رؤية نقدية: الظاهرة ذات الـ 28 عاماً..محمد رمضان لم يصبح رقم (1) بالصدفة!

في نهاية فيلم " Last Man Standing" لبروس ويليس الذي كان يلعب دور قاتل مأجور اسمه جون سميث، سأله أحد الأشخاص قائلاً " جون لكل منا ذنب في الحياة فماذا كان ذنبك ؟ " رد عليه جون سميث " بروس ويليس " قائلاً " لقد ولدت من دون ضمير ".. أظن أن الضمير هو الذي يجب أن يحكمنا نحن عندما نقيم أو ننقد محمد رمضان، نفس الضمير يجب أن يحكم رمضان عند إختيار أدواره، نفس الضمير يجب أن يحكم رمضان عند تلقي الانتقادات وفي كيفية التعامل معها، نفس الضمير يجب أن يحكم الجمهور بمختلف ألوانه عند حكمه على رمضان.. سنحاول تقييم مشوار رمضان على قدر استطاعتنا وسنحاول أن يحكمنا الضمير في مقال قد يتعرض لكثير من الهجوم، ..بهدوء وبعدالة سنحاول التفتيش في مشوار رمضان.. ما له وما عليه .

فيديو: محمد رمضان يستعرض مهاراته في شوارع دبي..ماذا فعل؟!

 توافق أم لا هو الأكثر جذباً للمشاهدة

  بالأرقام هو الأكثر مشاهدة على الشاشة، بالأرقام هو الرقم 1 في تحقيق الإيرادات، بالأرقام هو الأعلى أجراً بين النجوم، أغلب النجمات تتمنى أن تتلقى اتصال هاتفي بأن الحظ وقع عليها لتشاركه في مسلسله أو فيلمه المقبل، تتهافت عليه القنوات والمنتجين ليمضي معها العقود، مسلسلاته تصبح كمباريات كرة القدم تتم متابعتها على الكافيهات.. سواء كنت تكرهه أو تحبه، كل ما مضى حقائق لا يمكنك نكرانها، يتعرض لهجوم شديد منذ ظهوره، كلما زاد نجاحه زاد الهجوم عليه، وكأن الهجوم والانتقاد القاسي هو كلمة السر التي تفك شفرة نجاحه.. ظاهرة محيرة اسمها محمد رمضان الشهير بـالأسطورة .

 

  الظاهرة ذات الـ 28 عاما

 في البداية الشاب صاحب الـ 28 عاما الذي يصبح الأغلى أجراً والأعلى مشاهدة بحسب إحصائيات وأرقام، كل ذلك لم يأتي من فراغ، فهل يمتلك رمضان كاريزما، نعم يمتلكها على الأقل لدى فئة معينة لا تقتصر فقط على فئة شباب وأطفال المناطق العشوائية، بل رمضان يشاهده أغلب فئات المجتمع المختلفة على كل أشكالها المادية والإجتماعية والتعليمية .

أزمة جديدة بين محمد رمضان وmbc.. والسبب!

  الكومبارس.. محمد رمضان

 لم يكن مشوار رمضان سهل كما يظن البعض، بل بدأ مشواره كومبارس منها ظهوره في فيلم رامي الإعتصامي في دور "عسكري أمن مركزي"، ,والكل يعلم كيف كافح للحصول على دور في أحد مسرحياته وكيف أثنى سعيد صالح على موهبته،وبعد فترة يجسد الرجل الدور الذي كان في وجهة نظري هو نقطة تحوله وهو دوره في فيلم " إحكي يا شهرزاد". لينطلق بعدها رمضان .

