حتّى السحر راقٍ مع كارتييه Cartier

عرضت دار "كارتييه" Cartier في المتحف الوطني في طوكيو مجموعة المجوهرات الراقية الجديدة "ماجيسيان" Magicien التي تتلاعب بالأوجه المتعددة للأحجار المتألقة في خدع بصرية تخطف الأنفاس وتأسر الخيال. الماس واللؤلؤ والياقوت والزمرد والصفير وغيرها من أجود أنواع الأحجار الكريمة رصّعت معادن نفيسة في تصاميم مدهشة أشبه بخدع نسجها ساحر "كارتييه" بعصاه السحرية. تتلاعب التصاميم بالأضواء والألوان والظلال لتخبرنا عن ثلاثة أنواع من السحر: سحر النور، حيث تعكس القطع لمعان الأحجار كنجوم تتلألأ في الليل، وسحر التصميم الذي يلجأ إلى اللاتماثل والتوازي والتموج لهندسة متحركة، وسحر الواقع في قطع مستلهمة من الطبيعة الخلابة. المجموعة سحرية لأنها مفعمة بالحركة ومطعّمة بوهم الحياة. العين مخدوعة، لكن بهدف إلهام الخيال.

دعيت مجلة "هي" إلى الحدث الحصري في طوكيو، حيث اطلعنا نحن ونخبة من صحفيي العالم على القطع الباهرة في تجربة استثنائية وفريدة، في متحف طوكيو الوطني وتحديدا في Hyokeikan Gallery. وهناك قابلت "بيار رينيرو" Pierre Rainero  مدير "صورة الشركة وأسلوبها وإرثها" الذي أخذنا في جولة في أنحاء المعرض، وحدثنا عن قطع المجموعة التي استغرق العمل عليها سنتين تقريبا. يقول "العملية الإبداعية أطول مما قد نتوقعه، لأن الأحجار تتجمّع عندما تصبح متوفرة. بدأنا العمل على المجموعة مع جزء من المخزون. بعد ذلك، استغرق العمل سنتين تقريبا، ثلاثة إلى أربعة أشهر لإتمام التصاميم، وسنة ونصف السنة للإنتاج. وفي النهاية أنجزنا نحو مئة قطعة قررنا إطلاقها في فعاليتين منفصلتين بينهما بضعة أشهر".

أسلوب "كارتييه" يتميز بحس التوازن والتناسب والحجم. من الناحية الأسلوبية، كل قطعة تتلقى الاهتمام ذاته بغض النظر عما تعبر عنه. وهذا يطال أسلوب مزج الألوان الخاص بدار "كارتييه". تحيي المجموعة أيضا مصادر إلهام كلاسيكية مثل "توتي فروتي"، والنمر الأسود التي ظهرت فيها دروب إبداعية جديدة انعكست على التقوسات والحركة بدلا من هندسة الخطوط والزوايا.

استخدمت "كارتييه" البلاتين والذهب الأبيض للأساس. بالنسبة إلى الأحجار، اختارت في المقام الأول استخدام الماس، والصفير الأزرق والأخضر، والزمرد، والروبليت، والبيريل، والعقيق اليماني. يقول رينيرو "القطعة تولد من الحجر الذي سيبقى دائما جوهر القطعة. النور الذي يشع عبر الأحجار يخدع العين، وفي قلب عمل الصائغ سحر يتبلور. كل تصميم يسعى إلى خلق حياة من مواد جامدة، ومهمة الصائغ أن يمنح القطع حركة من خلال تقديمه تمثيلا رمزيا للحياة. من هنا جاءت فكرة إحياء الجماد، وهكذا فإن موضوع (كارتييه ماجيسيان) يتحدّث عن رؤيتنا للمجوهرات".

أما عن القطع الأكثر ابتكارا من حيث التقنية، فيقول رينيرو "القطعة الأكثر ابتكارا من حيث التقنية هي عقد (إنكانتاسيون) Incantation القلّاب بوجهين. الحجم يتشكل عبر نظام حصري طوّرناه في مشاغلنا. واستعملنا أيضا أساليب تنسيق وترتيب متنوعة للأحجار كما في عقد (لومينانس) Luminance لنخلق انسجاما متناغما عبر الفوضى. في طقم (باييت سولير) Paillettes Solaires، التحدي كان ترصيع الماسات الوردية القطع على تصميم كروي الشكل".

وعن سبب اختيار طوكيو لإطلاق المجموعة عالميا يقول "بما أنها مجموعة كبيرة جدا، فقد اخترنا تقديمها على مرحلتين: في فرنسا وخارجها. هذا العام اخترنا اليابان لارتباطنا الخاص بالبلد، وطوكيو لأنها مدينة تناقضات مع حوار متواصل بين التقليد والثورة. ولأننا نرغب في أن نتشارك مجوهراتنا (هذه القطع حقاً أعمال فنية) على أوسع نطاق ممكن مع زبائننا ومعجبينا. لذا الحدث في طوكيو كان مفتوحا أمام الجمهور".

 

باختصار مجموعة  "ماجيسيان" أو فن إبداع صياغة الأحجار الكريمة هي قوة الإبهار، حيث تستسلم العين لجمال رائع يقودها على الطريق، إلى عالم تحوّل فيه كارتييه الأحجارَ الكريمة والمواد الثمينة إلى إبداعات من صنع فنان فذٍّ موهوب.