الشجاعة.. الصدق.. الأمانة... قيم لتعززها في طفلك الصغير

الشجاعة، الصدق، الأمانة... قيم تعززها في طفلك الصغير كمنهاج لسلوكه السوي و تصرفاته السليمة في المجمع ، و أفضل طريقة لتعليم الطفل هذه السلوك هي الأقتداء بسلوك العائلة و البيئة المحيطة به ، و حالما تلاحظين بدء بوادر الكذب أو التمويه والتراجع و التردد بمطالبه و قراراته أو سرقة الأطفال لبعض الأشياء و إن كانت بسيطة ، فأعلمي ان الأمر بحاجة لتعديل هذا السلوك من خلال هذه النصائح التي اخترناها من بحث الدكتور سييرز ، صاحب الموقع التربوي أسال دكتور سير AskDr Sears .

تعزيز قوة الشجاعة لدى طفلك

الشجاعة من الصفات التي تشبه المهارات المكتسبة للطفل ، حيث يتدرب عليها بشكل يومي ، لذا على الأباء تشجيع الأطفال على التحلي بالقوة و الجرأة و الإقدام على الأمور الجديدة بشجاعة ، كما يفضل مناقشة أهمية الشجاعة و عدم التردد في ممارسات الحياة ، و كيف أن الطفل ينال رضى و متعة و نجاح كبير عند الإقدام بشجاعة على ممارسة حياته ، بدلاً من التخوف من المجهول و عدم المبادرة ، للعيش بطريقة مستقلة و بشخصية قوية ، مع احتمال المخاطرات احيانا بطريقة متوازنة .

و بالتأكيد أن الشجاعة من الصفات المكتسبة ايضاً من الوالدين و الأقران ، كما أنها من الصفات المتوارثة ، لكن مع قليل من التوجيه يمكن تجاوز مخاوف الأطفال منذ صغرهم ، لتنمية شجاعتهم عند الكبر . و من أبسط الأمثلة التي بإمكانك تدريب طفلك عليها، مثلا : طريقة تحدثه مع الغرباء ( بحضورك ، و عند غيابك ) و أصول إجراء الحوارات معهم . تشجيعهم على المواقف التي يكونون فيها بمفردهم ، مثلا عند دعوتهم لأعياد ميلاد أصدقائهم . كما يجب تنمية الإحساس الذاتي بأهميتهم في المجتمع ، و بأن يرفعوا اصواتهم و يتحدثوا بما يجول في خاطرهم من دون تردد ، ذلك سيعزز لديهم الجرأة لفتح حوارات مع الأطفال الجدد عليهم ، و بالتالي تكوين صداقات . و كذلك حثهم بطرق مغرية على تجربة الأطعمة الجديدة عليهم و إن كانت لا تعجبهم . و كذلك التعاون مع المدرسة و المعلمين لتنمية مهارة التحدث إلى الجموع و طرح الأفكار من خلال الفعاليات و النشاطات الرياضية و الثقافية و الترفيهية . و بلا شك فإن تجربة ممارسة الألعاب المختلفة بكافة مستويات الخطورة تدفعهم للإقدام على المغامرة و عدم الخوف ، لكن بطريقة تدريجية لا تسبب لهم الصدمة ، مما يولد لديهم ردة فعل عكسية تبقى معهم حتى الكبر . هذا بالإضافة إلى إبراز مواطن الضعف لدى الطفل و كذلك لدى الأبوين ، فلا بأس من الإعتراف بأنواع الخوف الشائعة  مثل ( رهاب المرتفعات ، رهاب الحيوانات ، رهاب الأماكن الضيقة ، الوسواس ، و غيرها )، مع ضرورة البحث عن حلول لهذه الأنواع من المخاوف و التي قد تستدعي استشارة مختصين للمساعدة .

تعزيز مبدأ الصدق لدى الطفل

عادة ما يقرأ الأطفال سلوك الآباء و يتخذونه قدوة لهم ، فإن شاهد الطفل الأباء يكذبون كذبة بيضاء و تمر بسهولة ، فإن مسالة الصدق لديهم تكون ليست اساسية و تمر الكذبات بمختلف انواعها بشكل مقبول . و يجب أن يقتنع الطفل بأنك تحبين الصدق أكثر حتى و إن كان ليس شيئاً جيداً، مثلا قوله نيل علامة دراسة متوسطة أفضل من نيله علامة ممتازة بالكذب ، و ليكن الصدق اساس العلاقة مع الطفل مع الإنتباه إلى الدقة بالقول و الفعل و تطبيقه كما سمعه بدون تحريف. كما يفضل تجنب نعت الطفل بالكذاب أو أنه يقول الكذب، بل يفضل أن يصحح قوله أو طريقته بالتعبير مباشرة من دون إبداء صفة سلبية كبيرة على فعله. كما يفضل تجنب سؤاله عن اشياء محرجة و نعلم بأنه هو السبب بحدوثها ، لأن ذلك قد يدفعه للكذب ، بدلاً من ذلك اعترفي له بأنه لا بأس بأن يقوم بفعل سيء مرة على أن لا يتكرر ، و أن يكون حذرا في المرات القادمة إن كان فعله نتيجة حدوث حادث ما .

و احرصي على عدم ترك الكذبة تذوب و تتلاشى قبل التحقق منها من طفلك ، مثلا إن ذكر شيئاً كذباً على صديقه او أخيه ، أسأليه إن كنت تحتاجين التأكد من صحة قوله من الطرف الثاني ، هذا يمنحه فرصة للتفكير و التراجع عن كذبته . و لا بأس من مكافأة الطفل بين الحين و الآخر على صدقه و قول الحق .

تعزيز مبدأ الأمانة لدى الطفل

لتعليم الطفل مبدأ الأمانة عليك أن تتحدثي أمامه دائماً عن أهمية الأمانة و رد الأمانة و عبيء تحمل الأمانة ، في أية مناسبة تجدينها تلائم تنبيه الطفل عليها ، على ان تكون بطريقة غير مباشرة ، كان تكون في قصة ما ، أو بالحديث عن أحد المعارف و الأصدقاء . كما يجب تطبيق هذه المعاني بطريقة عملية أمام الطفل ، مثلا رد أمانة لصديق ، او حفظها بالطريقة اللائقة ، و كيف أن هنالك عدالة في الحياة لأن من يخون الأمانة لا يأمن أن تخان أمانته ايضاً عند الآخرين .