Tory Burch تروي لـ "هي" قصة عطرها

نيويورك: عدنان الكاتب Adnan Al Kateb
 
عطري من ذكريات الطفولة وهدية إلى كل نساء العالم
بعد لقائي الأخير مع رائدة الأعمال المصممة المبدعة "توري بورش"Tory Burch  حول صعودها سلم النجاح وعلاقتها مع الشرق الأوسط وحياتها الشخصية، كان لا بد لي من اللقاء معها ثانية بمناسبة إطلاق عطرها للمرة الأولى في الشرق الأوسط. فأخبرتني عن مصادر الإلهام وراء عطرها وعلاقة العطر بوالديها وعائلتها وتاريخها الشخصي، في حديث تعطر بعبير حماسها وشغفها وحيويتها. 
 
توري بورش التي نالت شهرة واسعة في تصميم الأزياء والإكسسواراتومع مؤسستهاالخيريةالتي تعمل على التمكين الاقتصادي للنساء، كانت قد أطلقت سنة 2013 أول عطر ومجموعة تجميل من دارها في الولايات المتحدة. وهي ترى أن اليومهو الوقت المناسب لإطلاق عطرها في منطقة الشرق الأوسط التي تحبها كثيرا.وإذا كان هذا العطر يعكس حقا شخصيتها، فلا بدّ له أن يكون رائعا وأن يترك أثرا لا يمحوه زمن. 
 
في قارورة زجاجية أنيقة وتحت غطاء مزخرف بتفاصيل مستوحاة من النقش الخشبي، ترتكز التركيبة العصرية على عشبة نجيل الهند أو الفيتيفير الترابية التي كان والدها يعبق بها دائما، وتجمعها بالأزهار والحوامض من الغريبفروت وزهر البرتقال والكشمش الأسود والبرغموت إلى الفاوانيا ومسك الروم والفل وخشب الصندل. يشبه هذا الأريج إلى حد كبير الأزياء والإكسسوارات التي تصممها توري بورش برقيّه وبساطته وبدمجه المفاجئ بين العناصر الكلاسيكية التي لا نعتاد على رؤيتها معا، إذ إنه سهل ومصقول، متّزن ومتحرّر، مفعم بالأنوثة ومُطعّم بهمسات الرجولة. 
 
تماما كالحديث مع توري بورش، عطرها نابض بالمرح والطاقة والإشراق، لكنك سرعان ما تدرك أنه معقد وغامض وساحر.
 
ما القصة وراء عطرك؟
كنت أرغب في الخوض في مجال العطور منذ فترة طويلة، لكنها جزء لا يتجزأ من تاريخي الشخصي بفضل والديّ. فكل منهما كان يملك عطرا مفضلا. والدي كان يرش عطر "فيتيفير" النابض بعبير نجيل الهند، ما ينعكس بشكل كبير على عطرنا. لا أنسى يوما طفولتي ونشأتي وكيف كان والدي دائما يتميّز بعطر رائع ورائحة مثالية ويعبق دائما بنجيل الهند. حين قررنا إطلاق العطر، أمضينا وقتا طويلا بالتفكير في هويته، فالفكرة كانت التوازن بين الأنوثة والفتاة المسترجلة، بين الحمضيات والأزهار، بين النضوج والخفّة،فيرتكز على الكثير من الأشياء والمفاهيم التي لا تتماشى معا بالضرورة، لكنها نجحت وتناغمت بروعة في تركيبته.
 
لطالما كان والداي مهتمين بالعطور. وحين فكرنا في تصميم القارورة، تذكرت منضدة الزينة في غرفة والدتي التي كانت دائما تغصّ بقوارير العطور الكلاسيكية الجميلة. أردت أن تكون القارورة مستوحاة من الهندسة المعمارية، وأن تذكر بالنقش الخشبي الذي كان أيضا جزءا كبيرا من نشأتي إلى جانب التفاصيل الفنية والزخرفات.
 
هل تتذكرين العطر الذي كانت ترشّه والدتك حين كنت طفلة؟
الآن حين أفكر في الأمر، أظن أنها كانت تضع "شانيل رقم 5". الأمر المؤكد أنها كانت تمزج وتخلط بين العطور. لكنني أعرف أنها كانت تضع عطري "باريس"،و"شانيل رقم 5". 
 
