الفنانة والكاتبة الإماراتية عليا الشامسي لـ"هي" : لدينا موروث ثقافي لا يمكن تقدير ثمنه والمستقبل في الجيل القادم

تُعتبر عليا الشامسي من أبرز الشخصيات الثقافية البارزة والموقرة في الإمارات العربية المتحدة والمنطقة. فهي مصورة، وفنانة وكاتبة، ومديرة البرامج الثقافية بالإنابة في متحف اللوفر في أبو ظبي. الشامسي حاصلة على جائزة المجلس الثقافي البريطاني الدولية للقيادة الثقافية، وعلى لقب فنانة الإمارات في العام 2011 ، كما أنها حاصلة على شهادات في الدراسات الفنية والمتاحف.

في هذا الحوار الممتع، تكشف الشامسي لقارئات “هي” عن انعكاس خلفيتها الإيطالية والإماراتية على أعمالها الفنية، إضافة إلى نبذة عن مسيرتها المهنية، ومشاريعها المسقبلية.

كيف ومتى اكتشفتِ عشقك للشعر والكتابة؟ وما الذي أسهم في نمو هذه الموهبة؟

بدأت محبتي للشعر بفضل أستاذ نجاد أستاذ اللغة العربية في مدرسة المواكب الذي كان يشاركنا أشعار نزار قباني ومحمود درويش وغيرهم من خارج من إطار المنهاج. وبعد مرور 20 عاما على تخرجي، وبعد الانتهاء من كتاب الشعر كان من أوائل من أشاركه الكتاب قبل نشره. هذه قصة اكتشافي للشعر. وأما كتابة الشعر، فقد بدأت في مذكراتي الخاصة إلى أن أعدت النظر في ما كتبت ووجدت شيئا جديرا بالمشاركة. وفي مساء يوم بباريس قررت أن أبحث عن صالون أدبي. وجدته بمكتبتي المفضلة بالقرب من كاتدرائية نوتردام. وفي وسط جمهور لا يعرفني شاركته بشعري. ومن هنالك قررت العمل على كتابة الشعر.

أخبرينا عن خلفيتك الدراسية، وكيف طوّرتِ موهبتك في عالم الكتابة والشعر؟

تخرجت في أستراليا ببكالوريوس في التصوير، وتخصصت في التصوير الصحفي، ومن ثم التحقت بماجستير في التصوير في بريطانيا، ودرست هذه المادة في الجامعة الأمريكية بالشارقة، وفي الوقت نفسه كنت أعمل بالجريدة.

كنت أحكي أو أسرد القصص من خلال الصور، واليوم لم يتغير شيء غير أنني قررت أن أجرب التعبير من خلال كتابة الشعر.كلها وسائل للتعبير عن النفس، وكل واحدة تكمل للأخرى.

إضافة إلى الكتابة والشعر، تهوين التصوير الذي تخصصت فيه أيضا. أين تجدين نفسك أكثر في الكتابة أم في التصوير؟

حسب الإيحاء توجد كلمات جديرة أن تكتب، وفي الحين الآخر قد لا توجد كلمات للتعبير، فتكون الصورة أجدر.

ما أنواع الكتب التي تهوين قراءتها؟ أخبرينا عن أحدث كتاب قرأتِه وترك فيك أثرا عميقا.

الفلسفة وعلم النفس، وطبعا الشعر، ولا سيما الشعر الحديث.

هل من كتّاب محليين وعالميين مفضّلين لديك؟ من هم؟ ولماذا؟

"منطق الطير" لفريد الدين العطار.

"الرسول" لجبران خليل جبران.

"كنا أولادا" لباتي سميث.

"فرانكشتاين" لماري شيلي.

في عام عام 2011 ، حصلتِ على جائزة المجلس الثقافي البريطاني الدولية للقيادة الثقافية ومن ثمة على لقب فنانة الإمارات. ماذا تعني لك هذه الألقاب والجوائز؟ وأين تكمن أهميتها؟

الألقاب تقدرك، ولكن التقدير الحقيقي والحافز سيكون دوما أن أفعل ما أحبه والعمل فيه.

كونك تأتين من خلفية ثقافية إيطالية وإماراتية، كيف انعكس هذا المزيج الثقافي المميز في أعمالك وكتاباتك؟

الحياة نظريات، وكوني من ثقافتين مختلفتين، يعطيني الإمكانية لعيش الحياة من خلال عدسات مختلفة وفهم وجهة نظر الآخرين واحترامهم. فأنا مثال لالتقاء حضارتين، والعيش في تسامح وتبادل ثقافي. قد يكون هنالك الكثير من التشابه، ولو كان هناك اختلاف. فالإنسانية هي الأساس ولو اختلفت الشعوب.

كيف تصفين المشهد الثقافي في الإمارات وفي الخليج بوجه عام؟ وكيف تنظرين إلى مستقبله؟

المشهد الثقافي غني، ولدينا موروث ثقافي لا يمكن تقدير ثمنه، ولكن المستقبل في الجيل القادم. أرى أن هذا الجيل الجديد ليس محدودا بالخليج، ولكن بإرادته وعزيمته على دخول الحلبة العالمية للثقافة. ومن خلال اختراقه في الساحة الثقافية العالمية سيفتح المجال للموروث الثقافي كذلك، ومن ثم لفت انتباه الجمهور غير العربي والتبادل الثقافي الذي سيحدث من خلال دخوله للعالمية.

مواقع التواصل الاجتماعي ونمط الحياة السريع الذي نعيشه، أبعد الجيل الجديد عن القراءة، ولا سيما في اللغة العربية. ما رأيك في هذا الواقع؟ وبالنسبة إليك، ما أبرز التدابير التي يجب اتخاذها في المجتمع العربي للحفاظ على لغتنا؟

أنصح بالقراءة خارج المنهج المدرسي للمتعة، وعلى الأهالي ترك اختيار الكتب للطفل ولاهتماماته. وفي الوقت نفسه يتذمر الأهالي لأن الطفل لا يقرأ، وفي الحين ذاته نرى الأهالي لا يقرؤون. فالجدير بالأهل أن يكونوا القدوة للطفل.

ما مشاريعك المستقبلية؟

بدأت كتابة مجموعة من القصص القصيرة، وقد يكون كتاب 2021 ، سنرى.