للأم .. هل أصيب طفلك بمرضٍ قاسٍ؟

إشتد المرض على كثير من الأطفال في أيامنا هذه، فأدمن الطريق إليهم، لتئنّ قلوبهم بالحزن، وتتألم أجسادهم بأقسى الآلام التي قد لا يتحملها الكبار في كثير من الأحيان، فاليوم نجد الأطفال يعانون من أقسى الأمراض وأولها مرض السرطان، ومنهم من يعاني من مشاكل قلبية خطيرة، ومنهم من يحتاج إلى جراحات فورية عالية الدقة ليبقى على قيد الحياة. وهو الأمر الذي تعتصر معه قلوب الأمهات ويتوه بسببه الآباء ما بين خوف وقلق وقلة حيلة. فكم من طفل بات في المستشفى مدة شهور كثيرة فقد فيها دفء الأسرة، واشتاق لسريره ولألعابه، وكم من طفل ظل يفكر في ما حدث له في غمضة عين ويتساءل لما يحدث لي ذلك، ولا لوم عليه إطلاقا فلا زال صغيرا لم يعِ حكمة الخالق سبحانه وتعالى من إصابته بالمرض.
 
الحمد والصبر وحسن الظن بالله تعالى
فإذا كنت عزيزتي الأم ممن قدر لهن أن يعيشن هذه المرحلة، عليك أن تشكري الله تعالى لأنه سبحانه ورغم كل ذلك قد إختار الخير لطفلك مهما بدا لك الأمر قاسيا، وأحمديه لأنك اكتشفت الأمر مبكرا، وتحلي بالصبر وإلزمي الدعاء واحسني الظن به سبحانه وتعالى فما خاب أبدا من ظن بالله خيرا.
 
كيف تتعاملين مع طفلك طريح الفراش؟
أعلم بكمّ الألم الذي يعتصر قلبك، ولكن اعلمي جيدا إنك مصدر القوة والأمان لطفلك، أي كان هذا المرض فيكفي أنه مرض قاس أخمد قوته، وعزيمته وجعله طريح الفراش، لذلك عليك أن تبقي بحالة جيدة وقوية من أجله، حاولي أن تمسكي بدموعك أمامه، أشعريه أن الأمر يحتاج إلى وقت فقط ليتعافى ويعود معك إلى المنزل، أغمريه بعطفك وحنانك، وصلي من أجله، إرفعي من روحه المعنوية واحضري له بعض ألعابه معه في المستشفى، احرصي على أن يرى الإبتسامة على وجهك أنت وأباه، راعي مشاعره ولا تسمحي لأحد مهما كان أن يراه في حالة ضعفه ويشهد ما طرأ عليه من تغيرات حتى يقبل نفسه بما طرأ عليه من تغيرات، فبك سيشتد عوده وستقوى إرادته ليحارب ما به من آلام، فلتجعلي أملك مرافقا دوما لألمك. 
 
كوني مستعدة
عندما يصاب الطفل بمرض قاس ويعاني آلاما شديدة قد تتزاحم الأسئلة في ذهنه كأن يقول مثلا "الله لا يحبني لأنه أصابني بهذا المرض"، أو "هل أخطأت ويعاقبني ربي؟" أو غير ذلك من الأسئلة التي تدور في رأسه حال معاناته من المرض، لذلك عليك أن تجيبيه، فقولي له أن المرض ليس دلالة كره الله له، وأن الله يحب الأطفال، واعطي له أمثلة مقنعة فلا زال صغيرا، يمكنك أن تسردي له قصص الأنبياء الذين عانوا آلاما كثيرة ومواقف صعبه بالرغم من حب الله لهم، وحاولي أن تكون إجابتك سهلة وبسيطة ومدعمة، آخذة عمر الطفل بالإعتبار، وإياك أن تهملي الرد عليها فيتعمق هذا الشعور داخل نفسه، ويبدأ بلومها في قدر لم يكن سببا فيه، وقد تسوء حالته في كثير من الأحيان.. فكوني مستعدة.
 
وأخيرا لا تفقدي الأمل أبدا، فكم من حالات لأطفال عانت من المرض وقسوة آلامه وشفيت بأمر الله تعالى، فانتظري الخير من اللطيف الرحيم ولا تسمحي لليأس بإقتحام حياتك وحياة أسرتك.
 
وشاهدي هذا الفيديو : لطفلة لم تكمل عامها الأول بعد، فقدت أطرافها الأربعة ومع ذلك تنير الإبتسامة وجهها، وأجعليها نصب عينيك دوما لتستمدي منها الأمل.