 أفلام فتحت على رمضان أبواب الجحيم

   عبده موتة، الألماني، قلب الأسد، أفلام فتحت جحيم النقد على محمد رمضان، وليس جحيم النقد فقط ولكن الكثير من الجمهور أيضا اتهموه بنشر البلطجة أو بشكل أكثر دقة زيادة انتشارها، وأيا كان رمضان يوافق على هذا الرأى أم لا فإن رمضان بشعبيته وكاريزمته يؤثر في كثير من المراهقين.. وعليه ن يراعي ذلك في كل أعماله المستقبلية.. ما فات هي مجرد مرحلة البداية في مشوار محمد رمضان، والرجل رد على هذه الانتقادات بأن تلك الأفلام تسمى مرحلة الإنتشار وهذا كان هدفه، وعلى الان ان يعي جيداً أنه لم يعد في مرحلة الانتشار وأن هناك من سينتقده وبالتالي لا يجب ان يتعامل مع كل نقد أنه مجرد حقد وكراهية .

مسرحية اهلا رمضان

  أكبر خطر على رمضان

 سيكون أكبر خطر على رمضان هو عدم تنويعه في الأدوار التي يصنعها على الشاشة، فمهما كانت تلك الأدوار جاذبة لفئة ما أو حتى لكل فئات المجتمع فإن التكرار وعدم التنوع هو الخطر الأكبر عليه مهما كانت موهبته، لأن الجمهور سينصرف عنه إذا لم يجد جديد يقدمه وسيكون في مقدمتهم جمهور رمضان نفسه في المناطق الشعبية.

    محمد رمضان.. شخص ذكي جداً

   محمد رمضان الذي يرى الأسطورة أحمد زكي قدوة له، صاحب معدل ذكاء عالي جدا والدليل ما وصل إليه، لذا فإذا كان النمر الأسمر هو قدوته فعليه أن ينظر لمشواره وأن يتعلم منه، كيف كان زكي متنوع ومختلف كل فيلم مختلف تماما وكل شخصية أبعد ما تكون عن الأخرى الرجل مثل " البيه البواب حتى وصل إلى رئيس الجمهورية  في أيام السادات"، فهل حدث تطور في إدارة محمد رمضان لمشواره ؟

 

  محمد رمضان.. مرحلة جديدة

  من يتابع رمضان في مرحلة أخرى من مشواره وتحديداً منذ مسلسله "ابن حلال "، مروراً بفيلمي " واحد صعيدي"، و " شد أجزاء "، والحملة الإعلانية " أنا أقوى من المخدرات"، وصولا إلى مسلسله " الأسطورة ".. سيدرك أن الرجل يحاول تغيير جلده ويستمع للنقد ويريد أن يصبح أفضل، لأنه يعلم تماما أن التطور في الطريق هو سنّة وضرورة، لذا.. فانتقدوه، قوموه، راقبوه في كل خطواته، ولكن بهدوء وعدالة، ولا تتصيدوا له الأخطاء، فهو أولا وأخيرا شاب مصري موهوب لديه جمهور عريض شئتم أم أبيتم!

بالصور:محمد رمضان يشارك شقيقته فرحتها..وزوجته تخطف الانظار!

 لا تنسوا.. محمد رمضان ممثل مسرحي أيضا

  الكثير قد لا يعرف أو ينسى أن محمد رمضان يعشق المسرح، وهو على الدوام يحاول أن يتواجد على خشبته بجانب تواجده على شاشة السينما والتلفزيون،ونحن نعلم أن ممثل المسرح يحتاج لمقومات خاصة وإستثنائية، رمضان حقق نجاح كبير في مسرحيتة رئيس جمهورية نفسه والتي حققت نجاح كبير وحقق نجاح أكبر في مسرحتيه على مسرح الهرم " أهلا رمضان".

 

  رمضان وسياراته

بعد أن نشر صورة له مع سيارته الجديدة المقدر ثمنها بالملايين، لو تعاملنا مع الأمر بهدوء سنجد أن رمضان تعامل بعفوية وبشكل بسيط فلم يكن يقصد أن يثير الهجوم ضده، حيث قال في تصريح أخير مع لميس الحديدي في برنامج هنا العاصمة، قال أنه كان يقصد من نشر الصور أن يعطي الأمل لمثله من الشباب في أن تحقيق الأحلام ممكن وليس مستحيل، ولكن في نفس الوقت على رمضان أن يملك ذكاء إجتماعي فأكثر جمهوره تحت خط الفقر حتى وإن كان رمضان يقوم بأفعال خيرية وبالطبع فهي غير معروفة فلن يرى الجمهور في حياة رمضان سوى الثراء.

