محاور المشاهير عدنان الكاتب يحاور الرئيس التنفيذي لدار Tiffany & Co في شنغهاي

حوار: عدنان الكاتب Adnan Alkateb

 

احتفالاً بقطعها الأيقونية افتتحت دار المجوهرات الأمريكية الأسطورية "تيفاني آند كو" Tiffany & Co معرض الرؤية والبراعة "Vision & Virtuosity" في مقر مؤسسة "فوسن شنغهاي" بمدينة شنغهاي الصينية، في سبتمبر الماضي، وروى المعرض الذي انفردت مجلتنا "هي" بحضوره، حكاية 180 سنة من البراعة الفنية والماس الاسثتنائي، وسلط الضوء على تشكيلة ضخمة من الأحجار الباهرة، بما فيها ماسة “تيفاني” الصفراء الشهيرة، وأكثر من مئة قطعة تعرض للمرة الأولى بشكل عام. وبهذه المناسبة تعرفت عن قرب على معظم القياديين في الدار العريقة ومن بينهم Alessandro Bogliolo الرئيس التنفيذي و Reed Krakoff المدير الإبداعي.

في القاعة الساحرة سافرنا مع عدد محدود من الزوار في رحلة خيالية من التميز والبراعة والحرفية، واحتل اللون الأزرق Tiffany  Blue  أكبر مساحة في القاعة، وبهرنا ذلك اللون الأيقوني المميز المستخدم في مجوهرات تيفاني وعلامتها الشهيرة، ومكانتها المهمة باعتبارها رمزا ثقافيا.

وتكريما لإرث تيفاني المتمثل في اكتشاف وإطلاق الأحجار الكريمة الملونة، ضمت القاعة أحجارا كريمة مثل ياقوت مونتانا، والتنزانيت الحجر الأزرق الأرجواني الذي قدّمته الدار للعالم في عام 1968 . كما استكشفنا كل خفايا وجوانب الابتكار واللمسات الفنية التي أبدعت تلك القطع الراقية، بما فيها تشكيلاتBlue Book التي يحمل اسمها أول كتالوج في الولايات المتحدة يُطلب عبر البريد في عام 1845 ، إلى الأعمال المتميزة لكل من جان شلومبرجير وإلسا بريتي. واحتل المجسّم الفني "عالم تيفاني" مساحة كبيرة في القاعة مسلطا الضوء على تأثير تيفاني المميز في السينما والتلفزيون، والموسيقى والأدب وسردت القاعة أيضا حكاية تطور التصميم والحرفية الفنية التي أثرت إبداعات تيفاني منذ ما يقارب قرنين من الزمان. وسُلط الضوء خلال المعرض الذي يستمر حتى الـ 10 من نوفمبر / تشرين الثاني القادم على العلبة الأيقونية الزرقاء Tiffany Blue Box ، والمتجر الرئيسي في شارع "فيفث أفينيو" بمدينة نيويورك، والشخصيات المؤثرة التي ارتدت مجوهرات "تيفاني"، وعلى الفيلم الشهير Breakfast at Tiffany’s، فقد أخذنا القسم المخصص لهذا الفيلم وراء الكواليس مع مهمة تنسيق وتنظيم القطع الحصرية مثل النص الأصلي مع الملاحظات الشخصية للفنانة أودري هيبورن، وصور ما وراء الكواليس في المتجر الرئيسي الكائن في شارع "فيفث أفينيو"، وكذلك الدور المهم الذي لعبته الدار في أروع قصص الحب في العالم، بما في ذلك تصميم أول خاتم عصري للخطوبة Tiffany Setting . وقبل أن نغادر القاعة لوح لنا بريق جوهرة التاج بالوداع، فتلك الألماسة الصفراء المذهلة التي تزن 128.54 قيراط، كانت مصدرا للإلهام ونقطة انطلاق لتشكيلات المجوهرات في "تيفاني"، وهي واحدة من أهم الأحجار الكريمة في العالم.

 

Alessandro Bogliolo الرئيس التنفيذي لـ:Tiffany & Co الفخامة هي الحرفية

بمناسبة زيارتي للمعرض الذي ستُخصص جميع مبيعات تذاكره لمصلحة مؤسسة "فوسن" وبرامجها الخيرية. التقيت في شنغهاي "أليساندرو بوليولو" Alessandro Bogliolo الرئيس التنفيذي لدار Tiffany الذي انضم إليها في أكتوبر / تشرين الأول 2017 ، بعد توليه مناصب إدارية عالية في علامات تجارية شهيرة مثل "ديزيل"، و"سيفورا"، و"بولغاري"، حيث أمضى 16 سنة كان في ختامها نائب الرئيس التنفيذي للمجوهرات والساعات والإكسسوارات. وأطلعني “بوليولو” الذي يعتبر هذه الدار مرادفة للماس وللفرح على أهم ما يميز ماس "تيفاني"، وما يمكننا توقعه من جديد في عالم المجوهرات والساعات والعطور.

