تأثير لعبة ماين كرافت علي الأطفال

تأثير لعبة ماين كرافت علي الأطفال يختلف بين الإيجابي و السلبي على حد سواء على الآلاف من الأطفال حول العالم بشكل هوسي يدفعهم للعب عليها يومياً بدون إنقطاع ، مما يدفع الأهالي للقلق بشأن هذه اللعبة الهوسية ، على الرغم من أنها لعبة تستخدم بالتعليم و التطور الذهني للأطفال .

تأثيرات إيجابية للعبة ماين كرافت

لا يمكن إغفال الجوانب الإيجابية للعبة ماين كرافت على الأطفال بما تحمله من أفكار إبداعية تحث الطفل على التفكير و السرعة و التصميم و البناء ، حيث تعتمد فكرة لعبة ماين كرافت التي أبتكرها عام 2009 المطور السويدي ماركوس بيرسون ( يلقب نوتش )على نظام الجافا الإلكتروني ، على التركيز على الناحية الإبداعية عند اللعبين ، و تسمح لهم ببناء أبنية منوعة بإستخدام مكعبات برسومات وألوان مختلفة في عالم ثلاثي الأبعاد ، حيث يسرع اللاعب مع توفر أدوات البناء و الأسلحة على بناء مأوى له قبل أن يحل الظلام و إلا وقع فريسة لوحوش الليل ! و كلما بحث أكثر في منجمه عن قطع الألماس ، أثناء عملية البناء ، كلما استطاع أن يجتاز مراحل متقدمة في اللعبة التي تتكون من 10 مراحل .

و على الرغم من تصنيفها من قبل مايكروسوفت كلعبة ، إلا أنها أداة جيدة للتعلم ، حيث خضعت في الكثير من الجامعات و المدارس للبحث و الإستكشاف لما لها من خواص إبداعية تفتح آفاق اللاعبين على الإبتكار ، و بالتالي فهي أداة للتعليم كلاً من مواد ( التاريخ ، الرياضيات ، اللغة ، الإقتصاد ، العلوم ) ، هذا بالإضافة إلى أن اللعبة بحاجة لكثير من المهارات الذهنية لممارستها ، مثل إستخدام ( المنطق ، العقل ، القابلية على حل المشكلات ، التصويب نحو الهدف ) .

أما الجانب الإيجابي الآخر فيكمن في أن اللعبة آمنة على الأطفال ، فهي خالية من مشاهد العنف و الأسلحة و الدم و اللغة البذيئة و الجنس . و على الرغم من أن هنالك نوعاً ما بالعنف ، إلا أنه لغرض الحماية لا الهجوم.

و الجانب الأكثر روعة في لعبة ماين كرافت ، هو تشجيع مايكروسوفت الأطفال على تطوير مهاراتهم على البرمجة الكمبيوترية ، حيث ستمح للاعبين بالولوج إلى ملفات اللعبة ، و بالتالي يصبح الطفل مهتماً بكيفية عمل البرمجيات و تجميعها معاً بطريقة تعليمية ذكية . فيتعرف على الشيفرات المكونة للحركات و الأشكال ، كما يتعلم كيفية تحرير تلك الملفات لمعرفة كيفية عملة و تشكيل اللعبة ، وبالتالي تعلم برمجة الحاسوب من خلال لعبة ماين كرافت ، و كذلك البحث عبر الإنترنت و عملي فيديوهات و ممارسة التصميم الغرافيكي ، مما يطور مهاراتهم للعمل لاحقاً .

تعلم لعبة ماين كرافت على تحفيز العمل الجماعي للاعبين ، و بالتالي توحيد الطاقات و القوى ، و بالتالي اللعب كفريق متكامل ، مما يشجع الأطفال على التعاون و المشاركة ، و بذلك يصبح البناء أسرع ، و يسهل الوصول إلى المصادر لجمعها ، و تقوى مقاومة اللاعبين للوحوش أثناء الهجوم .

هذا إلى جانب أن مايكروسوفت عملت على تصميم لعبة ماين كرافت بطريقة مرنة ، تلبي حاجيات اللاعبين كل بحسب قابليته على التعلم أثناء اللعب ، و بالطريقة التي يفضلها لللعب ، حيث يمكن تعديلها بحسب المفضلات ، مستويات المهارة ، كما يمكن أن تتطور مع نمو الطفل ، حيث تكون أكثر تعقيداً للأعمار الكبيرة .

التأثيرات السلبية في لعبة ماين كرافت

تثير هذه اللعبة تساؤلات و حيرة الآباء بشأن الهدف و مراحل التطور للعبة التي يتعلق بها أطفالهم ، فالتطور بلعبها يعتمد على مخيلة الطفل ، و بالتالي قد يروي قصص يصعب على الآباء التواصل معه لتفهم سيرها ، حيث لا توجد طريقة متشابهة للعب بين لاعبين أثنين ، كل لاعب له تجربته المختلفة .

تثير شبكة تواصل اللاعبين على السيرفرات حول العالم ريبة الآباء بشان سلامة و آمن الأشخاص الغرباء الآخرين على اللعبة ، فلا يمكن ترك الطفل يلعب أو يتحدث مع شخص آخر بدون متابعة ، تماماً كمن يتحدث لشخص غريب ، صغير كان أو كبير . و مع ذلك فإن بالإمكان تعديل إعداد اللعبة ليكون الطفل هو اللاعب الوحيد ، لكن هذا الأمر قد يصيبه بالإحباط مع مرور الوقت عند التعرف على اللعبة أكثر و الرغبة بتجربة جميع مهاراتها .

و على الرغم من أن اللعبة سهلة الإستخدام بالبداية لجميع الأطفال ، إلا أنه عند الحاجة للتطوير ، يحتاج الطفل الى التحلي بمهارات معقدة بالتفكير و الذاكرة و بناء الإستراتيجيات ، لذا في كثير من الأحيان تصيب لعبة ماين كرافت بعض الأطفال بالإحباط و الصغط النفسي .

تعد هذه اللعبة هوساً لكثير من الأطفال ، حيث لا يمكن الإكتفاء بلعبة كرافت ماين كلعبة ، بل أن عالم ضخم من الفيديوهات على اليوتيوب و المنتديات و الاغاني التي تعلم الأطفال مهارات اللعب عليها و إكتشاف المزيد من خباياها ، و التي تستدرج الطفل إلى قضاء ساعات طويلة مشغولاً على شبكة الإنترنت .