ياسر جلال لـ"هي": "ضل راجل" ليس مأخوذا من قصة حقيقة وحرصنا على تقديم موعظة للجمهور

نجح الفنان ياسر جلال هذا العام في الابتعاد تمامًا عن نوعية الشخصيات السابقة التي قدمها في رمضان على مدار أعوام متتالية، حيث قدم  شخصية الأب "جلال" بمسلسل "ضل راجل"، الذي يتعرض للصدمة بعد أن أكتشف نبأ حمل ابنته وتعرضها للاعتداء من قبل شخص مجهول، وتتصاعد الأحداث ويتعرض للكثير من المشاكل والأزمات بسبب هذا الأمر، وشاركه في بطولة هذا العمل عدد من النجوم وهم، نور اللبنانية، ومحمود عبد المغني، ونرمين الفقي.

وفي حوار خاص لـ"هي" تحدث الفنان ياسر جلال عن تفاصيل شخصية"جلال" والتي جسدها ضمن أحداث مسلسل"ضل راجل"، كما يكشف عن تأثره بعدد من المشاهد الصعبة في العمل، كما يتحدث عن رأيه في المنافسة مع زملائه هذا العام.

مع بدء العرض الثانِ مباشرة لمسلسلك الجديد"ضل راجل" بعد عرضه في رمضان.. حدثنا عن الأصداء التي وصلتك عن هذا العمل؟

كل الآراء التي وصلتني من بداية عرض العمل وحتى الأن كانت تتحدث عن مدى أهمية القضية التي تطرقنا  لها، ومدى أهمية إننا ناقشنا قضية اجتماعية تهم الأبناء وما يدور حولهم، وبصراحة توقعت هذا التفاعل مع العمل، ورأيت ذلك مع كل حلقة وحدث جديد، وكانت هناك حالة من التعاطف مع الشخصيات التي تعلق بها المشاهد، وما يحدث لهم، وأعتقد أيضًا إنه حاز على اهتمامهم نظرًا للمستوى الفني الذي قُدم بالعمل، وشعروا بمدى اقترابه وواقعية أحداثه بشكل كبير، وسعيد للغاية بعرض المسلسل مرة أخرى مباشرة بعد انتهاء عرضه بوقت قصير للغاية.

قدمت العام الماضي مسلسل "الفتوة" والذي بذل به مجهود كبير.. فهل قرار تقديم مسلسل "ضل راجل" هذا العام كان سهلاً أم أتخذت بعض الوقت لحسم قرارك؟
 
أخذت الكثير من الوقت والمجهود لحسم قرار المشاركة بمسلسل "ضل راجل"، فقد قرأت عدد كبير من الأفكار والسيناريوهات، من أجل الاقتناع والوقوف على هذا العمل، وحتى استطيع اتخاذ القرار الصحيح والذي يتناسب معي من وجهة  نظري، وهذا القرار أخذ الكثير من وقتي وذهني لحسم الأمر، ولقد بذلنا به مجهود كبير على كافة المستويات حتى يخرج كما شاهده الجمهور، وأعتقد أن القرار كان صحيحًا بعدما شاهدت ردود الأفعال، ومدى أهمية القضية المطروحة.

قدم العمل قضية اجتماعية جريئة تتقارب مع الواقع ..فهل كان "ضل راجل" بمثابة جرس إنذار لكل أسرة؟

أعتبر "ضل راجل" بمثابة عظة كبيرة، فالقضية التي تمت مناقشتها لمست الكثير من الأسر المصرية والعربية، فأي شخص لديه أسرة، رأى نفسه وتأثر بهذا العمل، ومن وجهة نظري هذا هو الغرض والقصد من الأعمال الدرامية، أن يرى الجمهور أمامه موقف فيتعلم منه، ويرى ما يحدث من أخطاء حتى لا يكررها مرة أخرى، وفي هذا العمل وجد الأب"جلال" نفسه أمام كارثة تخص ابنته ومستقبل أسرته، فدافع عنها بكل قوته، وهذا هو التصرف الطبيعي من أي شخص تجاه أبنائه.

شعر الجمهور إنه أمام قصة حقيقية واقعية قد حدثت بالفعل ..فهل بالفعل "ضل راجل" قد تكون قصة حقيقية؟

وصلتني هذه الأقاويل، فقد ظن البعض إنها قصة حقيقية حدثت بالفعل، وقد يكون شعر المُشاهد بذلك من شدة اقتراب الشخصيات من الجمهور، ومدى مصداقية العمل وشدة إتقان الممثلين لأدوارهم وإيصال إحساسهم في جميع المشاهد، لكن العمل بأكمله من خيال الكاتب، وقدمها وفقًا لوجهة نظره ليتأثر بها المشاهد، وهذه  الأحداث تحاول للحد من الأخطاء التي يقع بها الأبناء أو الأسرة بأكملها، وما يشغلني هو أن يستفاد الجميع من ما حدث، والمحافظة على استقرار الأسرة وتجنب أي مؤثرات خارجية قد تضر بها.

