الشيخة الفارسة لطيفة بنت أحمد آل مكتوم لـ "هي": هذه أصول إعداد الخيل لقفز الحواجز

لا يمكن اختزال مسيرة الشيخة والفارسة لطيفة بنت أحمد آل مكتوم في سطور قليلة، فمسيرتها الرياضية تزخر بالكثير من الإنجازات المشرفة، منها فوزها بالجائزة الكبرى ببطولة كأس طيران الإمارات في تصفيات كأس العالم بدبي، بما يقرب من ثلاث ثوان أفضل من الوصيف، كما عُينت سفيرة للنوايا الحسنة لدورة الألعاب الآسيوية 2014 في إنشيون.

عشقها للخيل بدأ منذ صغرها، "هي" كانت في لقاء مع الشيخة لطيفة بنت أحمد آل مكتوم على هامش مشاركتها في دوري الخليج للنخبة في دبي، والتي حدثتنا عن عشقها لرياضة قفز الحواجز بالتحديد من خلال هذا اللقاء.

 

-حدثينا عن بداية عشقك لرياضة الفروسية.

عشق رياضة الفروسية بدأ منذ الصغر، نظرا لعشقنا للخيول، ورياضة الفروسية من أجمل الرياضات، لقربي من كائن حي يتمتع بالأصالة، وشخصيته المنفردة، أما بالنسبة لرياضة قفز الحواجز، فكانت بسبب فريق دبي لقفز الحواجز، أحببت روح الفريق حينها، الأمر الذي شجعني لدخول عالم رياضة قفز الحواجز.

-حدثينا عن علاقتك بالخيل .. وما الصفات التي تعشقينها في الفرس؟

تتميز الخيل بصفات عدة قد لا تجدينها في كائن حي آخر، فهي تتصف بالذكاء والحرص، كما أنها تتميز بميزة أخرى، وهي الشجاعة، خصوصا مع رياضة قفز الحواجز يجب على الخيل أن يتحلى بهذه الصفة، وعدم التراجع في اللحظة الأخيرة، أما عن علاقتي بالجواد، فهي أشبه بالعمل الجماعي كلما أعطيتِ أكثر منحكِ الجواد أكثر بالمقابل.

-هل تذكرين أول حصان حصلتِ عليه؟ وكيف تغلبتِ على مشاعر الخوف؟

أول حصان حصلت عليه كنت في سن الـ 11  من عمري، أذكر أن الحصان كان كبيرا جدا مقارنة بحجمي الصغير آنذاك، لكن هذا الأمر جعلني اليوم أقوى، كلما تعلمت الفروسية منذ الصغر ازددتِ قوة وشجاعة في مواجهة المخاوف في الكبر.

-ما رأيك بمستوى رياضة المرأة في دولة الإمارات .. وكيف يمكن أن نزيد من فرص مشاركة المرأة الإماراتية بشكل أوسع؟

سأتحدث تحديدا عن رياضة قفز الحواجز في دولة الإمارات التي تدعم هذه الرياضة، لكني لا أجد العديد من الأسماء البارزة في هذا المجال غير الفارسة نادية تريم الموجودة في فريقنا، والفارسة ميثاء الهاجري، لكن هذه الرياضة تتطلب جرأة كبيرة، وبنية بدنية عالية، وقوة شخصية، وعلى الرغم من تشجيع الدولة لدخول المرأة لمجال الرياضة، إلا أن أعداد الفارسات ما زال قليلا مقارنة بهذا الدعم.

 

-كيف تهيئين نفسك للسباق؟

رياضة قفز الحواجز من أكثر الرياضات التي نواجه من خلالها الكثيرمن التحديات، لذا يتطلب منا وضع خطة مسبقة قبل أي سباق، وهذه الخطة تختلف من حصان لآخر، أهم نصيحة أستطيع تقديمها لأي فارس هي الاسترخاء، والابتعاد عن العصبية، الأمر الذي قد ينعكس على الحصان.

