في لحظة مؤثرة.. إنزال نعش الأمير فيليب إلى مثواه الأخير على الهواء مباشرة

يبدو أن الأمير فيليب لم يكن استثنائيا فقط في حياته بل أيضا في وفاته وفي جنازته ومراسم دفنه، فلأول مرة في تاريخ العائلة المالكة البريطانية تذاع تفاصيل إنزال نعشه إلى قبره على الهواء مباشرة في لحظة مؤثرة للغاية شاهدها الملايين حول العالم.

وعلى الرغم من إجراء بعض تعديلات على مخطط جنازة الأمير فيليب، وفقا لما يتناسب مع القيود التي يفرضها انتشار فيروس كورونا، فإن الجوانب الاحتفالية لليوم والقداس لا زالت تتماشى مع رغبة دوق إدنبرة.

تلقى الأمير فيليب وداعا عاطفيا يليق به من زوجته المحبة الملكة إليزابيث الثانية وأفراد عائلته المالكة البريطانية في جنازته أمس السبت 17 أبريل في كنيسة سانت جورج في وندسور.

وكما كان معروفا عن الأمير فيليب، أنه رائد في تغير كل ما هو ثابت لا يتماشى مع الزمن، جاءت جنازته لتعبر عنه، إذ عرضت هيئة الإذاعة البريطانية على الهواء مباشرة، جزء من إنزال دوق إدنبرة داخل قبره في سابقة تاريخية للعائلة المالكة في بريطانيا، إذ يتم خفض النعش عادةً بشكل سري.

وظهرت الملكة إليزابيث الثانية للمرة الأولى منذ إعلان وفاة زوجها أمام الكاميرات متشحة بالسواد وباديةً على وجهها علامات الحزن العميق، ووقفت بمفردها داخل كنيسة سان جورج، بعد أن تبعت بسيارتها موكب تشييع الأمير الراحل.

ودُفن دوق إدنبرة في القبو الملكي بالكنيسة في نهاية القداس، الذي أقامه الأسقف البريطاني ديفيد كونر David Conner عميد وندسور.

شاهدت الملكة إليزابيث الثانية وأفراد العائلة المالكة الآخرون اللحظة المؤثرة التي ينخفض فيها النعش، في نهاية المراسم التي استمرت حوالي 50 دقيقة في قلعة وندسور.

 توفي الأمير فيليب عن عمر يناهز الـ 99 عامًا في 9 أبريل الماضي، وهو الفرد الـ 25 من أفراد العائلة المالكة الذي يدفن داخلRoyal Vault ، ولكنه لن يكون مثواه الأخير، إذ إنه بعد وفاة ملكة بريطانيا، سيتم نقله إلى كنيسة الملك جورج السادس التذكارية، ليرقد بجانب زوجته المحبة والتي استمر زواجهما طوال 73 عامًا.

تم استخدام محرك كهربائي لخفض نعش الأمير فيليب ببطء حتى تم دفنه في Royal Vault، بينما كان الأسقف البريطاني ديفيد كونر يقرأ الثناء عليه، بالإضافة إلى القائمة الطويلة لألقاب الدوق الملكية.

وكان نعش دوق إدنبرة مزينًا بإكليل من الزهور وقبعته البحرية وسيفه، إذ اختار شخصيًا قبل وفاته الشعارات والميداليات والأوسمة الممنوحة له من قبل المملكة المتحدة ودول الكومنولث التي سترافقه في جنازته.

ووصف جو ليتل Joe Little، مدير تحرير مجلة Majesty لحظة إنزال النعش بأنها "فريدة من نوعها في التاريخ الملكي البريطاني".

وخيم الصمت في جميع أنحاء البلاد عند الساعة الثالثة مساءً في بداية الجنازة، حدادا على رحيل الأمير الذي توفى بعد رحلة طويلة أمضاها في خدمة التاج البريطانى إلى جانب زوجته الملكة إليزابيث الثانية التي تزوجها عام 1947 وساعدها على تكيف النظام الملكى مع العالم المتغير لحقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، والصمود في وجه التحديات التي تعرضت لها العائلة المالكة البريطانية على مر السنين.