محمد رمضان

   رمضان وبيومي فؤاد

   3 مواقف حدثت في الفترة الماضية كان محمد رمضان طرفا فيها، الأول كان تعليق بيومي فؤاد على مسلسل الأسطورة وأنه  كان يتوقع من رمضان أفضل من ذلك، تعامل رمضان مع هذا التصريح بشكل إنفعالي حيث رد هو الأخر على صفحته على بيومي فؤاد ووصفه بالنحيت، وحتى لو بيومي انتقد رمضان أمام الجميع كان على رمضان أن يمتص هذا الهجوم ويحتويه، فهناك فارق سن في العمرهذا شيء والأمر الأخر أن تعامل رمضان بهدوء كان سيكسبه مزيد من الاحترام لا العكس.

 

  رمضان وحلمي

  الموقف الثاني كان بينه وبين الفنان أحمد حلمي، و جاء بعد نشر رمضان للسيارتين اللائي اشتراهما وتعرضه لموجة من الهجوم من بعض الجماهير، حلمي نشر بوست على حسابه على فيس بوك  ليس له أى علاقة بمحمد رمضان وسيارتيه لا من قريب أو من بعيد، فظن الجماهير أن حلمي يوجه كلامه لرمضان، فما كان من رمضان إلا أن رد بشكل " إنفعالي جداً" على حلمي .. وهنا كان رمضان أيضا غير إحترافي في التعامل لأنه لم يتأكد من أن حلمي يقصده هو، كما ان  تصرف حلمي كان اكثر نضجا حيث كتب فيما بعت تدوينة تمنى فيها لرمضان التوفيق وازال اللغط .

 

  رمضان وكريم عبد العزيز

   الموقف الثالث بين رمضان وكريم عبد العزيز الذي كتب بوست على حسابه على فيس بوك بأنه يرى أن عادل إمام هو رقم 1 وليس أى شخص أخر وعلقت الجماهير بأن كريم يوجه كلامه لرمضان فما كان من كريم إلا أن يمسح البوست وهنا تصرف رمضان بشكل ناضج جدا وإحترافي أيضا.. حيث أعاد رمضان نشر البوست وتمنى لكريم تمضية وقت سعيد في إجازته ووصفه بأنه فنان كبير.

 

 تحدي صعب.. هل سيقبله رمضان ؟

أدعو محمد رمضان لتمثيل دور أخر في فيلم كبير لكنه دور يخلو من العنف والأسلحة وكل هذا الجو، دور إنساني ودرامي لشخصية غير عنيفة على الإطلاق، ليثبت لمن حوله أن نجاحه لا يتوقف على عنف شخصياته.. بل أن موهبتة هي السر رقم واحد في إختراع ظاهرة اسمها رمضان..فهل يقبل التحدي؟

محمد رمضان في الاسطورة

 استراتيجية الاستبدال

  في رأيي المتواضع جداً أن محمد رمضان عليه أن يتبع استراتيجية في المستقبل قد نطلق عليها استراتيجية "  الاستبدال "، أى على رمضان أن يتعامل مع مخرجين ومنتجين أو صانعي سينما من نوع مختلف عن الذي تعامل معه من قبل، فلكل مرحلة ناسها كما يقولون، عليه أن يتعامل مع مخرجين أمثال مروان حامد وطارق العريان أو محمد ياسين " الذي أشاد بموهبة رمضان منذ أيام عندما وصف رمضان بأنه موهوب لكنه يحتاج لإدارة أفضل وكان محقا في كلامه    وعلى رمضان أن يدرك أنه قد يخسر بعض من جمهوره الذي اكتسبه في الفترة الماضية والذين تعودوا على نوعية السينما التي يقدمها ولكن عليه أن يدرك أيضا أنه سيفوز أو سيكسب شريحة أخرى من نوعية أخرى وتلك الشريحة ستكون أكبر من سابقتها.

