الأم الحنونة أفضل ولكن

يعد الشعور بالحنان مطلبا هاما من المطالب الأساسية التي يحتاج إليها الإنسان في كل مراحل حياته، فالطفل يحتاج للحنان، والرجل والمرأة يحتاجان للحنان، لذلك يعد الشخص الحنون من أهم الأشخاص الذين يدخلون حياتنا، وفي علاقة الأم بطفلها، فالفرق شاسع وكبير، فحنان الأم على طفلها لا يضاهيه أي شيء آخر

الأم الحنونة أفضل الأمهات ولكن

لا يمكن أبدا إنكار هذه الحقيقة وهي أن الأم الحنونة من أجمل الأمهات وأكثرهن رقة وأروعهن إحساسا، ذلك لأنها تملك حسا مرهفا وقلبا رقيقا لا يمكن أن يتسم بالغلظة والقسوة في يوم من الأيام، لأنها لا تستطيع أن تقسوا على أطفالها أبدا لأي سبب من الأسباب، ولا تملك ذلك القلب الذي يمكنها من عدم العطف عليهن وعدم احتضانهم كوسيلة للتربية كما تعتقد بعض الأمهات، فالأم الحنونة هي الأفضل ولكن!

عيوب الأم الحنونة

على الرغم من المميزات التي تحظى بها الأم الحنونة بين صفوف الأمهات، إلا أن لحنانها الزائد بعض السلبيات التي قد تضر بصالح الطفل في بعض الحالات وبخاصة عندما تخلط الأم الحنون بين حاجة الطفل للعطف والحنان والتدليل الزائد ومن تلك العيوب ما يلي

  • قد تفسد تربية الطفل بسبب مبالغة الأم الحنون في العطف والحنان، فقد يؤدي ذلك إلى تدليل الطفل في بعض الحالات وهو خطر شديد يتربص بمستقبل الطفل

 

  • حنان الأم الحنونة الزائد عن الحد قد يصدم الطفل بالواقع فيما بعد، وقد يجعله يعتقد أن كل من حوله سيتعامل معه على نفس المنوال

 

  • قد ينشأ الطفل لين القلب شديد الحساسية بسبب مبالغة الأم الحنونة في أحاسيسها وعطفها عليه، وقد يتعرض الطفل لكسرة القلب وجرح المشاعر من قبل الآخرين بسبب لين قلبه وشده حساسيته

 

  • الأم الحنونة قد تكون سببا ودون أن تقصد في خلق شخصية غير مستقلة للطفل، لأنها ومن فرط حنانها عليه قد تؤجل إعتماده على نفسه في كثير من الأمور والمواقف وهو خطأ فادح لأن إعتماد الطفل على نفسه وتعويده على الإستقلالية، سيجعله شخص غير إتكالي لا يمثل عبئأ على الآخرين

وأخيرا، يجب أن نشير إلى أمر هام وهو أن الأم الحنون هي الأفضل على الإطلاق، ولكن لا يجب أن يكون هناك أي تعارض مع صالح الطفل، إذ يجب أن يرافق حنان الأم، قدرة وعزيمة على تربية الطفل على النهج السليم الذي يحقق له الأمان والإستقلال والثقة بالنفس، والقدرة على مواجهة الحياة بشكل مستقل عن الأم والأب في المستقبل