سارة الأميري لـ "هي": علم الفضاء شغفي منذ الطفولة .. والمرأة الإماراتية تجاوزت مرحلة التمكين

 

بعد تعيينها كوزيرة دولة ومسؤولة عن ملف العلوم المتقدمة حيث تكمن مهمتها البحث والتطوير وصناعة الكفاءات العلمية، ننشر لكم لقاء سابق كنا قد أجريناه مع سارة الأميري قائدة الفريق العلمي لمهمة الإمارات لاستكشاف المريخ، حيث نشر في عدد مجلة "هي" 

مثال نموذجي للمرأة الإماراتية الشابة المتفانية والعاشقة لعملها، يحفل سجلها المهني بالكثير من الإنجازات الأكاديمية، فهي رئيسة مجلس علماء الإمارات نائبة مدير المشروع وقائدة الفريق العلمي لمهمة الإمارات لاستكشاف المريخ، "هي" كانت في لقاء مع سارة الأميري في مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث حدثتنا عن مهمة الإمارات لإطلاق مسبار الأمل لاستكشاف المريخ عام 2020.

 

  • عرفينا عن نفسك في البداية.

اسمي سارة الأميري، حاصلة على ماجستير هندسة العلوم من الجامعة الأمريكية في الشارقة عام 2014، وبكالوريوس هندسة الحاسوب عام 2008 من الجامعة ذاتها، قائدة الفريق العلمي ونائبة مدير "مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ" منذ عام 2016، أشغل حاليا منصب رئيس مجلس علماء الإمارات، ومهندسة برمجيات في مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية "إياست" بين عامي 2009 و2011، متزوجة ولدي طفلان.

 

  • ما الأهداف العلمية لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ؟

سنعمل على إطلاق المسبار عام 2020، ستستغرق الرحلة من سبعة إلى تسعة شهور، وعند الاقتراب من المريخ تبدأ عملية توجيه المسبار لإدخاله في مداره، يبدأ تشغيل الأجهزة، وجمع المعلومات والبيانات التي ستساعد العلماء على الإجابة عن بعض الأسئلة العلمية المهمة مثل: فهم التغيرات التي طرأت على كوكب المريخ، خصوصا مع وجود آثار لأنهار ومياه على سطحه، ومساعدة العلماء على تقييم بيئات الكواكب الأخرى، وفهم أعمق للتغيرات التي من الممكن أن تطرأ على كوكب الأرض.

 

  • اختارك المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 2015 واحدة من بين 50 من العلماء الرواد الشباب لمساهمتك في جهود التنمية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة .. ماذا يعني لك هذا الاختيار؟

 

يشرفني أن أكون ضمن ثلاثة إماراتيين اختيروا في المنتدى الاقتصادي العالمي، وكان فخرا لي إبراز المنجزات العلمية الإماراتية، خصوصا مع النظرة السائدة للعالم العربي أنها منطقة نزاعات وحروب، لذا كانت فرصة لتعريف العالم عن كثب عن إنجازات دولة الإمارات العربية المتحدة في المجال العلمي.

 

  • كيف تجدين إقبال العنصر النسائي لدراسة علوم الفضاء في الإمارات مقارنة بالدول الأخرى؟

في الإمارات نحن اليوم متفوقون على "ناسا" بعدد النساء العاملات في مجال الفضاء، حيث تبلغ نسبتهم 35 في المئة، بينما تبلغ نسبة المرأة في ناسا 14 في المئة، وفي المستقبل سنتفوق عليهم في الكثير من الجوانب الأخرى، الأمر الذي دفع الكثير من الطلاب إلى تغيير مساقات دراساتهم التعليمية في الجامعات، والتحويل لدراسة الفيزياء والرياضيات.

