الرئيس التنفيذي لدار "فندي" سيرج برونشفيج لـ هي: الشباب لديهم شغف بحرفية صنع المنتجات الراقية

سيرج برونشفيج شخصية حادة الذهن وذات تفكير مباشر، كما أنه يمتلك حس فكاهة مميزة، وله اهتمام خاص بالأجيال الجديدة واستمرارية الحرفية الفنية الأصيلة. عُيّن في فبراير 2018 رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لدار "فندي" Fendi .عمل في مناصب قيادية مختلفة ضمن شركة LVMH ، من ضمنها رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي ل .Dior Hommeحضر إلى دبي للاحتفال بإعادة افتتاح متجر فندي في دبي مول، حيث كان لنا معه هذا اللقاء الممتع عبر صفحات مجلة "هي".

أنت في دبي لحضور الاحتفال بإعادة افتتاحمتجر فندي في دبي مول .. ما شعورك؟

إنه شعور جيد للغاية. نحن متحمسون جدا لهذا الافتتاح المتجدد بعد مرور عشرة أعوام على إنشائه، والذي هو عمر دبي مول أيضا. أتذكر جيدا كيف انصدمت بذهول عندما زرت المكان قبل عقد من الزمن؛ وعلى الرغم من أني قد شاهدت أماكن مختلفة حول العالم، فقد انطبعت بذاكرتي زيارتي لدبي مول. لا يزال دبي مول يتمتع برونق خاص، فقد بُني برؤية ومقياس وطموح عالٍ. ولذا، من الرائع أن نعيد افتتاح بوتيك فندي ليكون المتجر الرئيس Flagship Storeبهذا الشكل الفاخر المحبب إلى قلبي، وهو يعني الكثير لي شخصيا ولدار فندي، فهو جزء رائع من بصمة فندي من حول العالم.

حدثنا عن معرض الأزياء الراقية الذي احتضنه متجر فندي الجديد في دبي مول؟

خطرت لي فكرة عرض الأزياء الراقية عندما انتهت تجديدات المتجر قبل الموعد المحدد لها، حيث كان المقرر افتتاح المتجر في نوفمبر، إلا أنه كان جاهزا للافتتاح في نهاية أكتوبر. خطرت لنا في البداية استضافة حفلة Fendi Mania Capsule إلا أننا عدلنا عن الفكرة حيث ارتأينا أن متجر فندي الجديد في دبي مول يستحق حدثا خاصا به يليق بإمكانياته الكبيرة، ولذا قررنا افتتاحه بعرض "الأفضل "لدى دار فندي، وهو طبعا الهوت كوتور أو الأزياء الراقية لكي نقدم للزوار والعملاء تجربة مميزة في المتجر تنطبع في أذهانهم. يقال إن هناك فرصة واحدة فقط لكي نترك الانطباع الأول .. وقد حرصنا على أن ننجح بذلك في إعادة افتتاح متجر فندي الجديد بدبي مول.

لديك خلفية مهنية مثيرة للاهتمام في عالم دور الأزياء الراقية .. هل لك أن تحدثنا كيف أسهمت خبرتك في دعم دورك الجديد لدى دار فندي؟

يا إلهي! هل لديك وقت كافٍ لكي تستمعي إلى خبرتي؟ بالتأكيد لها دور، ولكني سوف أخبرك بشيء واحد، أول أمر تعلمته من خبرتي في عالم الدور الراقية والتي تمتد لأكثر من عشرين عاما هو أنه ليس بإمكانك نسخ وصفة نجاح آتت ثمارها في دار ما وتنفيذها في دار أخرى. هناك أسماء شهيرة في عالمنا لا يمكنني ذكرها، كانت لها نجاحات خارقة مع دور معينة، ومن ثم انتقلوا منها، وطبقوا "وصفة" النجاح نفسها في مواقعهم الجديدة إلا أنها باءت بفشل ذريع. ولذا، تعلمت أن سر النجاح هو في كنف العلامة وتاريخها. فالعناصر الصحيحة موجودة في الدار بالفعل، كل ما عليك فعله هو التعرف إليها واللعب فيها بأسلوبك لكي تقدمها بروح جديدة؛ وذلك لفترة مؤقتة طبعا. ومن ثم يأتي شخص بعدك ليلعب اللعبة نفسها بطريقة مختلفة وهكذا. في البداية، يجب أن نعلم ونحدد ما الذي تقدمه العلامة بشكل ناجح، ومن ثم نعيد تقييم المشهد لنرى ما يمكن تطويره أو إعادة تقديمه بشكل أفضل.

