الأسواق التقليدية أم التسوق الإلكتروني .. المستقبل لمن؟

مجالات كثيرة تجارية وصناعية وخدمات تختار أفضل الوسائل للترويج عن بضائعها أو خدماتها وفي مجال التسوق، والتقنية الحديثة فرضت نفسها بقوة عن طريق المتاجر الإلكترونية المنتشرة في فضاء الإنترنت.

لذا شاهدنا معظم المتاجر تقدم خدمات البيع عبر الإنترنت لتنافس المواقع المخصصة مثل أمازون غيرها ، ولكن ماذا عن منافذ البيع التي تعاني من بدلات الإيجار الباهظة وعزوف البعض عن التسوق الاعتيادي والاكتفاء من الإلكتروني.

وبحسب تقرير لوكالة فرانس برس قالت فيه أن منطقة مانهاتن في نيويورك وهي أكثر المناطق ثراء وكثافة سكانية، غير أنها تشهد إغلاق عدد متزايد من المتاجر نتيجة بدلات الإيجار الباهظة وازدهار التسوق على الإنترنت، في ظاهرة يعتبرها البعض مجرد تصحيح، فيما يعتبرها البعض الآخر مؤشر أزمة حقيقية.

وبسحب الوكالة أنه من سوهو إلى آبر وست سايد مرورا بالجادة الخامسة الفخمة وقطاع "ميتباكينغ"، لم يعد من النادر مصادفة متجرين أو حتى ثلاثة متاجر مهجورة ضمن مربع ضيق واحد في وسط عاصمة التسوق نيويورك.

وتسجل هذه الظاهرة في حين أن كل المؤشرات الاقتصادية في المدينة الضخمة تشير إلى نشاط إيجابي، فالبطالة في أدنى مستوياتها التاريخية، والعائدات للفرد تتخطى المتوسط الوطني بـ34%، وعدد السياح الوافدين إلى المدينة تخطى 61 مليون سائح عام 2017.

ويشير جميع التجار ووكلاء العقارات الذين التقتهم الوكالة إلى الارتفاع الحاد لبدلات الإيجار كالسبب الرئيسي لإغلاق المتاجر، حيث بلغت الزيادة 68% بين 2009 و2016، ووصلت إلى 70% في بعض نقاط آبر وست سايد، وحتى 175% في أجزاء من الجادة الخامسة، وفق أرقام أوردتها نقابة وكلاء العقارات في نيويورك.

لكن الواقع أن الأسعار بدأت تتراجع منذ عدة أشهر في العديد من أحياء مانهاتن، في حين أن نسبة المتاجر المغلقة واصلت الارتفاع إلى أن قاربت في نهاية 2017 في سوهو ربع المساحات التجارية المتاحة، وفق مجموعة كوشمان أند ويكفيلد العقارية.

وبحسب بعض البوتيكات في المنطقة أنهم يقومون بصنع أشياء لا توجد عند أحد، أو توفير كتب لا يمكن العثور عليها في أي مكان آخر، وهي محاولات لابتكار تجارب خاصة لجذب الزبائن.

والسؤال إلى متى يمكن أن تبقى الأسواق التقليدية في ظل المنافسة القوية من التقنية الحديثة حيث نرى المستقبل للتوصيل عبر طائرات الدراون أو من الممكن طباعة ما يرغب به المستخدم في المنزل.

وبحسب تقرير اقتصادي أنه من الممكن استمرار المتاجر التقليدية حتى سنة 2026 على الأقل، وستستمر بالحصول على النسبة الأعلى من المبيعات ولكن بشرط، هو أن تتحول من مجرد منفذ إلى مكان يسرد القصص ومنصات للاكتشاف، التجربة والتفاعل.