هل كانت لديك ذكريات عن "تيفاني" قبل الانضمام إليها؟

أتذكر بوضوح أولى ذكرياتي عن الدار. سنة 1996 كنت قد انضممت للتو إلى "بولغاري"، وذهبت إلى نيويورك في جزء من مرحلة تدريبي. كنت قد زرت نيويورك قبل ذلك، لكنني كنت وقتها في قطاع السيارات والمركبات، فكان نظري موجها نحو أمور أخرى. وحين أتيت إلى نيويورك سنة 1996 ، قيل لي: إن زيارة متجر "تيفاني" ضرورية. فذهبت إلى مبنى "تيفاني" الشهير، وكانت الدهشة.. بالنسبة إلي، ولشخص آتٍ من عالم الدراجات النارية، كانت بالفعل دهشة وصدمة. لم يسبق لي أن رأيت شيئا شبيها. وأتذكر خصوصا طابق الماس. لم أكن قد رأيت في حياتي هذا العدد من أحجار الماس في غرفة واحدة! وأتذكر أيضا الماسة الصفراء التي كانت وقتها موضوعة عند المدخل على جهة اليسار. لا أعرف لماذا كان موقعها هناك وقتها، لكنها اليوم في وسط الغرفة. وحين رأيت ذلك الحجر، لم تصدق عيناي ما كان أمامي. هذه أولى ذكرياتي.

ما الذي جمع "أليساندرو بوليولو" الإيطالي ودار "تيفاني" الأمريكية؟

قبل كل شيء، "تيفاني" علامة تجارية عالمية جدا. فهي علامة نيويوركية أُسست في نيويورك سنة 1837 . وأما من ناحية الفريق الإداري، فهو يجمع مختلف الجنسيات، من الأمريكية إلى الفرنسية والإيطالية والإنجليزية والويلزية واليابانية والصينية. نيويورك بوتقة تنصهر فيها جميع الثقافات، وأعتقد أن علامتنا التجارية تعكس ذلك.

هل تعيش في نيويورك الآن؟

نعم.

لو طلب منك اختصار "تيفاني" بكلمة، ماذا تكون؟

اسمح لي بكلمتين: الماس والفرح.

لمحبي الماس في الشرق الأوسط، لماذا عليهم اختيار "تيفاني" دون غيرها من العلامات؟

هناك سبب واقعي حقيقي، "تيفاني" شركة المجوهرات الفاخرة الوحيدة في العالم التي تضم داخليا 1500 حرفي يقص الماس ويصقله. نحن صانعو المجوهرات الفاخرة العالميون الوحيدون الذين يشترون نسبة 90 في المئة من الماس المنفرد مباشرة من المناجم. بدءا من 0.18 قيراط وصولا إلى مئة قيراط وأكثر، نشتري نسبة تسعين في المئة من هذه الأحجار بشكلها الخام. ولدينا داخل شركتنا، الحرفية والمهارة المطلوبتان لقص تلك الماسات وصقلها. لذلك تتألق ماسات "تيفاني" وتتلألأ أكثر، ولأن العملية داخلية، نعطي حرفيي القص والقطع تعليمات واضحة تقضي بتحقيق أقصى حد من تناسق الشكل وأناقته بدلا من الوزن بالقيراط. وهذا ما نختلف فيه عن العلامات الباقية. فالماركات الأخرى تشتري الماس في سوق الجملة، حيث ما تسعى إليه هو الحصول على أعلى قيراط ممكن، فيما نفضل نحن أن نخسر من عيار القيراط مقابل الحصول على تناسق الشكل المثالي، لأنه ما يعطي الماسة تألقها. هذا هو السبب الحقيقي برأيي. هذه هي الفخامة، الفخامة هي الحرفية، والحرفية هي ما يدفعنا إلى اختيار الماركات الكبيرة العريقة.

فإذا كان ما تفعله الماركات الأخرى مجرد شراء شيء وإعادة بيعه، فيمكن لأي كان فعل الشيء نفسه. صحيح أنهم قد يقدّمون تصميما جميلا، لكن القطعة المركزية الجوهرية هي حبة الماس، ولدى "تيفاني" الخبرة والبراعة التاريخية في هذا المجال. أنا فخور جدا بذلك. لدينا خمسة مشاغل حول العالم نقص ونصقل فيها كل ماساتنا. ويمكن للزبون أن يلمس هذه الحقيقة عند شراء قطعة من "تيفاني"، ففي الشهادة لا نذكر فقط القيراط واللون، بل نذكر أيضا بلد المصدر. ما من صائغ آخر يمكنه إعطاء هذه المعلومة، لأنهم لا يعرفون من أين أتت الماسة. نحن نعلم مصدر ماسنا لأننا نشتريه مباشرة من المنجم.

