سمر غراب لـ "هي": البحث العلمي افتراضات ونظريات والباحث يجد الحلول ويحولها من النظرية للعملية

العلم خير من المال، فالعلم يحرسك وأنت تحرس المال " عبارة أضافت الكثير. ل سمر غراب في رحلتها الدراسية، والتي بدأت عام ٢٠١٦ عندما قررت سمر غراب إتمام دراستها العليا على نفقتها الخاصة. رغم مرور فترة زمنية ليست بالقصيرة لانقطاعها عن التعليم وتوجهها للعمل الخاص. لعبت الصدفة دورا في اختيارها لدراسة إدارة الموارد البشرية، حيث بدأت بدراسة International business لكن، سرعان ما أدركت أن هذا التخصص ليس ما تحب، فقررت استشاره أحد المسؤولين في جامعة university of Westminster في لندن فأعطاها كتابا للقراءة ليعينها على اتخاذ قرارا بشأن مستقبلها الدراسي وتخصصها وسرعان ما وجدت نفسها منغمسه في دراسة تخصص إدارة الموارد البشرية.

حدثينا عن تجربتك الدراسية في لندن وما التخصص الذي تدرسينه؟

 تساعد دراسة الموارد البشرية المهنيين على تقييم وفهم دقيق لطبيعة الموظفين والمدراء على حد سواء. هذه الدراسة وسعت آفاقي وأحببت هذا التخصص جدا، بعد أن قرأت عّنه وأصبح لدي شغف في البحث والقراءة في هذا المجال وتعلمت أن البحث العلمي هو افتراضات ونظريات والباحث هو من يجد الحلول ويحولها من النظرية للعملية. ومن ثم وجدت أن دراسة الماجستير لا تكفي طموحي، لذلك سأتمم دراسة الدكتوراه في هذا المجال أيضا فنحن الآن في العصر الذهبي للمرأة السعودية برعاية جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله. ومن يدري، ربما قد أصبح يوما ما وزيرة الموارد البشرية وأخدم وطني.

 دراستي مشوقة جدا وغيرت جميع أنماط تفكيري وأصبح لدي قدرة مع الرغبة في تعليم وتثقيف مجتمعي خاصة المرأة. إذ زاد حماسي عندما مكن جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله المرأة في جميع المجلات وساوى بين المرأة والرجل في العمل والحقوق ودعم سمو الامير ولي العهد محمد بن سلمان حفظه الله هذا التوجه ويسر كل السبل الممكنة للمرأة السعودية كي تقوم بواجباتها الحقيقية تجاه المجتمع

ما لنصيحة التي تقدميها للمقبلين على دراسة هذ التخصص؟ 

من الضروري أن يتعلم الطالب المبادئ الأساسية للتوظيف، مثلا كيف يجب أن يتصرف مدير التوظيف أثناء المقابلة أو عند تعيين موظفين جدد وأن يكونوا على دراية كافية بأهمية العلاقة بين الموظف وإدارته. وإن كنت ترغب في الارتقاء بحياتك المهنية إلى مستوى أعلى، فمن المفيد متابعة دورة الدراسات العليا في إدارة الموارد البشرية."

الموارد البشرية هي نقطة ارتكاز وسطية بين الإدارة والموظفين لذلك هو مركز التوازن في المنظمة. إدارة الموارد البشرية تؤدي دور فعال في بناءً السمات الشخصية والمهارات الأساسية المطلوبة للوظيفة وتحفيز الإبداع في العمل سواء أكان موظفا او مديرا على هذا النحو.

أنصح الجميع بدراسة هذا المجال وإن لم تكن على مستوى الدراسات العليا فبعض الكورسات القصيرة تساعد في

التغلب على كثير من الصرعات داخل المؤسسة او الشركة التي غالبا ما ترجع أسبابها للاختلافات الطبيعية التي تكون البشر من أفكار وثقافات ومعتقدات وعادات وحتى أنماط معينة تؤثر على خطة سير العمل. لذلك على مدير التوظيف أن يكون ملماً وقادرا على استيعاب كل هذه التناقضات وحلها من خلال تطبيق المهارات الإدارية الصحيحة واداء عمله كمدير توظيف بشكل احترافي.

هل لديكم مشاركات في الأنشطة الجانبية خارج المنهج الدراسي؟

شاركت في عدد من النشاطات داخل وخارج نطاق الجامعة. على سبيل المثال حضور ندوات لتدريب القادة وحضور بعض المؤتمرات الخاصة بإدارة الموارد البشرية حيث تقدم كثير من الشركات العالمية ندوات ومحاضرات حول عدد ونوعيه فرص العمل للطلاب حاملين رسالة الماجستير لاكتساب الخبرات والمهارات.

أشارك بين الحين والآخر في منصة " ريادية " لإحياء المناسبات الوطنية كالعيد الوطني السعودي وعيد الفطر وعيد الحج.

كما شاركت في فعاليات culture caravan التي تقيمه جامعة من جامعات لندن العريقة لتبادل الثقافات والتعريف بعاداتنا وديننا وتقاليدنا. كما أنني عضوة في معهد تشارترد لتطوير الموظفين (CIPD) هو الهيئة المهنية الرئيسية لاعتماد ومنح مؤهلات الموارد البشرية المهنية (HR).   وكثير من النشاطات الأخرى.

