بعد نجاح "بابا"..هل أهمل محمد رمضان أعماله التمثيلية لصالح مشروعه الغنائي؟

مقطع صغير من أغنية محمد رمضان الجديدة "بابا" تصدر موقع يوتيوب، ففور طرح تلك الثواني "38 ثانية"، حصد العمل خلال أقل من يوم ما يزيد على المليون مشاهدة، بالرغم من الانتقادات الحادة التي لاقها مظهر محمد رمضان في الكليب، ولكن كل هذا لا يمنع أن "دماغ" محمد رمضان الموسيقية تبدو أكثر تنظيما وتركيزا، فيما محمد رمضان الممثل يبدو متخبطا بعض الشئ بالرغم من أنه لم يغب طويلا عن تريند موسم رمضان 2019، ولكن الفارق كبير من تأثير أغنياته وبين استقبال "زلزال".

أغنية محمد رمضان "بابا" تشرف عليها شركة روتانا التي وجدت في النجم الشاب الساطع فرصة وصيدا مهما، وهو في الحقيقة أثبت أن اخيتاراته الموسيقية تليق به وبشخصيته ويعرف من خلالها كيف يأتي بالجمهور، ويصبح حديث الشارع وحديث يوتيوب، أيضا، فقد صنع رمضان خلال وقت قياسي اسما في عالم يوتيوب وفي عالم الأغنيات أيضا.

كليب مثل مافيا شاهده أكثر من 120 مليون عبر قناة محمد رمضان الرسمية على يويتوب فقط، بالإضافة إلى أضعاف عبر منصات أخرى للسوشيال ميديا، ومثله أغنيات كـ "نمبر وان والملك"، وغيرها وبالمقارنة مع مطربين محترفين فإن محمد رمضان كمؤدي يبدو أكثر نجاحا وإخلاصا لقصته مع الغناء.

يتعامل مع الأمر كمشروع متكامل، يشرف حملته الترويجية، وعلى رقصاته وحركاته، وطابع الكليب ومظهره وملابسه وقصة شعره، وقبل ذلك الإيقاع والكلمات التي وإن تشابهت طبيعة موضوعاتها، ولكن تبقى حالة تتسق مع صاحبها الذي يشبه ما يغني، ولكن كيف تراجعت مشروعات الفنان الموهوب في التمثيل إلى هذا الحد؟!

بالطبع التركيز مع أرباح يوتيوب أمر جيد، وذكاء يحسب لرمضان، الذي يسبق أغلب نجوم جيله دوما بخطوة، وبالطبع فإن محمد رمضان قد تجاوز فكرة الاهتمام بأن يتواجد بأكثر من عمل تمثيلي كل عام من أجل البحث عن الانتشار، ولكن أن يتعلق الأمر بالجودة فهل أمر يجب أن ينتبه إليه "نجم الشارع" جيدا.

محمد رمضان الذي يختار أيضا موضوعات في أفلامه ومسلسلاته، تنال دوما قبولا لدى الجانب الأعرض من الجمهور، وتحقق في أغلبها شعبية كاسحة، يبدو وكأنه أصبح مهملا بعض الشئ في متابعة كافة مراجل مشروعاته التمثيلية، وأصبح في كل عام يتراجع خطوة، خصوصا بعدما تكررت تيمة بعض أدواره بشكل قد يصيب جمهوره بالملل، كما أن الجودة باتت تتراجع أيضا، يكفي مثلا أخطاء مسلسل "زلزال"، وتدهور حبكته حلقة بعد آخرى، واللف في دوائر طوال نصف المسلسل تقريبا دون جديد، ودون مفاجآت بالمرة.

الأمر سينمائيا أيضا لا يختلف كثيرا رغم النجاح الذي لا ينكره أحد، ولكن جاء وقت التغيير والاعتماد على موضوعات لا تهتم فقط بمخاطبة فئات محددة من المشاهدين، كما أن شخصية "المنتقم" على الدوام والتي يفضلها نجم "قلب الأسد" تبدو رتيبة.. ما يجعل محمد رمضان أكثر تكيفا مع ذوق الجمهور ومسيطرا على الشعبية، هو أنه يبادر دوما إلى الجديد، وغير المألوف وهو عكس ما يفعله تمثيليا الآن تقريبا، وأكثر ما يحسب له كذلك هو أنه يعرف جيدا كيف يتجاوز عثراته سريعا، حتى وإن لم يعترف بها علانية.