لا باس بسهر طفلكِ في رمضان و لكن ..

تتغير الحياة الاجتماعية خلال شهر رمضان المبارك، و تكون لها اجواء خاصة تفرض نفسها على المجتمع الا ان هناك تمادي و مبالغة خاصة في عادة السهر التي اصبحت من العادات المرتبطة بهذا الشهر الفضيل و خاصة بفترة الاجازات المدرسية، حتى بات السهر علامة مميزة للاطفال من مختلف الاعمار، و مع مرور الوقت تتحول الحياة اليومية لاغلب الاطفال في شهر رمضان المبارك الى سهر بالليل حتى الساعات الاولى من الصباح، و النوم طوال النهار، و لكن ما لا تعرفه الكثير من الامهات ان المبالغة في سهرات الاطفال الصباحية تحمل معها الكثير من الاضرار و السلبيات على صحة الاطفال. 

اضرار سهر الاطفال 


اوضح الدكتور عبدالله الجاروف، ان السهر له اضرار و سلبيات كبيرة على صحة الاطفال جسديا و ذهنيا، حيث من المعروف علميا ان ذهن و جسد الطفل يرتاح اكثر بالنوم في الفترة المسائية، و يصبح اكثر نشاطا في فترة النهار. 

و يؤكد الدكتور الجاروف ان من اضرار طول السهر شعور الطفل بشكل دائم بالخمول و الكسل بالجسد و الذهن و الصداع بالراس و ضعف الاستيعاب و التركيز، و نتيجة لهذا الشعور و استمراره قد يؤدي الى مرض مزمن.

و من جانب اخر اكدت الحقائق التى نشرتها جامعة " رايت ستيت " فى اوهايو بامريكا، ان تقليل ساعات النوم الليلى من ساعة الى ساعة و نصف الساعة، تؤدى الى ارباك و توتر الاطفال اثناء النهار، حيث يقل الانتباه و التركيز بنسبة 32%، و يفقد السهر الليلى الطفل ساعات نومه و راحته و يجعله اكثر عرضة للقلق و الاضطرابات.

نصائح للام 
يقع على عاتق الام الدور الرئيسي في تعديل نمط النوم لطفلها خلال شهر رمضان و الذي قد يمثل تحديا و مهمة متعبة لها، و قد يفيدها في اداء دورها على الوجه المطلوب، العديد من النصائح التي اشار اليها الدكتور احمد سالم باهمام، استاذ و استشاري امراض الصدر و اضطرابات النوم في كلية الطب بجامعة الملك سعود، ومن اهم هذه النصائح :

- يجب على الام مراعاة حصول اطفالها على نوم ليلي كاف خلال شهر رمضان، فجسم الطفل لا يحتمل التغيرات المفاجئة في وقت و مدة النوم كما ان فسيولوجية جسم الطفل و نفسيته تتاثران كثيرا باضطرابات النوم ما قد ينعكس سلبا على صحته.

- يجب ان تدرك الام اهمية نوم الاطفال فى الليل لنمو سليم و صحي، و ان تعلم ان نوم النهار لا يغني عن نوم الليل اطلاقا، مع ضرورة الانتظام في نمط الحياة اليومي و عدم التغير المفاجئ في مواعيد النوم و الاستيقاظ بالنسبة للطفل، خاصة و انه يوجد في الجسم غدة مسؤولة عن النوم تفرز هرمونات تساعد على الاسترخاء و الاستمتاع بالنوم في المساء، و هذه الغدة لا تعمل بصورة صحيحة الا في الفترة المسائية و عندما يخيم الليل و الظلام.

- لا باس بتاخير مواعيد النوم المعتادة للطفل من ساعة الى ساعتين كحد اقصى خلال شهر رمضان، مع ادراك اهمية حصول الطفل على ساعات نوم كافية خلال الليل، و الحصول بعد ذلك على غفوة خلال النهار ان امكن. 

- يجب الاعتدال في نظام الاكل و عدم الافراط في الاكل خلال الليل خاصة قبل النوم، حيث ان ذلك يمكن ان يؤدي الى اضطراب النوم و زيادة ارتداد الحمض الى المريء ما يؤثر على جودة النوم.

- يجب وضع محفزات لتشجيع الطفل على النوم في الموعد المحدد مثل اخذ حمام دافيء، شرب الحليب، تنظيف الاسنان، وكذلك موعد محدد لسرد قصة ما قبل النوم، و يمكن تحفيز الطفل للالتزام عن طريق مكافاته عند الالتزام بموعد الذهاب الى النوم في الوقت المناسب.

- يجب ان تحرص الام على جعل وقت النوم سعيدا لدى الطفل، فعندما ينام الطفل و هو يشعر بالامن و السعادة، فسوف يستيقظ في مزاج مختلف.

- على الام ان تكون هادئة و لكن حازمة بموعد النوم الليلي، و ان تتحدث مع طفلها بهدوء و صوت منخفض، عندما تطلب منه الذهاب للنوم.