المخرج التشيكي يوري مينزل لـ "هي": جوائز الأوسكار "دعابات" وليست معياراً لتقييم الأفلام

يعد المخرج التشيكي يوري مينزل أحد أهم المخرجين في دولة التشيك، لكونه حاصل علي جائزة الأوسكار عام 1968 عن فيلمه "مراقب القطارات"، حيث يتواجد "مينزل" حالياً في شرم الشيخ، لمشاركته كرئيس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في الدورة الأولي لمهرجان "شرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية"، حيث التقته "هي" علي هامش المهرجان، واستعاد ذكريات حصوله علي الأوسكار، وكشف رأيه في مسار الجائزة حالياً، وأوضح أسباب عدم انتقاله للعمل بالسينما الأمريكية بعد أن أصبح مخرجاً عالمياً في شبابه.

كيف تُقيم تجربتك كرئيس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان وليد يتحسس خطواته الأولي؟

لا أتعامل مع المهرجانات من حيث أسمائها أو عمرها الفني، بل أتعاطي مع السينما ككيان لعشقي لها وإدراكي لقيمتها أينما تواجدت، ولذلك لا أتردد في حضور المهرجانات السينمائية حال دعوتي إليها، أما عن مهرجان شرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية فأنا سعيد بوجودي فيه وترأسي للجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، واستمتعت بمشاهدة 4 أفلام حتي الآن، ولكني لن أتمكن من إبداء رأيي فيهم لحين إعلان أسماء الأفلام الفائزة في حفل الختام.

بما أنك حاصل علي الأوسكار عام 1968.. ما رأيك في مسار الجائزة حالياً؟ وهل أصبحت السياسة تحكم اختيارات الفائزين فيها خلال الفترة الأخيرة؟

الأوسكار باتت عنصر جذب للجمهور نحو مشاهدة الأفلام، ولكنها ليست معياراً لتقييم الأعمال السينمائية من حيث جودتها، لأن هناك أفلام سيئة حصلت علي جائزة أفضل فيلم، وأخري جيدة لم تنل أي جائزة علي الإطلاق، ومن ثم أعتبر الجوائز في المهرجانات والمسابقات دعابات ليس أكثر، ويظل رأي الجمهور هو الفيصل في عملية التقييم، وأود أن أعترف بأن فيلمي "مراقب القطارات" الحاصل علي الأوسكار لم يكن أفضل الأفلام حينها، ومع ذلك فاز الفيلم بالجائزة، وهذا ما يعد خير دليل علي كلامي.

معني كلامك أن هناك أفلام تتعرض للظلم في المهرجانات والمسابقات؟

نعم، ولكن لابد ألا ييأس صناعها، لأن تلك الجوائز ما هي إلا لعبة لجذب الإنتباه، ولكنها لا تحمل الحقيقة أحياناً.

كيف تابعت خطأ مقدمي حفل الأوسكار الأخير حينما تم الإعلان عن فوز فيلم "لا لا لاند" قبل أن يتبين أن الفيلم الفائز هو "مون لايت"؟

المشهد العام علي المسرح برمته كان غريباً، لأن مُقدم الجائزة كانت ملامحه الشكلية متغيرة، ويبدو أن كبر عمره ساهم في ظهوره بتلك الهيئة،  ولكني تساءلت حينها: "لماذا ظهر بهذا الشكل؟" والأخطاء في الحفلات واردة، ولكنها كانت غريبة في الأوسكار. 

لماذا لم تنتقل للعمل بالسينما الأمريكية بعد حصولك علي الأوسكار منذ نصف قرن تقريباً؟

أنا شخص وطني محب لبلدي، لأني عشت فيها وحققت نجاحات علي أراضيها، وبالتالي لم أفكر في الإنتقال للولايات المتحدة الأمريكية للعمل فيها.

وهل كان لحصولك علي الجائزة إنعكاس إيجابي علي السينما التشيكية؟

أعتبر نفسي محظوظاً لحصولي علي الأوسكار، بعدم قام منتج وموزع إيطالي بعرض الفيلم في أمريكا، ولاقي حينها إعجاب الجمهور والنقاد هناك، ولكن السينما التشيكية كانت محط أنظار دول أوروبا وأمريكا، لأننا كنا نقدم أعمالاً رائعة، وحقاً افتخر بإنتمائي إلي هذه السينما العظيمة.

وما أسباب اختيارك للكوميديا كتيمة لأغلب أفلامك السينمائية؟

لأن الكوميديا أفضل وسيلة للتعبير عن المشاعر الإنسانية، وتظل مترسخة في ذهن مشاهديها أكثر من الدراما العادية، ولنا في أفلام "شارلي شابلن" خير دليل، ومع ذلك لا أجد للكوميديا مكان في المهرجانات الفنية، ولا أدري سبب تلك الحالة التي تحزنني كثيراً، خاصة وأن الكوميديا تساهم في رفع الروح المعنوية للشعوب، وأذكر أن روسيا عندما احتلت التشيك قبل سنوات طويلة، اتخذ الشعب التشيكي من السخرية سلاحاً للدفاع به عن أنفسهم، لأن دولتنا لم تكن تمتلك لجيش قوي حينها، وبالتالي لابد أن نعي أهمية الكوميديا ودورها الفعال في المجتمعات البشرية.