-كيف يجري إعداد الحصان للسباق؟

للحصول على لياقة بدنية عالية للحصان، يجب امتطاؤها مدة تتراوح بين 45 و60 دقيقة في اليوم، وكذلك اخراجها من الإسطبل أكثر من مرة في يوم السباق، وأيضا من المهم تنظيف الحصان، والتأكد من من سلامة حوافره، وصحته العامة، وذلك تحت إشراف المختصين، إضافة إلى الحرص على إطعامه.

-هل تختلف مضامير السباق في الخليج عن أوروبا؟

نعم، توجد فروقات كثيرة من خلال الاقبال على هذا السباق، وارتفاع الحواجز، كما أن المنافسة أعلى نظرا لاهتمامهم الكبير برياضة قفز الحواجز، حيث تعتبر للكثير من الأوروبيين مهنة عريقة، بينما تعتبر رياضة قفز الحواجز في منطقتنا نوعا من الهواية.

-هل تؤثر سلالة الخيل في السباقات؟

إلى حدٍ ما، فبعض الخيول المشاركة في السباقات تنحدر من سلالات لآباء وأمهات شاركوا أيضا في سباقات، الأمر الذي ينعكس على مهارة الحصان، لكن كما ذكرت لا يمكن تعميم هذا الأمر على كل الخيول، ولا يمكن إغفال دور التدريبات التي يتلقاها الفرس من فوزه في التحدي أم لا.

-إلى جانب هوايتك في رياضة ركوب الخيل .. ما الهوايات الأخرى للشيخة لطيفة؟

أعشق ممارسة الرياضة بشكل لا يوصف، وهذا هو سر المحافظة على لياقة بدنية عالية، لذلك أحرص على الذهاب إلى النادي الرياضي مرتين أسبوعيا.

-ما رأيك بتحدي اللياقة الذي أطلقه سمو الشيخ حمدان بن محمد قبل مدة؟

إنه فعلا أمر رائع، تحدي لياقة دبي استقطب أعدادا كبيرة من عشاق الرياضة، الأمر الذي يضع دبي على الخريطة العالمية للرياضة بشكل عام، وشجع كثيرين على ممارسة الرياضة والاهتمام بصحتهم ولياقتهم من خلال هذا التحدي.

برأيك ما المواصفات التي يجب على الفارسة أن تتحلى بها؟

حب الرياضة يأتي في ريادة المواصفات التي يجب على أي فارس وفارسة التحلي بها، حيث تمر بعض الفترات التي لا نحقق من خلالها النتائج المرجوة، حب الخيل، ومتابعته عن قرب، والصبر، إضافة إلى اللياقة البدنية العالية، والصبر في التعامل مع الخيل.

-كيف ترين مستوى دعم رياضة قفز الحواجز في الدول؟

بدأت بعض الجهات بدعم رياضة قفز الحواجز، لكن ليس بالدعم الكافي الذي يليق بهذه الرياضة، حيث دعمت الشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان رئيسة مجلس إدارة فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية فريق الإمارات الذي شارك في بطولة الأمم 2017 التي أقيمت في برشلونة، حيث أمنت إسطبلات شراع كل أنواع التدريب المكثف.

لكني أتمنى دعم سباقات الحواجز إعلاميا أكثر، وكبداية جدية للأمر، بدأت الكثير من السباقات بتنظيم فعاليات خاصة بالصغار والعوائل للاستمتاع بأجواء ما قبل السباق.

- هل من مشاركات خارجية لك في المستقبل؟

توجد بعض الخيول الصغيرة التي وصلت من أوروبا قبل فترة، ونحن بصدد تدريبها ومشاركتها في بطولات محلية ستقام قريبا في الدولة.

- هل من لغة جسد خاصة تتعاملين من خلالها مع الحصان؟

لكل حصان لغته الخاصة في التعامل، بعض الخيول لا تحتمل الضغط، بينما أخرى تستطيع التعامل تحت ضغطٍ عالٍ، والخيل كائن حساس وذكي، حيث يشعر بطريقة امتطائك له، وحركات اليدين، كلها أمور يفهمها الحصان.

- نصيحة تقدمينها للفارسات الصغيرات.

لا تستسلمي أبدا، ستمرين بأيام جميلة وأخرى صعبة.