ماذا تفعلين لو عاد بك الزمن للوراء؟

سؤالٌ نطرحه على أنفسنا وعلى الآخرين ونضحك لمجرد التفكير به، لكنه أيضاً حلمٌ يدغدغ عقول البعض وأمنيةٌ يصعب تحقيقها لكنها تبقى قويةً فينا.
 
لكن لنفترض أن الزمن عاد بنا للوراء وقُدَر لنا أن نعيد رسم حياتنا من جديد، هل نعيش نفس الحياة ونختار نفس الأشخاص والظروف والأهم، نفس الخيارات والقرارات الحياتية؟
 
هل تفعلين ذلك عزيزتي أم تُفضَلين خيارات بديلة؟ 
 
هل تختارين وظيفةً أخرى أو اختصاصاً آخر، هل تختارين الأصدقاء والرفاق أنفسهم أم تبحثين عن صداقات من نوع مختلف؟
 
هل تقنعين بالعيش في موطنك الحالي، أم تختارين موطناً آخر يكون فيه بيتك وحياتك ومستقبلك ومستقبل أولادك؟
 
هل كنت لتختاري الزوج نفسه، لتحبي الشخص نفسه وتمضي الحياة بقربه ومعه، أم تحلمين بشخص آخر يُكمل معك مسيرة الحياة؟
 
هل كنت ستستمعين بالحمل والولادة وحمل مولودك الأول بين يديك وإدراك كم هي رائعةٌ الأمومة، بدلاً من التأفف والشكوى من صعوبة الحمل والولادة ورعاية الصغار؟
 
هل كنت ستخشين المغامرة وخوض غمار أشياء جديدة كل يوم، مكتفيةً بأن ما قُسم لك من نصيب في الحياة هو ما تحبين أن تعيشيه، أم تفضَلين تجربة أشياء مختلفة وغريبة عن شخصيتك وذاتك؟
 
هل كنت ستبكين وتتأليمن عند مشاهدة مآسي الآخرين ولو كانت مجرد مشاهد سينمائية، أم كنت ستحيين حياتك بكل وجوهها ومشاكلها وواقعيتها؟
 
هل كنت ستنفقين المال على شراء الأشياء ذاتها لمجرد أنها جميلة وعصرية، أم كنت ستستثمرين مالك في أشياء مفيدة أكثر؟
 
هل كنت ستشعرين بأن العمل لن يتوقف في حال أخذت قسطاً من الراحة، وأن الحياة تمضي حتى وإن لم يكن هناك حاجةٌ ملحة لقبض راتب عالي وشراء أثمن الأشياء التي لا تستعملينها معظم الأوقات؟
 
هل كنت ستقضين وقتاً أطول مع أطفالك بدل التحجج بالعمل والمشاغل، وكنت ستتغاضين عن بعض الفوضى أو الثياب المتسخة أو آثار الرمل والوحل على سجادتك الثمينة؟
 
هل كنت ستعبَرين عن مشاعرك بصدق وسهولة لمن تحبين، دون خوف من آراء مسبقة أو أحكام أو ردود أفعال غير مستحبة؟
 
هل كنت ستحبين أن تكوني نفسك كما هي الآن، أم كنت تفضَلين شخصيةً أخرى؟
 
هذه ليست أسئلة عابرة، وهي بالتأكيد ستأخذ وقتاً منك في التفكير، لكن لو قُدَر لي شخصياً أن أعود بالزمن للوراء، فسأحيا حياتي كما هي بكل عيوبها ومشاكلها وحظوظها السيئة والحسنة.
 
سأبقى مقدَرةً وممتنة لكل المواجهات التي مررتُ بها ولكل الضعف والحزن الذي غلَف قلبي، وأيضاً لكل القوة والفرح والإمتنان الذين عشتهم بصدق وعفوية مع ذاتي ومع الآخرين.
 
قد اتمنى أن أكون واعيةً أكثر للأولويات في حياتي، وأن أستطيع التفريق بين المهم والعاجل، وأن يكون عقلي وقلبي حاضرين دوماً لاقتناص كل اللحظات التي تقدمها لي الحياة لأعيشها وأتعلم منها وأستفيد.
 
ماذا عنك عزيزتي؟