تقنية تجميد البويضات من الالف الى الياء

تقدم خدمة تجميد البويضات فرصة عظيمة للنساء للمحافظة على خصوبتهن لاسباب طبية، مثل الخضوع لبعض علاجات السرطان، اوفي حال تاخير قرار الانجاب بسبب المهنة او الوظيفة او غيرها من ظروف الحياة. وعندما تكون الظروف مواتية للمراة، يمكن استخدام البويضات بعد ان يتم تخزينها والمحافظة على جودتها، وتجنبت التبعات الناجمة عن تقدم في العمر. 

تقنية تجميد البويضات عن قرب

توضح لكم الدكتورة مونيكا شاولا اخصائية في الاخصاب، في السطور التالية، كل ما يتعلق بتقنية تجميد البويضات.

التطوارات الحاثة على تقنية تجميد البويضات

لقد تطورت التقنية تجميد البويضات خلال السنوات العشر الماضية، وحققت معدلات نجاح كبيرة. ومع ان التقنية ذاتها يتم العمل بها منذ فترة طويلة، لكنها مرت بتطورات كثيرة داخل المختبرات منذ ذلك الحين وحتى وقتنا الحالي. ويعود السبب في ذلك الى اعتماد احدث الاساليب التكنولوجية في اجراء طريقة التزجيجالتي يتم تطبيقها الان لتجميد البويضات. 

وخلال السنوات الماضية، كان يتم اعتماد اسلوب التجميد البطيء للبويضات البشرية،لكن تم تطوير طريقة جديدة تسمح بتجفيف البويضات والاحتفاظ باقل نسبة من المياه داخلها، ما يعني تكوّن الحد الادنى من بلورات الثلج التي تعد احد الاسباب الرئيسية لتلفها. لذلك فان التجفيف يساعد على انجاز عملية التجميد بشكل اسرع، والاحتفاظ بالبويضات بصحة جيدة لفترة اطول. 

نسبة النجاح

تتفاوت معدلات نجاح عملية التجميد لعوامل عديدة، ويتراوح من 80% إلى 85% من خلال العامين الماضيين، علمًا بانها لم تكن تكن تتجاوز ما نسبته 50% قبل ذلك.وتعد معدلات بقاء البويضات على قيد الحياة احد العوامل التي تدخل في قياس النجاح الحقيقي لعملية تجميد البويضات. ومع ذلك، فان العنصر الرئيسي لقياس النجاح يتمثل في امكانية حدوث الحمل، ومن ثم انجاب طفل، وهو الغرض الاساسي من وراء عملية التجميد. 

فرص الحمل

وفي فترات سابقة، كانت معدلات النجاح وفرص الحمل وانجاب اطفال لكل بويضة في ادنى مستوياتها، نظرًا لاعتماد المراكز على تقنية التجميد البطيء، لكننا نشهد حالياً نسبة تصل الى 60% في اوساط النساء اللاتي تقل اعمارهن عن 35 سنة، شريطة ان يتم تجميد من 8 إلى 10 بويضات. وامكن تحقيق المزيد من التطورت التكنولوجية خلال السنوات العشر الاخيرة، ولا تزال تحرز المزيد التطور والازدهار. 

وفي الاونة الاخيرة، اصبحنا نعتمد على البويضات المجمدة في ما يقرب من نصف عمليات اطفال الانابيب، كما ان التقنية تنجح بشكل جيد جداً اثناء تطبيقها. وهناك الكثير من النساء يخضعن لعملية تحفيز الاباضة للحصول على عدد اكبر من البويضات الناضجة، في اطار عملية اطفال الانابيب والتلقيح الصناعي داخل المختبر، بينما تفضلنساء اخريات كسر تلك الدورة المرهقة من خلال تجميد البويضات، ومن ثم العودة في وقت لاحق لاتمام عملية نقل الاجنة الى الرحم واتمام عملية الحمل. 

ويساعد ذلك في اعطاء اجسامهن وقتاً للتعافي والراحة من المحفزات الهرمونية التي خضعن لها، والحصول على قدر كافٍ من الاسترخاء الضروري لاتمام العملية على اكمل وجه. ومن الناحية العملية، فان فرص حدوث الحمل يتوقف على عاملين رئيسيين، وهما العمر واحتياطي البويضات الذي تمتلكه. 

ويعد التحفيز على الاباضة الاختبار الكلاسيكي الذي يتم القيام به سريريًا لتقييم قدرة المراة على انتاج البويضات. وخلال عملية التحفيز تلك، تعطى المراة عقاقير تحفز المبيض على انتاج المزيد من البويضات. اما في ما يتعلق بنسب النجاح، فيتم تحديدها بناءً على عمر المراة، وما اذا كان هناك احتياطي من البويضات في المبيض. واذا كان عمر المراة متقدمًا نسبياً، قد يكون هناك شك في جودة البويضات بسبب امكانية وجود شذوذ للكروموسومات داخل البويضات.

من هن النساء اللاتي يجب ان يعتمدن على تقنية تجميد البويضات؟

عادة ما تستخدم تقنية تجميد البويضات للنساء اللواتي يعانين من فقر في احتياطي المبيض، وذلك من اجل الحصول على اكبر عدد من البويضات ليتم تجميدها في دورات معينة. وبذلك تتاح لهن فرصة جيدة ومعقولة لحدوث الحمل مقارنة بالنساء اللاتي يمتلكن احتياطيًا طبيعيًا في المبيض. 

ويمكن ان ينطبق ذلك ايضاً على النساء المسنات، الا ان عوامل نوعية وجودة البويضات وامكانية بقائها على قيد الحياة قد تختلف من امراة لأخرى. وتبقى امكانية نجاح البويضات في حدوث الحمل تعتمد في المقام الاول على عمر المراة.