تاريخ البروشات من الماضي إلى الحاضر

عادت دبابيس الزينة أو البروشات إلى الظهور بشكل ملفت للنظر في الموضة وعلى السجاجيد الحمراء، قطع المجوهرات التي لها تاريخ قديم ومثير للغاية.

 وفي التقرير التالي، نستعرض لكِ تاريخ البروشات من الماضي إلى الحاضر.

ولدت دبابيس الزينة في العصر البرونزي كدبابيس بسيطة تُستخدم لشبك قطع القماش ببعضها البعض، وتطورت تدريجياً حتى أصبحت من قطع المجوهرات الأساسية الساحرة التي تزين الفساتين والعباءات والأوشحة في يومنا هذا.

البروش على حزام الخصر

صنعت النسخ الأولى من الدبابيس من الأشواك، في حين أن القطع التي عثر عليها علماء الأثار، كانت مصنوعة من معدن يعود تاريخه إلى العصر البرونزي، ومع ذلك، تحولت الدبابيس إلى قطع أكثر جاذبية بحلول الفترة البيزنطية، على الرغم من أنها كانت لا تزال تُلبس بشكل كبير لإغلاق الأوشحة، والتي تطورت لاحقاً إلى أنماط زخرفية أكثر يتم ارتداؤها لتجديد إطلالات ملابس اليوم.

-الدبابيس في عصر الفايكنج

 بروش سلتيك فضي شبه كروي اكتشف في إنجلترا ويعود تاريخه إلى أوائل القرن العاشر

استخدمت الدبابيس السلتية كقفل عباءة يحمله شعوب الفايكنج، ولوحظت أول دبابيس سلتيك في أيرلندا وبريطانيا في المرحلة المبكرة من فترة العصور الوسطى، إذ كانت عبارة عن دبوس طويل متصل بحلقة، بآلية بسيطة وذكية، إذ يتحرك الدبوس حول الحلقة المفتوحة، مما يسمح له بالمرور دون ثقب القماش.

 وكانت الدبابيس جزءاً من الملابس اليومية لكل من الرجال والنساء وصممت بمستوى متميز من الزخرفة يعكس مكانة الشخص في المجتمع.

أحد جنود الفايكنج بدبوس على صدره

-الدبابيس والملكة إليزابيث الأولى

في إنجلترا، من المحتمل أن تكون أول ملكة حوّلت الدبابيس من قطع للزينة إلى أزياء عصرية هي إليزابيث الأولى (1533-1603)، إذ ارتدت الملكة العذراء بروشاً معقوداً في أزيائها في معظم المناسبات الدينية.

الملكة إليزابيث الأولى ببروش على صدرها

في واقع الأمر كانت تميل فساتينها المزخرفة الفاخرة إلى أن تبدو مثل مئات من الدبابيس أو البروشات المخيطة معاً والمطرزة يدوياً بالعديد من الخيوط الملونة المختلفة في الفساتين التي كانت مزينة بالماس والياقوت وغيرها من المجوهرات الثمينة.

-دبابيس الحداد

مثل جميع أنواع مجوهرات الحداد، تُرتدى أو تحمل الدبابيس لإحياء ذكرى الأحباء الذين توفوا منذ القرن الـ16، فإن أن دبابيس الحداد في القرنين الـ18 والـ19انتقلت إلى مجموعة متنوعة من التصميمات والتفاصيل خلال ذروة شهرتها، والتي كانت تزين ذات الإطارات البيضاوية باسم المتوفى وتواريخ الميلاد والوفاة.

بروش حداد مصغر باللون البني الداكن مصنوع من الذهب الوردي

أما لإظهار الأناقة الثقافية في الجزء الأخير من القرن الـ19، كانت الدبابيس جزءاً من أدوات الموضة التي تشير إلى أن الفرد قد سافر عبر أوروبا في جولته الكبرى، إذ كان أفراد الطبقات العليا أثناء العطلة الأوروبية النموذجية، يتجولون في مدن فلورنسا والبندقية وروما الإيطالية، ويشترون قطع مجوهرات البروشات أو الدبابيس هذه، تذكاراً لرحلاتهم، والتي تضمنت صوراً رومانية عتيقة وصوراً صغيرة للحيوانات والزهور والطيور والحشرات.

-بروشات الحب في العصر الفيكتوري

خلال العصر الفيكتوري حتى الحرب العالمية الأولى بدأت النساء في ارتداء "بروشات الحب" أو ما كان عرفت أيضاً  بـ"دبابيس الحبيب"، والتي غالباً ما كانت هدية المغادرة التي قدمها الجنود لحبيباتهم، أثناء مسيرتهم إلى الحرب.

 بروش عتيق من العصر الفيكتوري من الياقوت الأزرق واللؤلؤ والذهب الأصفر

صممت "الدبابيس الحب" على شكل الأقمار والنجوم، وزينت بأحجار الراين والأوبال واللؤلؤ والتي كانت عادة ما تكون مرتبطة بموضوعات مثل الحب أو الروح أو الإخلاص.

ونظراً لأن هذه الحلي كانت خفيفة الوزن وتم صياغتها بالفضة مع طلاءات رائعة من الذهب الأصفر والذهبي الوردي، أصبحت هذه الهدايا التذكارية الصغيرة قطعة يمكن تقديمها كهدية أو اقتناء لجميع الطبقات الاجتماعية بعد ذلك.

-بروشات الفساتين

 خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، تم إقران هذه الفترة بأحدث نمط من الموضة وهي البروشات، لتزيين أحزمة العباءات والفساتين والياقات، أو حتى الأحذية أو حقيبة اليد والتي صنعت في البداية من البلاتين مع الماس اللامع، ثم مع زيادة شعبية قطع الدبابيس، أصبحت ترصع أيضاً بالأحجار الكريمة الملونة مثل الياقوت والزمرد.

-بروشات العصر الحالي

تطورت تصميمات البروشات على مر التاريخ كثيراً، حتى أصبحت في العصر الحالي غالباً ما تكون كبيرة الحجم، مكملة بإشراق الأحجار الكريمة اللامع، ومستوحاة من الزهور الطبيعية والحشرات والحيوانات، لتكون طريقة مثالية لعمل تناغم ساحر ما بين سحر الماضي وأناقة الحاضر.

بروش من الذهب الأبيض والزمرد والأونيكس والماس من cartier

بروش من الذهب الأبيض من مجموعة Fanfare مرصع بماسات بيضاء مستديرة وفصوص الياقوت الأحمر من garrard

واليوم، تتنافس أرقى دور المجوهرات الفاخرة لتصميم أجمل البروشات التي تعشق الكثير من النساء التزين بها لما تضفيه من فخامة ورقي على إطلالتهن، خاصة أميرات وملكات العائلات الملكية، من أبرزهن الملكة إليزابيث الثانية.

الملكة إليزابيث الثانية بأحد بروشاتها الفاخرة