كيف تجمع بين احتضان تاريخ دار عريقة مثل فندي تعود إلى عام 1925 وتقديم تصاميم تجذب جيل الألفية؟

جيل الألفية كما تلقبينهم وصغار السن منجذبون إلى مفهوم الأصالة، ولديهم شغف كبير بالحرفية المذهلة في صنع الأزياء والمنتجات الراقية، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، علينا أن نبذل مجهودا لكي نكون متواجدين في مواقع نصل من خلالها إلى أنظارهم ومسامعهم، سواء عن طريق الموقع على الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي أو نوافذ العرض في المتاجر. ولكن هناك عنصر مهم جدا يلعب دورا أساسيا في هذا الأمر وهو أن تكون الحرفية في الصنع بأسلوب عصري يخاطب هذا الجيل. تعج

المتاحف بمنتجات علامات كانت لديها حرفية بديعة، إلا أنها مع الأسف انتهت وأصبحت من الماضي، لأنها كانت تفتقر إلى الابتكار ووجود الأشخاص من أصحاب الرؤى المستقبلية الذين يواكبون باستمرار الأساليب الجديدة في الحياة. فالحياة تتغير بشكل سريع، ولذا علينا أن نجعل حرفيتنا جزءا من هذا التغيير في العالم من حولنا من دون أن ننفصل عن هوية الدار الأصلية. لن يروق أبدا لجيل الألفية أن نقدم لهم منتجا من الألفية! فهم يريدون روح الدار وأصالتها وجمالها، ولكن بطريقة تخاطب أسلوب حياتهم. قد لا تكون منتجاتنا ضمن إمكانياتهم المالية في الوقت الحالي ولا مانع في ذلك، لأنهم سيحلمون بها ويفكرون فيها مثل الجميع حتى يحصلوا عليها في يوم ما. من المهم للغاية أن نتعامل بصدق مع هويتنا الأصلية.

هل هناك تجربة لكم في دار فندي للتواصل مع شباب هذا الجيل؟

نعم بالفعل، قررنا تنظيم معرض مذهل ضمن مبادرة Journées Particulières الخاصة ب LVMH، واخترنا أن يكون في Palazzo della Civiltà Italianaوهو المقر الرئيس لدار فندي في روما. ضم المعرض محطات يقوم عليها فريق فندي من الحرفيين ذوي المهارات الفنية، لينفذوا أعمالهم بشكل مباشر أمام الزوار، وذلك من مختلف أقسام الدار سواء الألبسة الجاهزة أو الهوت كوتورأو الفرو أو المنتجات الجلدية أو الأحذية أو الساعات وحتى الأثاث. وصل عدد الزوار إلى 16000 زائر خلال الأسابيع الثلاثة التي نُظم فيها وتواصلنا مع 60 مدرسة، واستقبلنا 2000 طالب تواصلوا بشغف متبادل مع الحرفيين، وأبدى بعضهم الاهتمام بهذه المهنة والرغبة بالالتحاق بها مستقبلا. دورنا هو إتمام الحلقة وإغلاق الدائرة لكي نكون جسر وصل بين الشباب والحرفيين، ومن هناك تكون الاستمرارية نحو المستقبل. فقدنا في جيلنا التواصل مع الحرفية اليدوية، فقد توجهنا نحو الصين، ولكني أؤمن بأن الجيل الحالي سوف يستردها، ولذا نسعى بكل جهدنا لتفعيل دورنا في هذا الأمر. أحد أقسام المعرض كان مخصصا لفن الغرافيتي، حيث وُضع جدار مخصص لفنون الغرافيتي عمل عليه فنانون من روما. إحدى الرسومات التي أبدعوها كانت لخريطة العالم، ويدا بيد بينهم وبيننا اكتمل العمل بقص الفرو بشكل دقيق للغاية وتركيبه على هذا الرسم الغرافيتي لخريطة العالم، وكانت النتيجة مذهلة! إنها قطعة فنية لا مثيل لها. نرى أن قيمة حقائب فندي لا تزول، خاصة مع وجودها ضمن مزادات فاخرة في المنطقة مثل كريستيز .. ما قولكم في ذلك؟ إنه بلاشك ثناء كبير لمنتجات الدار، وهو أمر رائع لسمعة دار فندي أن تحافظ الحقائب على قيمتها مع مرور الزمن، ليعاد بيعها، ويحرص المقتنون على الحصول عليها. يضيف مازحا: "ربما علينا أن نرفع الأسعار!". أظن أن هذا حقيقة نتيجة لجودة الصنع التي تتمتع بها دار فندي، وأن العلامة تتقن سرد حكايتها بشكل جذاب وناجح على مدى السنوات، وهو ما يجعل المنتجات لها قيمة معنوية كبيرة تمثل قيمتها المادية أيضا.

ما خططكم المستقبلية في سوق الشرق الأوسط؟ وهل تنوون التوسع في المملكة العربية السعودية بشكل خاص؟

بالطبع، نود ذلك كثيرا. أظن أن دبي مثيرة للاهتمام لأن عالم المنتجات الراقية فيها بدأ بشكل جدي قبل ما يقارب 15 عاما بإنشاء أسواق رائعة مثل مول الإمارات ودبي مول، ومن ثم عملت على تنشيط السياحة وجذب الزوار. قبل ذلك الوقت، كان الجميع يشعرون بأنها منطقة مثيرة للاهتمام، ولكن لم تكن الفرصة مهيئة للتواجد بها. والأمر نفسه ينطبق على المملكة العربية السعودية، إذا تهيأت الفرصة للتوسع فيها بشكل جدي، فإنه سيكون من الرائع أن نتوسع فيها بشكل أكبر، خاصة مع المشاريع المستقبلية المميزة التي كُشف عنها خلال الفترة الماضية.