نتمنى أن يحقق عطرك نجاح عطرChanel N° 5"شانيلرقم 5" الأيقوني؟
(تضحك) أتمنى ذلك. شكرا! سيكون هذا هدفا رائعا نسعى إليه. 
 
ماذا تطلّب منك إطلاق العطر؟ ولماذا الآن؟
حلمت دائما بابتكار عطر، لكنني فكرت في الأمر مطولا قبل الخوض في مجالي الجمال والعطور. أردت لأعمالي التوسع والتطور قبل أن أدخل في سوق العطور وصناعتها. اليوم رسخت وجودي في الشرق الأوسط عموما، ودبي خصوصا. فصار حضوري متينا وكبيرا، لذا رأيت أنه الوقت المناسب. 
 
وحتى قبل إطلاق عطرنا للمرة الأولى، استمر على مدى 5 سنوات التشاور والتواصل مع "إستيه لودر" حتى وصلنا إلى إطلاقه عام 2013 في الولايات المتحدة. وتطلب منا الموضوع بعض الوقت لنجد الوقت المناسب للشرق الأوسط. لكن عطري في الواقع امتداد لما تقدمه علامتنا هناك. وأتمنّى أن يعجب المرأة الشرق أوسطية. 
 
هلّا أخبرتنا أكثر عن دورك في تصميم العطر وتصنيعه؟
عملنا يدا بيد مع شركة "إستيه لودر". كان هناك قدر لا بأس به من التجارب والتشاور ذهابا وإيابا. فكان علينا اكتشاف سرّ التوفيق بين النفحات المختلفة بالانطلاق من نجيل الهند كأساس،وأردنا أن نضيف إليه لمسات من الأنوثة لتحقيق التوازن. فكانت العملية بكاملها مشوقة ومثيرة للاهتمام، وبلا شك كانت تجربة علّمتني الكثير. 
 
في النهاية توصلنا إلى تركيبتين، وأجرينا اختبارات على الاثنتين. العطران نجحا بنتائج مذهلة، لكن العطر الذي كان أفضل بحسب النتائج والذي تفوق على الآخر لم يأسر قلبي حقا. استمعت إلى إحساسي وحدسي هذه المرة، ويبدو أنه كان خيارا جيّدا. 
 
كيف تتصورين المرأة التي ستضع هذا العطر؟
المضحك أنني سألت نفسي هذا السؤال، ووجدت أن الأمر لم يكن يوما عن امرأة واحدة،بل عن النساء إجمالا.الأساس بالنسبة لي هو الجمال الداخلي وجعل المرأة تشعر بأنها جميلة. وهذا ما يمكن للعطر أن يحققه. 
 
خلال حفلة الإطلاق الأولى في نيويورك، اقتربت مني إحدى السيدات، وقالت لي"إنني أعشق هذا العطر. أرشه كل ليلة سبت". أدركتُ أنه شيء تعشقه حقا، وكانت لحظة مميزة جدا. فقد فكرت هذه السيدة مليا بالعطر، وتأملت بمعناه ومكانته في حياتها. وأعتقد أن النساء يملكن علاقة مميزة وحميمة بالعطور. 
 
هل سيكون للعطر وجه رسمي؟ وإذا أردت اختيار وجه يمثل هذا العطر، فمن المرأة التي ستختارينها؟
تجيبني وهي تضحك: بالتأكيد لنأختار وجهي..وتسطرد:أنا أمزح..إنه سؤال مطروح اليوم.. بالنسبة لي، وجوه متعددة تمثل هذا العطر. حين أتحدث عن التنوّع والاختلاف، فأنا أقصدهما وأعنيهما حقا. إنه عطر للنساء من كل أنحاء العالم، سيكون حلما يتحقق بالنسبة لي إذامثّلته نساء من مختلف البلدان. 
 
أنت محبوبة كثيرا في الشرق الأوسط..يحبونك كثيرا ويفتخرونبكل ما تنجزينه.
أنا أحب الشرق الأوسط أيضا، وأنا مسرورة جدا بأن الشعور متبادل. أتمنى أن أعود إلى المنطقة في زيارة قريبة.