الفنانة السعودية "سهام المغامسي" لـ "هي": تتمحور أعمالي بتوجيه المشاعر في قالب تراثي وطني

"اعتمد في أسلوبي الفني على توجيه المشاعر في قالب تراثي وطني"، هذا هو الأسلوب الذي اختارته الفنانة السعودية "سهام موسى المغامسي" في فنها الخاص باستخدام الأقمشة ومواضيعها المطروحة من خلاله، في إطار شغفها وحبها لعالم الفنون وامتلاكها لموهبة فنية منذ الطفولة، بينما تبحث عن اسلوبها الفني المميز والخاص في مشوارها الفني، والذي حدثتنا عنه وعن أهم المحطات فيه من خلال هذا الحوار الشَيق معها.

عرفينا عن نفسكِ.

سهام موسى المغامسي، فنانة تشكيلية سعودية ومعلمة لمادة التربية الفنية في تعليم المدينة المنورة، اعمالي الفنية تتمحور حول التراث والقليل في الفن الرقمي والخزف.

حدثينا عن مشواركِ في عالم الفن التشكيلي.

كانت بدايتي من خلال مادة التربية الفنية في المدرسة ومدح معلماتي وتأكيدهن لموهبتي الفنية ولله الحمد، ومن ثم دراستي لتخصص التربية الفنية وحصولي على بكالوريوس تربية فنية تخصص (معدن ونسيج)، وبعد تخرجي عام 2007 توقفت حتى عام 2017 لأنطلق في مشواري الفني الذي بدأته بلوحة "سند" استخدمت فيها شماغ الوالد -يحفظه الله- كرمز للسند وبعدها توالت الأعمال والمعارض.

حدثينا عن أهم المحطات في مشواركِ الفني.

ولله الحمد على مدى ثلاث سنوات شاركت في تسع معارض فنية وتعليمية في (المدينة المنورة - جدة - الرياض - القاهرة - ابوظبي)، وكل معرض لهُ أهمية لما يُضيفهُ لي من خبرة معرفية ودافع معنوي وإكسابه لي خبرات من ذوي الخبرة.

هل كان لأسرتكِ أو أحد المقربين منكِ أو أحد الفنانين دور في مشواركِ كفنانة تشكيلية؟

بالتأكيد كان لأسرتي وخالاتي وصديقاتي دور كبير في التحفيز والدعم، حتى وإن كانت دعوة جميلة بالتوفيق، فيكفيني مشاركتهم لي الفرحة بكل إنجاز، أما بالنسبة للفنانين فهناك من طلبت منهم إمدادي بخبرتهم ورأيهم ولم يبخلوا علي بالمعلومات المفيدة، فأتوجه من خلالكم للفنانين (الفنان محمد العبلان - الفنان محمد شراحيلي - الفنان احمد المنتشري) بجزيل الشكر والتقدير.

ما الشيء الذي يحرك بداخلكِ حس الفنانة لتبدعي عبر الريشة والألوان؟

الرغبة في الوصول، بمعنى إن كان هناك هدف أسعى للوصول إليه وعندما أتخيل حدوث ذلك يدب في نفسي الحماس والرغبة في أن أبدع وأنجز.

هل تحرصين على التقيد بنهج مدرسة معينة من المدارس الفنية؟

أنا أتبع أسلوبي في تطويع القماش وتجسيده على اللوحة، فمن الجميل أن يبدع الفنان ويبتكر مدرستهُ واسلوبِه وأن يكن لهُ بصمة يُعرَف بها قبل أن نرى توقيعه على اللوحة، فهناك الكثير من الفنانين والفنانات يتخوفون من إظهار فنهم ويشعرون بالأمان عند إتباع مدرسة سابقة، فما كان عليهم سوى الإدراك بأن كل مدرسة فنية رائدة إلا وقد هوجِمَت ورُفِضَت حتى أثبتت وجودها، فلينهجو منهجهم ويبدعوا فيه وينشروه.

