إطلاق النسخة الأولى من المنح الفنية بمعرض مكوث

يقام معرض مكوث حالياً في مساحة للفن والإبداع في صالة الأمير فيصل بن فهد التابعة لمعهد مسك للفنون الذي قام بإعادة افتتاح أبواب هذه الصالة وإحيائها وتجهيزها بمرافق جديدة ، تضم مكتبة للإطلاع على الكتب تحوي ١٥٠٠ كتاب يتنوع بين كتب فنية وثقافية قيمة حتى أن بعض الكتب توجد منها طبعة أولى . وتوجد قاعات دراسية خصصت للبرامج التعليمية التي يقيمها معهد مسك وساحات عمل مشتركة حيث يقام تبادل الحوارات والنقاشات الفنية ، ومقهى مساحة حتى يمكن لرواده الإبداع والإبتكار ودعم الشباب.

كما تقيم مجلساً فنياً كل أول اثنين من الشهر "اثنينية" بالإضافة إلى ورش عمل في آخر يوم سبت من كل شهر.

تأسست الصالة عام ١٩٨٥ م لتحتضن بيئة الفن التشكيلي السعودي في الثمانينيات والتسعينيات الميلادية ، وتعتبر أول صالة حكومية مخصصة للفنون التشكيلية بالعاصمة الرياض ، وهي مهد لأبرز المعارض المحلية والدولية ، كما أنها تعد أكبر صالة فنية من حيث المساحة المخصصة لها والتي تصل إلى ٥٦٠٠ متر مربع.

شهدت الصالة نشاطاً في حركة الفن التشكيلي السعودي، وساهمت باحتضان المواهب الشابة والبارزة وقتها ليصبحوا حالياً رواد هذا الفن ، وسعت إلى تحفيز الساحة الفنية السعودية وتبادل الخبرات الفنية.

 

بدأ معرض مكوث يوم التاسع من شهر ديسمبر ٢٠٢٠ ويستمر حتى نهاية فبراير ٢٠٢١ يعرض خلالها أعمالاً لخمسة فنانين موهوبين حازوا على أول منحة من المنح الفنية التي يقدمها معهد مسك للفنون لدعم وتمكين هذا الفن ، وأطلق المعهد نسخته الأولى من المنح الفنية والتي تتمثل بتقديم الدعم المالي والفني للفنانين ويتركز محور المنحة حول دلالة مكوث بكل معانيها التي تتعدد بحسب رؤية كل فنان وكيفية إبراز مفهوم المكوث بعمله الفني .

يحاكي معرض مكوث مافرضته الجائحة على الأفراد من البقاء بالمنزل ، فقد أيقظت الجائحة التي هزت العالم المنغمس في الحياة التي اعتاد عليها وجعله يتفكر في كيفية المقاومة والتعبير عنها .

تطلق منحة مسك الفنية حرية الفنان باختيار أدواته مهما كانت ليعبر عما في نفسه من رؤى وتأملات لتصبح أعمالاً توثق ما حل على البشرية وكان له أثر عميق عليها، ومثلت أعمال الفنانين أحداث حكاية هذا العام .فقد عرض الفنان مهند شونو وصفا للتاريخ وعلم الآثار في عمله "كتاب الرمال" الذي يستكشف فيه رمال الربع الخالي الذي كان شاهداً على قرون مضت ، كما أدخلنا الفنان سعد الهودي عالم الذكريات ففي عمله "صهر الذاكرة "  أشار إلى أن اللحظات تظل قابعة بالذاكرة تندمج مع الحاضر.

والفنان أيمن زيداني مثل تجاربه في فهم العلاقة بين البشر وغير البشر من كائنات مثل الطين "متعاونون من غير البشر".

أما حمود العطاوي فقد بين في عمله "النمل الأعمى"  أوجه التشابه بين عالم الإنسان والنمل الأعمى من ناحية الجانب السلوكي الجماعي.

وركز الفنان علاء الغفيلي في عمله الفني "ركود" أحداث هذه الجائحة في المملكة العربية السعودية حيث قام بتوثيق ذلك من خلال رسم بياني بصري منسق بشكل فني.

ويمكن زيارة معرض مكوث عن طريق زيارة موقع معهد مسك للفنون الالكتروني وذلك بالقيام بجولة رقمية، تفتح الصالة أبوابها من الساعة الرابعة مساء وحتى العاشرة في جميع أيام الأسبوع ماعدا يوم الجمعة.