اهمية التسامح والغفران في شهر رمضان

مع انقضاء شهر رمضان، يصبح المسلمون معتادين على روتين رمضان اليومي. وجزء كبير من هذا الروتين بالنسبة للكثيرين يأتي عند مجيء صلاة المغرب ووقت الإفطار ويتجمع الناس حول مائدة الطعام مع أحبائهم وعائلتهم. 

وقد اصبح وقت رمضان مرادفا للتجمعات العائلية والزيارات المعتادة. ومع ذلك ، بالنسبة للكثيرين فان زيارة الأسرة يمكن أن تصبح سببا للقلق والتوتر وأحيانا الصراع بين الأفراد بسبب الخلافات. ومع ذلك، فان التغلب على هذه الخلافات يحقق نموا وتطورا في العلاقات. 

ومن القيم المهمة التي نتعلّمها من الشهرالفضيل هي التسامح و الغفران والتخلي عن الحقد و الضغينة ضد الآخرين، ويؤمن المسلمون أن الجميع يستحق المغفرة.

التسامح والغفران في رمضان

تشير رشا رحيم، مستشارة كندية مرخصة وعضو في المنظمة الكندية للاستشارة والعلاج النفسي وتعمل في دبي، ان التسامح مفهوم مهم في الصحة النفسية أيضا. 

وغالبا ما يتواجد بشكل من الأشكال صراع عائلي عند الافراد سواء نشأوا في أسر مفككة حتى لو كانت الأسرة تقدم لهم المحبة أو عانوا من النشأ في عوائل مهملة وأحيانًا مسيئة لهم. وتؤثر هذه البيئات العائلية على نمو الشخص وصحته النفسية. 

وتضيف رحيم انه يجب التنبه لنقطة مهمة، الا وهي انه يمكننا تعلم أن نسامح ونتقبل معاناتنا التي سببتها عائلتنا ولكننا لا نتفق معها أو نتعذرلها، وان الاذى الذي حدث لنا كان خطأ بالطبع. وعادة ما تكون نتيجة المغفرة التعافي النفسي بالنسبة للأفراد، لأنهم لم يعدوا سجناء لألمهم وغضبهم. 

ان التسامح والتخلي عن الغضب أمران جيدان بالفعل للصحة الجسدية والنفسية كما أظهرت الدراسات، بسبب العلاقة بين الجسد والعقل.

وعلى الرغم ان المغفرة ليس من الضروري أن تؤدي للمصالحة، الا انها تظهر انك شخص اكثر حكمة ونضجا ورأفة.

إذن كيف نبدأ بالتسامح؟ 

تقترح رحيم ابسط لطرق للتسامح، اليك بعض النصائح المستندة من الابحاث:

•    واجهي واقري بالأذى ومشاعرك وكيف أثروا عليك.

•    حاولي فهم الموقف والأسباب التي قد يكون بها الشخص قد تصرف بطريقة معينة.

•    قومي بقرار المسامحة للشخص الذي أساء إليك أو اذاك.

•    اكتبي خطابا للشخص الذي اذاك من دون الحاجة لمشاركته به.

•    انضمي الى مجموعة لدعم التسامح او اطلبي الدعم من معالج نفسي.

•    تخلي عن دورك كضحية واستعيدي السيطرة على حياتك وخياراتك.

•    ضعي حدود لحماية نفسك في العلاقة مع الآخرين.

•    سامحي نفسك إذا كان لديك دور في النزاع و الأذى الذي اصابك.

•    مارسي التعاطف وضعي نفسك مكان الشخص الآخر وانظري للامور من وجهة نظرهم.

•    تحدثي عن ألمك مع شخص تحترمينه وتجدينه حنونا.

•    عبري عن نفسك بالكتابة وابدئي بممارسة رياضات روحية أو تمرين التأمل لمساعدتك في التقبل والتفريغ عن المشاعر السلبية.

•    تذكري ان المغفرة والتسامح عملية متكررة، قد يحتاج الأمر لاعادة النظر في الأضرار القديمة والتسامح عدة مرات.

لذا، في ما تبقى من رمضان، حاولي ممارسة المزيد من التسامح والتقبل، خاصة فيما يتعلق بخلافات بسيطة مع أفراد أسرتك. 

فكري بالتسامح كهدية تقدمينها لنفسك وجني ثمار الغفران!