"سيربنتي سيدوتوري" Serpenti Seduttori من "بولغاري" Bulgari.. فصل جديد في عالم "سيربنتي" Serpenti

لندن: “سهى حامد” Souha Hamed

تكتب دار “بولغاري” Bulgari فصلا جديدا في تاريخ تصميم ساعات “سيربنتي” Serpenti مع إطلاق ساعة “سيبربنتي سيدوتوري” Serpenti Seduttori . وهي تصور جديد مبتكر للساعة التي تعد أحد أشهر رموز الدار، لتدخل بها مرحلة جديدة في مراحل تطورها المستمر. أنشأت الدار بالمناسبة معرضا في متجرها الفخم في “بوند ستريت” في وسط لندن، عرضت فيه قطعا من مجموعة “تراث بولغاري” Bulgari Heritage سلطت الضوء على بعض التفسيرات الإبداعية لهذه الساعة الشهيرة التي أنتجتها الدار للمرة الأولى في أواخر أربعينيات القرن العشرين. “هي” زارت المعرض، والتقت “فابريتزيو بوناماسا ستيلياني”، المدير الإبداعي لقسم الساعات في “بولغاري” Bulgari ، الذي حدثنا عن الساعة الجديدة، وعن أهمية “سيربنتي” Serpenti عند الدار.

أكد ستيلياني في بداية الحديث أن “سيربنتي” Serpenti هي أيقونة تجسد قدرات الدار الإبداعية، فقال: “إنها العلامة الفريدة التي نراها في جميع أقسام العمل من الدار، فتتواجد في قسم الساعات، كما تتمثل في المجوهرات والإكسسوارات التي ننتجها”. كما أشار إلى أن دار “بولغاري” Bulgari فريدة بفضل أسلوب مؤسسها “سوتيريو بولغاري” وأبنائه “جورجيو” و”كونستانتينو”. وقال: “كانوا الصاغة الذين حولوا وغيروا وجددوا، فهم أول من استعمل قطع الكابوشون والأحجار الملونة والبورسيلاين والستيل في المجوهرات الرفيعة، وهكذا ومنذ تأسيس الدار أنشأنا أسلوبا معينا مميزا بالابتكار. أما ساعة “سيربنتي” Serpenti ، فهي أول ساعة سرية أنتجناها، وللمرة الأولى رأينا الساعة كجوهرة. ولإنتاجها طورنا تقنية الزنبرك كي نتمكن من صياغة سوار خاص يلتف حول المعصم”. وعند الحديث عن سوار ساعة “توبوغاس” Tubogas أشار ستيلياني إلى أن هوية الدار الإيطالية وأصولها الرومانية وأسلوبها المميز بالتلاعب بالمواد والتغيير كل ذلك يميزها عن غيرها في عالم المنتجات الفخمة، فهي تستخدم جذور التصميم الصناعي جزءا من هويتها وأسلوبها. واستطرد قائلا: “ما من دار غير “بولغاري” Bulgari يمكن أن تحول أنبوب الغاز إلى منتج فاخر، وذلك يعزى إلى أن أسلوبنا ونظرتنا إلى الأشياء تختلف عن غيرنا”.
رمز التجدد واللانهاية
لفت ستيلياني إلى انتشار موتيف الأفعى عند الحضارات القديمة. فقد وردت في الكثير من أساطير الشعوب حول العالم، وقد كانت رسما مهما عند الكثير من الحضارات القديمة، من الأزتك إلى الفراعنة الذين ارتبطت عندهم بالتجدد والخصوبة. أما الإغريق، فمثلت عندهم الشفاء والموت والبعث. وقد ظهرت في أعمال الكثير من الكتاب والشعراء. كما تواجدت في المجوهرات منذ القدم، وقد شقت طريقها إلى روما القديمة مع وصول كليوبترا إليها. أما استخدام الدار لهذا الموتيف، فيعتقد ستيلياني أن ذلك قد يعزى بعض الشيء إلى أنها تأتي من التراث الروماني. وقال: “بدأنا باستخدامها بقوة في عام 2009 عندما أعدنا تقديم “سيربنتي توبوغاس” Serpenti Tubogas ، فتطورت بعد أن كانت في البداية ساعة مجوهرات راقية، برأس أفعى وجسمها، ومن ثم أصبحت قطعا نادرة ننتجها لزبائن خاصين”.