 

 

  • أخبرينا أكثر عن الفريق وعدد أعضائه؟

يتكون الفريق العلمي من 7 أشخاص، يعملون في جميع جوانب تطوير مهمة إطلاق المسبار للمريخ، حيث جرى تحديد الأسئلة العلمية، من ثم تحديد الأولويات، والتي تتمحور حول تصميم المسبار، والأدوات المطلوب وجودها لكيفية القياس حول الكوكب، فيما يخص العنصر النسائي، توجد لدينا الزميلة مريم الشامسي التي تقود فريق المعدات العلمية، وتطويرها.

 

  • ماذا يعني كونك امرأة تعمل في مجال علوم الفضاء، خصوصا أنه يعد مجالا جديدا في المنطقة؟

كان حلمي منذ طفولتي العمل في مجال الفضاء، واجهتني الكثير من التحديات، كوني امرأة تعمل في هذا المجال هو حلم عملت على تحقيقه، وأسعى من خلاله لإلهام عنصر الشباب في المنطقة لتحقيق أحلامهم مهما كانت صعبة في البداية، حيث تبلغ نسبة الفشل في الوصول إلى المريخ 50 في المئة، لكن بفضل دعم قيادتنا الرشيدة، وثقتهم الكاملة بنا منحتنا القوة الكافية لتحدي هذه الصعوبات، خصوصا أن هذا الأمر يشكل عبئا علينا نحن الشباب لنكون مثالا يحتذى به في هذا المجال تحديدا، وأن نبدأ بإجراء تغييرات إيجابية في المنطقة.

 

  • ما الصعوبات التي واجهتك خلال قيادة الفريق العلمي الإماراتي لاستكشاف المريخ؟

الصعوبات التقنية هي من أكثر التحديات التي واجهتنا، فتطوير مسبار للوصول إلى المريخ ليس بالأمر السهل، وخلال مدة زمنية قياسية تصل إلى 7 سنوات، بينما تعمل دول أخرى على تطويره خلال مدة زمنية تتراوح بين 10و12 عاما، تحدٍّ آخر واجهناه خلال تحديد المهمة العلمية، حيث تستغرق عادة عاما كاملا لتحديدها، بينما لم يكن أمامنا إلا 100 يوم، أيضا نواجه تحديات يومية لتطوير المهمة، والخروج بأفكار جديدة لخدمة طريقة تطوير المسبار.

 

  • من الذي يدعم سارة الأميري، خصوصا أنك حققتِ إنجازات كثيرة في سن صغيرة؟

قيادة دولة الإمارات وضعت الأساس من ناحية التعليم، المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، شجع المرأة على العمل إلى جانب الرجل، وعمل على تمكينها في المجتمع، فأي إماراتي ناجح خلفه قيادة رشيدة وفرت له كل وسائل الدعم العلمية والتعليمية والمعنوية.

 

  • أطلقت مجلة هي هاشتاغ #تملك_الوقت .. ماذا يعني لكِ الوقت؟ وما أسعد أوقاتك؟

الوقت بالنسبة لي يساوي الإنتاجية، خصوصا أننا نملك وقتا قياسيا لإنجاز الكثير، أما أسعد أوقاتي، فيتمثل في تخطي تحديات في تطوير مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ، ولا أخفي أيضا أوقاتي السعيدة برفقة ابني وابنتي.

 

 

 

  • صادف يوم المرأة الإماراتية يوم 28 من أغسطس الماضي .. ماذا تقولين لها؟

المرأة الإماراتية اليوم تجاوزت مرحلة التمكين، والاحتفال بيوم المرأة الإماراتية هو الاحتفال بإنجازات الدولة على جميع الصُعُد، حيث وصلت إلى هذه المرحلة بفضل إنجازاتها وذكائها ودعم القيادة الرشيدة.

 

  • ما هواياتك المفضلة؟

تضحك وتقول: العمل .. لطالما كان شغفي منذ طفولتي.

 

  •  إلامَ تطمح سارة الأميري؟

الوصول إلى المريخ.

 

  • مقولة دائما ترددينها.

هي مقولة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي يقول فيها: "لا تمارس عملك كموظف، بل مارسه كقائد يحب وطنه، وكصانع يعشق صنعته، وكفنان يبدع فنه".