تأثر الجمهور بعدد كبير من المشاهد الصعبة التي تعرض لها الأب "جلال" ومن بينها لحظة معرفته بما تعرضت له ابنته..فحدثنا عن المشاهد الصعبة التي تعرضت لها في هذا العمل ومدى تأثرك بها؟

هذا العمل تحديدًا ضم الكثير من المشاهد التي تطلبت انفعالات وحزن وتأثر "جلال" بما حدث لابنته، وخاصة المشاهد الخاصة بسماعه لأمر حمل ابنته، وبما تتعرض له أٍرته،  وبذلت أقصى جهد واجتهاد لدي حتى أضفي المصداقية على الشخصية ليصدقها الجمهور، ويتفاعل ويتأثر بما يحدث، وليس هناك مشهد بعينه لكن كانت هناك الكثير من المشاهد التي اعتمدت على المشاعر وردود الأفعال الصعبة والمؤثرة.

ساهمت أيضًا أغنية "عملتي فيا إيه" بصوت أحمد سعد في تأثر الجمهور وتعاطفهم بالموقف الصعب الذي تعرض له الأب"جلال".. فمن صاحب اختيار هذه الأغنية وكيف وجدت التفاعل معها؟

في البداية تفاجأت من ردود الفعل حول الأغنية، وطريقة استقبال الجمهور لها والتفاعل معها لهذه الدرجة، وكانت قد اتفقت الشركة المُنتجة للعمل مع المُخرج حول الأغنية، وتم العمل عليها مع الفنان أحمد سعد، الذي أعتبره مطرب كبير على المستوى الفني والإنساني، وعندما استمعت لها لأول مرة وجدتها مؤثرة وبها شجن كبير وتأثرت بها كثيرًا، وما أسعدني إنها ليست مقحمة على الأحداث، بل مناسبة لها تمامًا، خاصة إنها تم تنفيذها مع المشاهد التي تجمع الأب بأبنته فجاءت مؤثرة.

هذا هو التعاون الثانِ الذي يجمعك بالمُخرج أحمد صالح والتعاون الأول مع المؤلف أحمد عبد الفتاح.. فحدثنا عن تعاونك معهما في "ضل راجل"؟

استفدت كثيرًا من التعاون مع المُخرج أحمد صالح، فهو مُخرج صاحب خبرة وموهبة حقيقية، ولديه أكثر من تجربة ناجحة، والعمل معه في "ضل راجل" كان ممتع للغاية، وأعتبره أستاذ كبير في الإخراج، ونجح في إيصال الرسالة التي كنا نرغب في توصيلها للمُشاهد، أما المؤلف أحمد عبد الفتاح فيجب أن أشيد بالفكرة والأحداث التي قدمها لنا، فتأثر الجميع بالمشاهد الصعبة التي كتبها، والتي كانت بها الكثير من الدقة والمصداقية، وجعلت المشاهد يتأثر بكل مشهد ويصدق الحوار بين الأبطال والأحداث والوقائع التي تحدث، وأرغب أيضًا في الإشادة بأبطال العمل نور، ومحمود عبد المغني، ورنا رئيس، ونرمين الفقي، وكافة عناصر العمل، كلاً منهم قدم دوره على أكمل وجه.

بعد انتهاء عرض الأعمال الدرامية وحقق بعضها النجاح وأخفق البعض الأخر..كيف وجدت المنافسة مع  عدد كبير من النجوم هذا العام؟

أرى دائمًا أن الفن بعيد تمامًا عن ذلك، فالفن من وجهة نظري هو استمتاع بما يشاهده المُتلقي من صناع هذه المهنة، والجمهور لا يتمتع بذوق واحد، بل لكل شخص ذوقه الخاص في المشاهدة، و الساحة الفنية تتسع للجميع، وجميع فناني ونجوم مصر يقدمون ألوان مُختلفة يستمتع بها الجمهور، وإلي جانب المُتعة يقدمون تعليم وتوعية لأشياء لا يعلمها المُشاهد، وأرى دائمًا مجهود كبير من الفنانين وصناع هذه المهنة لخروج أعمالهم على أفضل نحو، وفي النهاية الجميع يتشارك في هدف واحد وهو الرغبة في إضفاء السعادة والبهجة على الجمهور.

قدمت عدد كبير من الأعمال على مدار سنوات طويلة هي مشوارك الفني لكن تتحدث دائمًا أن مسلسل "ظل الرئيس" هو الأقرب إلي قلبك..فلماذا؟
 
أحب جميع أعمالي، وأعتز كثيرًا بذكريات كل عمل والتفاصيل الخاصة به، وأسهم كلاً منهم في صناعة اسمي، وكسب المزيد من احترام وحب الجمهور، لكن بذكرك لـ"ظل الرئيس" فهذا العمل بالفعل يتمتع بمكانة خاصة بداخلي، لأنه كان محطة هامة وخطوة أعتز بها كثيرًا في مشواري الفني، لذلك يشعر الجميع بمدى أهمية هذا العمل بالنسبة لي.

هل حددت خطواتك المُقبلة بعد مسلسلك الأخير "ضل راجل"؟

هناك مسلسل"الديب"، وهو من الأعمال التي ستعرض عبر منصة "Watch it" الإلكترونية، وأتمنى نجاح هذا العمل، وأن ينال إعجاب الجمهور وقت العرض.

كيف تقضي وقت فراغك بعيدًا عن التصوير؟

مع أسرتي وأبنائي، فأنشغل كثيرًا بالتصوير لأشهر عدة، لعرض الأعمال في رمضان، لذلك أحرص على قضاء أكبر فترة ممكنة معهم، قبل الإنشغال في تحضير أي عمل جديد.