مراحل التطوير

تعرف “سيربنتي” Serpenti بشكلها المميز، ووصفها ستيلياني، قائلا: “إنها مذهلة وفريدة، وحتى بالنسبة لنا يصعب أن نحدد ما إن كانت قطعة مجوهرات أم ساعة. وهي فريدة، فلا منافس لها في السوق. أما “سيبربنتي سيدوتوري” Serpenti Seduttori ، فقد ولدت فكرتها منذ خمس سنوات، لكنها كانت آنذاك منتجا مختلفا. كان من المخطط أن تكون ساعة مجوهرات، نقدمها بعلبة مختلفة وسوار مختلف. وكان السوار في المخططات الأولية شبه مرن، وكانت الفكرة أن نستمر في التأكيد على شكل العلبة الذي يشبه قطرة الماء كتوقيع للمجموعة، ولذلك قدمنا ساعة “تويست يور تايم” Twist Your Time بالسوار الجلدي الذي يلتف حول المعصم مرتين”. وأضاف قائلا: رأينا أنه الوقت المناسب لتخيل تطور ساعة “توبوغاس”، لكننا قررنا أن نعود إلى نقطة الصفر، وأن نجرد التصميم إلى أساسياته وإلى العنصر المشترك في جميع ساعات “سيربنتي” “ما عدا “توبوغاس””، ألا، وهو تفصيل الشكل السداسي الأضلاع للحرافيش الذي نراه على جسم الأفعى في القطع القديمة. وهو أيضا ما نستخدمه في مجموعات “سيربنتي” للمجوهرات. أما علبة الساعة الجديدة، فاستخدمنا شكل ساعة “توبوغاس” إذا نظرت إليها من الأعلى، وانما أعدنا تصميمها تماما من الجانب، فهي مفلطحة ورفيعة بالمقارنة بساعة “توبوغاس”.

تقنية التصميم

قد يكون التطور الأكبر في شكل الساعة الجديدة هو سوارها الذهبي وأسلوب وضعها على المعصم. عند سؤاله عن سوار الساعة الجديدة، أجاب ستيلياني، قائلا: أردنا أن نقدم طريقة جديدة للتزين بساعات “سيربنتي”، وأن تكون ساعة يمكن أن تلبس كل يوم. ولكن “بولغاري” ليست دارا عادية، فلدينا أسلوب معين في التصميم، فقد يبدو السوار المرن بسيطا وأنيقا، لكن إنتاجه كان صعبا جدا من حيث الناحية التقنية. فلو نظرت إليه عن قرب، لظننت والمرجان واليشم. وقد تكون صورة الممثلة “إليزابيث تايلور” في عام 1962 متزينة بهذه الساعة من أجمل الأمثلة على الطراز الذي صنعت به في تلك الحقبة. أما في العقدين التاليين، فتركز الإنتاج على سوار التوبوغاس المرن والميناءات الهندسية الشكل. في التسعينيات، أثرى خط “سيربنتي” إنتاجات الدار من مجوهرات رفيعة وإكسسوارات وحقائب ونظارات. تطورت الساعة في عام 2009 مع إطلاق تصورات جديدة للمجموعة، وقدمت مجموعة “سيربنتي سكاليي” Serpenti Scaglie التي تلاعبت بجماليات الذهب الأبيض والوردي والماس والعقيق اليماني. وتلتها في العام التالي مجموعة “سيربنتي توبوغاس” Serpenti Tubogas . ثم طورتها الدار في عام 2011 بتقديم ساعات تعبر عن هوية الدار التي تجمع عالم صناعة المجوهرات الراقية وصناعة الساعات. أما التغير الأكبر في شكل الساعة، فكان عام 2016 مع إطلاق خط “سيربنتي إنكانتاتي” Serpenti Incantati ، فانتقلت الأفعى من المعصم لتلف حول علبة الساعة الدائرية. في عام 2017 تحول السوار الذهبي إلى سوار جلدي في ساعة “تويست يور تايم” Twist Your Time الذي التف مرتين حول المعصم، وتوفر السوار ببضعة ألوان وأنواع من الجلد الفاخر. كما استمرت الدار في إثراء المجموعة بموديلات ساعات مجوهرات راقية من “سيربنتي”. وكانت “سيبربنتي سيدوتوري” Serpenti Seduttori أحدث تفسيرات الدار لهذه المجموعة الأيقونية التي تعد من أهم شعارات “بولغاري” Bulgari أن حلقات الوصل متماثلة، لكنها في الواقع تختلف، وتأتي بأربعة أحجام. فشكّل تصميم وصناعة السوار تحديا كبيرا، لكن النتيجة كانت جميلة وأنيقة. في النهاية قدمنا ساعة مجوهرات لكل يوم تحمل توقيع وهوية “سيربنتي” من خلال شكل العلبة المشابه لقطرة الماء، ومن التفاصيل السداسية الأضلاع على سوارها المعدني.

قصة “بولغاري” Bulgari مع “سيربنتي” Serpenti
بدأت قصة “سيربنتي” Serpenti في نهاية الأربعينيات في القرن العشرين مع إنتاج ساعات مجوهرات على شكل أفعى أتت بتصميم جريء ارتبط بشكل “توبوغاس” أو “أنبوب الغاز” الذي يلتف حول المعصم. أما علبة الساعة، فأخذت في ذلك الوقت الشكل المربع أو المستطيل. تطور التصميم في الخمسينيات، فكان تجسيد شكل الأفعى أكثر واقعية، وصنعت كساعات سرية بعلبة على شكل رأس الأفعى الذي غالبا ما رصع بالأحجار الكريمة، كما رصعت عيناها بالزمرد أو الصفير أو الياقوت. استمر تطوير تصميم ساعات هذه المجموعة في الستينيات، فأصبحت حرافيش الأفعى أكثر واقعية، وصيغت باليد من صفائح الذهب التي قص كل واحد منها، وصقل وركب باليد. أما مرونة الساعة، فكانت بفضل زنبرك من الذهب الأبيض ركب في قلب السوار. وفي تلك الفترة ظهرت موديلات مرصعة بأحجار الفيروز والعقيق اليماني واللازورد.