كيف تصفين التمكين الذي تعيشه المرأة في السعودية وما تأثيره عليك؟

 أنا انسانة متفائلة بطبعي ودائما أثق في المستقبل وكنت أشعر أنه يوما ما سيتغير كل شيء، وستأخذ المرأة السعودية حقوقها كاملة ولا ننسى أننا أكثر من نصف المجتمع وتلتف حولنا دولتنا كما نحن حولها دائما. الحمد لله أنصفنا سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه وكلنا نعلم جيدا أن جلالة الملك ليس ملكا فقط ولكنه أب وأخ ولديه من الثقافة والعلم والمعرفة ما يجعله قادرا على التغير. وحدث ما أراده الله ثم ما رغبه ملكنا الكريم سلمان بن عبد العزيز وتحققت أحلام كل امرأة سعودية برؤية قائد المستقبل وعراب رؤية ٢٠٣٠ سمو الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ووفقه. إذ ازداد حماسي وكبرت أحلامي وما كنت أظنه مستحيلا أصبح ممكناً فالمرأة التي تقود سيارتها وتعتمد على نفسها، فمن تعلمت أن قيادة السيارة في فترة وجيزة تستطيع أن تكون قائدة في عملها ومبدعة في إنجازه.  كان لهذا التمكين أثر كبير في تغير رؤيتي للمستقبل وكامرأة سعودية تتطلع لخدمة وطنها ومجتمعها وأكون ذا فائدة لوطني ومجتمعي وخاصة المرأة السعودية.

اليوم بفضل قيادة مملكتنا الرشيدة أصبحت المرأة السعودية سفيرة وعضو مشرف في مجلس الشورى لها مواقفها وكلمتها. وهذه البداية وعلى المجتمع دعمها لنسير يدا بيد مع حكومتنا الرشيدة لازدهار المجتمع السعودي. وهذا ما دفعني لاختيار عنوان رسالة الماجستير "تدريب وتهيئة مديري ومسؤولي القطاعات التعليمة والشركات العامة والخاصة في المملكة العربية السعودية" لخلق كوادر مدربة جيدا للنهوض بها وتطويرها وقد دفعتني هذه النهضة والتمكين لإكمال تعليمي والتقدم لتحضير رسالة الدكتوراه في إدارة الموارد البشرية بعنوان رسالتي" ربط التدريب الإداري والقيادة بالتحول التنظيمي من خلال تطوير المستوى التنظيمي للمشاركة".

أبرز المعوقات التي صادفتك كطالبة وكيف تغلبت عليها؟

 كثيرة هي الصعوبات التي واجهتني خلال دراستي هنا في بريطانيا خاصة في السنة الأولى لدراستي، ليس من السهل التأقلم مع مجتمع جديد مختلف كليا عن مجتمعاتنا وعاداتنا وقيمنا. لذلك وقفت في البداية أرقب هذا المجتمع ولكن ما سرعان أن انخرطت في الدراسة وكونت صداقات كثيرة وتعرفت على القوانين وما هو المسموح وغير المسموح. حتى الحرية لها قيود، تعلمت ان حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين. لا يوجد نجاح بدون صعوبات وتحديات حتى داخل بيوتنا هناك تحديات وصعوبات ولكن دائما ما ينتصر الإصرار والصبر والتحدي وتوفيق الله قبل كل شيء.

كيف تصفون تجربتكم في التعايش مع جائحة كورونا؟

 كانت أيام مخيفة حيث كان الجميع في صدمة وقلق وخوف. وكانت أسئلتي تدور حول ما إذا كان هذا الذي يحدث حلما أم حقيقة؟؟ وأن أي تهديد لحياتنا هو عائق بحد ذاته لأهدافنا. تعلمت من دراستي إدارة الموارد البشرية أن التفاصيل ليست مهمة وأن تحقيق الأهداف ليس سهلا بل يحتاج صبر ا وجهدا كبير تقوم به هو الحافز وعلى إيجاد ذلك الحافز بنفسي، ولكن القلق كان يتسلل دائما الى قلبي وأكثر ما كان يقلقني هو البعد عن الأهل.  ولكني تذكرت حديث لرسول الله " إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع ". فكرة الدراسة عن بعد بحد ذاتها والاختبارات فكرة مقلقة، ولكنها كانت مؤثرة وجميلة فهي توفر الوقت الذي هو أساس كل شيء. ولكن بفضل الله ثم بفضل والدتي ودعائها أصبح كل شيء سهلا وميسرا، وتفرغت لكتابة رسالتي وهنا اعترف أن جائحة كورونا كانت تجربة مثيرة وتعلمت منها الكثير.

وكنت احمد الله كل يوم على أني بصحة جيدة، علمتني جائحة كورونا، أن طلب العلم لا ينال براحة ولا سهولة فهو تحدي لكل الظروف وتغلب على الصعاب.

أستطيع أن اقول أن عام ٢٠٢٠ بالنسبة لي لم تكن سنة عادية بل تحقق فيها أجمل حلم حلمت به يوما وزادت من قدرتي على تحديات كل الظروف.

 ما لذي تحلمين بتحقيقه؟

سأل أحد العلماء " إلى متى تطلب العلم؟ فقال " لعل الكلمة التي تنفعني لم أكتبها بعد"

كان عنوان رسالة الماجيستير " تدريب وتهيئة مديري ومسؤولين القطاعات التعليمة والشركات العامة والخاصة في المملكة العربية السعودية لخلق كوادر مدربة جيدا للنهوض بها" وحلمي أن أكمل دراسة الدكتوراه في بريطانيا وأن اكون فخرا لوطني ووالدي واهلي ومجتمعي وان أعلم، أدرب، أثقف مجتمعي وأبناء وطني. وأن أكون قدوة لجيل المستقبل، وأنه لا شيء مستحيل ودائما نستطيع أن نبدأ من جديد.

أتمنى من الله التوفيق والسداد في رسالتي الدكتورة إن شاء الله التي ستكون تتويجا لنجاحي وتفوقي في الماجستير. ورسالة الدكتورة ستكمل مسيرتي في مجال تدريب الموارد البشرية التي هي المحور الأساسي لتحقيق رؤية ٢٠٣٠ انشاء الله.