 

الأسطورة.. في الميزان

مسلسله الأخير الذي أصبح رقم 1 في نسب المشاهدة، تعرض لهجوم شديد بأنه ينشر البلطجة على شكل أوسع ويدعو كل من تعرض للظلم أن يتحول لبلطجي، لماذا تمت قراءة هذا المسلسل على هذا النحو، لماذا لا ننظر إلى أن المسلسل يدعو لفكرة وهي ألا تظلموا وألا تفجروا انشروا العدالة بين الناس واعطوا كل ذي حق حقه لأن الشخص المظلوم هو قنبلة موقوتة، أول ما تنفجر ستنفجر في وجه الظالمين، ولكن في نفس الوقت كان تحول الشخص المثقف الطيب إلى شخص في منتهى الإجرام، هذا لم يكن منطقي على الإطلاق وكنت ىأتمنى أن تكون نهاية الحلقات مختلفة تماما .

بيومي فؤاد

 احترافية رمضان ظهرت في الأسطورة

 من يقول أن محمد رمضان مجرد شخص يجسد أدوار البلطجي وكفى، فهو مخطيء بلا تردد، من يحقق كل هذا النجاح لابد أن يمتلك 3 صفات لا يمكن الاستغناء عن واحدة منهم، الصفة الأولى هي الموهبة، والثانية هي الذكاء، والثالثة هي الإجتهاد.. والصفات الثلاث يمتلكها رمضان .

   لا يمكن نكران وقوع  طاقم العمل في خطأ واضح وهو فارق السن بين رفاعي وناصر والذي يصل إلى 15 عاما، ولم يكن هذا واضحا تماما، حيث بدا الثنائي في عمر متقارب، لا يمكن نكران المجهود الكبير الذي بذله رمضان، لا يمكن نسيان مشاهده في السجن التي أداها ببراعة خاصة مشهد سجوده لله على أرض مبللة بالطين والماء، و لا يمكن نكران أيضا أن محمد رمضان رفض استخدام الأسلحة البيضاء في أكثر من مشاجرة خلال المسلسل لأنه يعمل حساب كبير للنقد، وهذا يحسب لمحمد رمضان .

  ليس معنى ذلك أن الأسطورة خالي من العيوب والأخطاء، ولكن المثير بحق للإستفزاز هو التركيز دائماً على سلبيات رمضان إن وجدت، وإن لم تكن موجودة فعودوا للقول القديم.. رمضان ينشر البلطجة بأعماله .

  لن أخفي أنني أتعاطف مع محمد رمضان لأكثر من سبب هي أنه شاب من أسرة بسيطة، وبدأ المشوار من " أوله " وعانى كثيراً.. بالفعل هو ظاهرة وأمل لكثيرين من نفس طبقته، كل ذلك يدعوني للتعاطف معه على المستوى الإنساني، أما المهني فهو مثله مثل أى شخص أخر عليه أن يعلم أنه سيتعرض للانتقاد إذا أخطأ وكذلك للمدح عند صناعة عمل جيد.. وتذكروا في النهاية أنه مازال شاباً يبدأ طريقه، كونوا موجهين لا جلادين .

 

 أختم مقالي بجملة من فيلم " مملكة الجنة " حيث سأل الملك ابنه بجملة قال فيها " هل تعرف ما هي مملكة الجنة، وواصل كلامه قائلاً " مملكة الجنة هي المملكة التي تقوم على الضمير " الذي يجب أن يحكمنا جميعاً.. أنا وأنتم ومحمد رمضان وكل من يعمل بالوسط .

 

محمد رمضان مع ابنة شقيقه.. والجمهور: "فولة واتقسمت نصين"!