شيرين عبد الوهاب.."نجمة التنمر" التي تفخر بإهانة النساء

شيرين عبد الوهاب كانت فخورة بنفسها، وهي مستمتعة بإظهار قسوتها، أهانت زميلاتها وصديقاتها، وقريباتها، وحتى "فانزاتها"، وبدت وكأنها تحتفي بـ"عفويتها"، التي باتت مقيتة..لا مجال إلى رد الكلمات إلى حنجرة المغنية صاحبة الأزمات التي تتخطى الحدود دوما، سوف يبقى الموقف محفورا في أرشيف "كوارثها"، هذه المرة كانت تتعالى وتتعجرف بطريقة بدت ساذجة وغير إنسانية وهي تقول رأيا "بدائيا"، وكأنها تتباهى أنها تزوجت ثلاث مرات ـ وهو حقها بالطبع ـ، فيما هناك من اخترن ألا يتخذن تلك الخطوة إلا بشروطهن، خوفا من أن ينتهي بهن الحال معنفات أو يائسات، هكذا يفكرن، فيما شيرين فورا أطلقت الحكم عليهن وفقا لما يدور بعقلها، وكشفت عن طريقة تفكيرها لتصادر على حقهن في اتخاذ قرار يخالف أولوياتها الخاصة، باختصار هي تراهن "عوانس"، وهي سوف تكيدهن!

شيرين التي لطالما عانت من التنمر ومن السخرية، خصوصا في بداياتها، ووجدت آلاف يدافعون عنها، ويقفون إلى صفها ويردون على الساخرين من طريقة مكياجها أو أسلوب ملابسها، أو مستوى تعليمهاـ وهي أمور لا تنقص منها أبدا ـ، تصبح داعية للتنمر!.

المغنية المصرية شيرين عبد الوهاب

ففي وقت اختار فيه الكثيرون إنصافها والتعامل مع "زلاتها" من الناحية الإنسانية حتى في أقسى الظروف وأحلك المواقف، أعلنت هي بتلقائية شديدة أيضا أنها حينما تأتيها الفرصة فإنها تكون "ملكة التنمر".

 تصريحاتها الأخيرة كانت محاولة منها للسيطرة على هاشتاج "اخرسي يا شيرين" الذي انطلق بعد الاتهامات التي طالتها بإهانة النساء قبل أسابيع مؤكدة بطريقتها أنهن صفرا على الشمال دون الرجال، فما كان منها إلا أن منحت بنات جنسها المزيد من الإهانات، رغم أن أحدا لم يطلب رأيها، ورغم أنها تعهدت فيما قبل أن تكتفي بالغناء فقط وتحمي نفسها من القيل والقال وسوف تتوقف عن توزيع التصريحات غير المنضبطة.

شيرين عبد الوهاب في بدايتها

 مطربة الإحساس سخرت علانية ممن لم يحالفهن الحظ بالزواج، مستخدمة تعبير جارح، لم يعد حتى يرد على ألسنة الغالبية العظمى من الناس، فالوقت تغير وطريقة التفكير تطورت، ولم يعد هناك مجالا للعيب على نصيب وقدر البعض..ماذا تطلق شيرين على الرجال اللذين لم يتزوجوا، هل هم بائسين في نظرها، أم أنه وفقا لطريقة تفكيرها،  لا شئ يعيب الرجل، وماذا تقول على صديقاتها وزميلاتها في الوسط اللاتي يفضلن عدم الارتباط مبكرا مثلها!

شيرين عبد الوهاب التي انتشرت دعوات كثيرة لمسامحتها حينما قالت إنها كثيرة على وطنها، وقبلها أزمات متوالية مرصودة بالصوت والصورة، لم ترد جميلا لأحد ممن انخرطوا في تلك الدعوات، بل أنها سخرت من كل من انتقدها وفقا لفطرته السليمة، مستنكرا لا إنسانيتها ومحدودية نظرتها في موقفها الأخير، هكذا إذن، حتى لو كنتِ فتاة قدمت اختراعات للبشرية، وحققت إنجازات علمية اعترف بها العالم، ومستقلة وناجحة فاحذري لأن شيرين قررت أن هناك ما ينقصك، وأن كل ما صنعته في حياتكِ لا يساوي شيئا طالما أنك لم تجدي شريك حياتك وتظهريه معك في كل مناسبة وتعطي الناس من خلاله دروسا في "الرومانسية على طريقتك" مثلما تفعل هي.

لم تترك شيرين عبد الوهاب "الأم لصبيتين جميلتين"، مجالا للدفاع عنها، فماذا ستقول هي وإدارة أعمالها التي أغلقت حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي أملا في أن تمتنع عن توريط نفسها بمشاكل هذه المرة؟ّ! هل ستقول إنها عفوية وأن هناك من يتصيد لها الأخطاء، إذا كان هذا هو تصريحها العفوي، فإنه يعني أن هذه رؤيتها الحقيقية للفتيات اللاتي لم يتزوجن، وبالتالي قالت اللفظ بتلقائية، لتؤذي وهي تضحك ملئ فمها الكثيرات، وفيما يتعلق بالاتهام الزائف بأن هناك من يتصيد لها الخطأ فهي قد سخرت من النساء مرتين متتاليتين ومع سبق الإصرار والترصد وكأنها عقدت النية، فالأمر لم يكن مفاجئا ومربكا من الأساس.

فلم يطلب أحد من شيرين التي عانت من العنف المنزلي لسنوات سواء من شقيقها أو من زوجها الأول ـ بحسب اعترافاتها الموثقة بالفيديو ـ أن تعلن عن قناعاتها الخاصة، ولم يضغط عليها أحد لتقول هذا اللفظ، ولم تجد نفسها محاصرة بالأسئلة التي تنهكها وتشل تفكيرها، فالأمر خرج بسلاسة وكأنها تقوله كل يوم، حيث لم تكن ضيفة في برنامج حواري قاس مثلا، أو وضعت تحت جهاز كشف الكذب. التعبير سار على لسانها مثل الماء مع ابتسامة عريضة معبرة عن سعادتها بنفسها وكادت أن تقول لهم:"صفقوا لي" من فرط فخرها بكل هذا الأذى النفسي الذي سببته لأناس خياراتهم في الحياة مختلفة كثيرا وبعيدة كل البعد عن خياراتها الشخصية ودائرة تفكيرها!