في متاجر "تيفاني" في الخليج، اعتدنا على رؤية مجوهرات صغيرة. هل تخططون لتصميم قطع أكبر حجما في المستقبل كبعض القطع التي رأيناها في معرض شنغهاي؟

ما رأيته هنا جزء مما نقدمه بشكل منتظم. إرث "تيفاني" العريق في عالم المجوهرات الراقية رائع. تفاجأت لدى انضمامي إلى الدار بأحجار الماس ذات العيار العالي جدا من عشرة قراريط وصولا إلى مئة قيراط، وبالأحجار الكريمة الأخرى البارزة التي نملكها أيضا. صحيح أننا على عكس العلامات الأخرى لا نعرضها كثيرا، لكنها تدخل في القطع والتصاميم التي تبيعها عادة "تيفاني" في فعاليات خاصة بدلا من عرضها في المتاجر. وهذا ينطبق على الشرق الأوسط، حيث لم يكن لدينا وجود مباشر، بل كان وجودنا من خلال موزعين. فهذه القطع الضخمة استثمار هائل، وهو أمر يمكن للعلامة فقط أن تقدمه. لذلك، ستشهدون الآن في المنطقة تغييرا في"تيفاني". هل من الممكن أن نرى من "تيفاني" قطعا مصممة خصيصا وحصريا للشرق الأوسط؟

لدينا عدد كبير من الزبونات الخليجيات اللواتي يزرننا بانتظام في لندن ونيويورك، ونصمم قطعا خاصة لهن. نجلب لهن الأحجار الكريمة الاستثنائية، وننفذ لهن تصاميم مفصلة على طلبهن مهما كان السبب أو المناسبة.

هل ستقدّمون ابتكارات مستوحاة من تاريخ الدار مثل فيلم "الإفطار عند تيفاني" Breakfast at Tiffany’s؟

عموما نفضل تصميم الجديد. لكن زبائننا أحيانا يطلبون منا تصميم عقد أو قطعة مجوهرات مستوحاة من تصميم تاريخي، فنفعل ذلك على نحو استثنائي في تلك الحالة. ولقد نفذنا مثلا طلب زبونات خليجيات بتصميم مجوهرات مستوحاة من فيلم "غاتسبي العظيم" The Great Gatsby الذي كانت كل المجوهرات فيه من "تيفاني".

ماذا عن ساعات "تيفاني"؟

كان لدار "تيفاني" إرث كبير في صناعات الساعات يعود إلى القرن التاسع عشر. ثم قرر "شارلز لويس تيفاني" التركيز على المجوهرات والماس والفضة الإسترلينية، وضاعت الساعات نوعا ما في لائحة الأولويات. نخطط الآن لتطوير ساعات جديدة مع أولوية للساعات النسائية. لدينا بعض الساعات الرجالية، لكن ساعاتنا بشكل أساسي للنساء. وستكون ساعاتنا مرتكزة أكثر على التصميم بالمقارنة مع الآلية المعقدة. فالحركة المعقدة بعيدة عن حمض "تيفاني" النووي. ساعاتنا تتحدث عن التصميم المبدع، والحداثة، والنفاسة. على فكرة، تشمل مجموعة "بلو بوك" لعام 2019 بعض الساعات المجوهرات الرائعة. إنها قطع مجوهرات فاخرة رائعة. ومنها ساعة مخفية تبدو كسوار على شكل فراشة، وعند كبسها، تفتح الفراشة لتكشف عن الساعة.

ما جديد عطور الدار التي أوقفت الدار إطلاقها لبضع سنين قبل إعادة إنتاجها؟

نطلق عطرا جديدا هذا الخريف، وهذه المرة سيكون في نسختين نسائية ورجالية. العطران رائعان. ونعتبر الشرق الأوسط سوقا كبيرة للعطور.

هل سبق لك أن زرت الخليج والبلدان العربية؟

نعم، أسافر إلى الخليج منذ عشرين عاما للعمل وللراحة أحيانا. أعتقد أنني زرت معظم بلدان الخليج. ذهبت إلى السعودية والإمارات والكويت والبحرين. كما زرت أيضا من البلدان العربية العراق والأردن ولبنان. أشعر بارتياح مع الثقافة العربية.

في نظرة سريعة إلى طفولتك، ما أفضل نصيحة أخذتها من والدتك؟ ومن والدك؟

أفضل نصيحة من أمي كانت أن أعمل بجد، ومن والدي أن أكون صادقا.