حدثينا عن اسلوبكِ في استخدام الأقمشة ومواضيعكِ المطروحة من خلالها.

الاسلوب بدأ من فكرة "فريد وسريع"، أرغب بأسلوب متفرد وبنفس الوقت سريع لضيق وقتي، فنشأت لدي هذه الفكرة، والمميز بها أن الظل والنور يختلف من مكان لآخر على حسب إضاءة المكان، أما بالنسبة لمواضيعي فلقد وجهتها للمشاعر في قالب تراثي وطني.

هل لمشاكل الفنان وظروفه أو المواقف التي يمر بها تأثير في تكوين لوحته؟

نعم لها تأثير، فاللوحة لا تنفصل عن مشاعر الفنان، فإن نظرنا إلى أعمال الفنانين العالميين من أوائل إنتاجهم وحتى آخرها لميزنا التغيير في الأفكار والألوان والخطوط فكلها تتغير وتنبع من إحساس الفنان من فرح، حزن، حب، غضب، وامتنان.. وغيرها، ولعل أكبر مثال على التأثير تأثر الإنتاج الفني بأزمة كورونا محلياً وعالمياً.

حدثينا عن أهم مشاركاتكِ في المعارض المحلية والدولية.

ولله الحمد شاركت في عدة معارض محلية ودولية، وكان من أبرز مشاركاتي المحلية المشاركة في بيهانس المدينة ومعرض نقطة بداية في الرياض، ومعرض مكانة في جاليري تسامي في جدة، أما دولياً فلقد شاركت بمعرضين وهما معرض شغف المدينة في القاهرة ومعرض طيبة الطيبة في أبوظبي، وبإذن الله القادم أفضل.

هل اطلقتِ معرضاً خاصاً بكِ؟

ليس بعد، فالمعرض الشخصي ينطلق عند الانتهاء من مرحلة والانتقال لمرحلة جديدة، وأنا حتى الآن في بدايتي وفي جعبتي الكثير لهذه المرحلة التي لم تنتهي بعد.

ماهي توقعاتكِ حول مستقبل الفنانات التشكيليات السعوديات؟

توقعاتي مليئة بالتباشير والتفاؤل للفنانات والفنانين أيضاً، خاصة في ظل القرارات الأخيرة من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ودعمه الكبير للفن الوطني والفنانين والفنانات من خلال اقتصار الأعمال الفنية في الجهات الحكومية على الأعمال الوطنية، كما كان الوضع مختلفا قبل عشر سنوات تقريبا فعن تجربتي كنت تائهة لا أعرف لأين أذهب ومن أين ابدأ؟ أما الآن فلقد اختلف الوضع كثيرا فمواقع التواصل الاجتماعي جمعتنا كفنانين، وأيضاً وفرة المعارض والفعاليات الفنية أحدثت فرقا كبيرا في الانتشار الفني.

ماهي طموحاتكِ المستقبلية؟

اطمح لإثبات نفسي في الساحة التشكيلية محلياً وعالمياً، فلا ندري إلى أين نصل.. ولكن المهم أن نتفاءل بالخير.. ونثق بقدراتنا وعزيمتنا في الوصول إلى تحقيق ما نصبو اليه.

كلمة أخيرة..

الفن لغة صامتة تترجم مواقف ومشاعر.. الفن وسيلة تواصل لتفهمني "أيها المتلقي" اقتصرتها على لوحة، فركز، أفحص، وقدّر العمل بكل ما فيه.

واخيراً..

اشكر أسرة مجلة "هي" على استضافتي واتاحة هذه الفرصة لي من خلال هذا الحوار الجميل الراقي، واشكرها على اهتمامها بإلقاء الضوء والتعريف بالفن والفنانين في وطننا الغالي.

حساب الفنانة سهام المغامسي على الإنستجرام

حساب الفنانة سهام المغامسي على تويتر