك لي.

كلمة أخيرة ...

أخص بالشكر سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود، على دعمهما لدور المرأة وجعلها جزء مهم في مجال الفن، ودعمهما المستمر له.

وأخيرا ..

ممتنة وشاكرة لأسرة مجلة "هي" على هذه الاستضافة الجميلة، وتمنياتي القلبية لها بدوام التميز والنجاح.

حساب الفنانة "شيهانه الشريف" على الانستجرام