مدير قسم الأسلوب والتراث في دار "ڤاشرون كونستنتان" لـ"هي" : نشهد اهتماما كبيرا من نساء الشرق الأوسط بالساعات الراقية ذات التعقيدات الميكانيكية

دبي: "لمى الشثري" Lama AlShethry

لقاؤنا مع "كريستيان سلموني" Christian Selmoni مدير قسم الأسلوب والتراث في دار "ڤاشرون كونستنتان" Vacheron Constantin لقاء سيبقى في الذاكرة بلا شك، فقد تم خلال فترة الحجر المنزلي وعبر مكالمة مرئية يسرتها سبل التكنولوجيا الحديثة. يمثل فن صناعة الساعات جزءا لا يتجرأ من حياة كريستيان، فقد ولد في وادي Vallée de Joux السويسري إحدى أعرق البقع في تاريخ صناعة الساعات. التحق بدار "ڤاشرون كونستنتان" Vacheron Constantin عام 1990 ، وتدرج خلال ال 30 عاما الماضية في مناصب عديدة معظمها ذات علاقة مباشرة بالتصميم، منها المدير الإبداعي عام 2010 قبل تنصيبه مدير قسم الأسلوب والتراث في دار "ڤاشرون كونستنتان" Vacheron Constantin ، حيث ترتكز مهامه على تطوير تراث ڤاشرون كونستنتان، وإغناء حاضر الدار ومستقبلها عبر استخراج عناصر تصميم جديدة من تاريخها العريق.

تطلقون هذا العام أول ساعة نسائية من ڤاشرون كونستنتان تزود بحركة توربيون ذاتية التعبئة.. هل لك أن تحدثنا عن هذا الأمر؟

هذا صحيح بالفعل، ولكني أود في هذه المناسبة أن أسلط الضوء على حقيقة في تاريخ ڤاشرون كونستنتان، وهي أن الدار قد صنعت بالفعل ساعات نسائية بتعقيدات التوربيون الميكانيكية من بداية القرن التاسع عشر، حيث صممت الدار حينها Striking Watch عام 1827 ، ولذا فإن رحلتنا في هذا المجال تعود إلى زمن طويل. أما بالحديث عما نقدمه اليوم فهو بالفعل أول تصميم عصري لساعة نسائية تقدمها دار ڤاشرون كونستنتان لعملائها من النساء بتعقيدات التوربيون، والتي نحن فخورون بها للغاية.

هل لك أن تحدثنا عن المجموعة التي كان من المفترض الكشف عنها في معرض Watches & Wonders والذي أُلغي بسبب جائحة كورونا؟

بالطبع، تتضمن التصاميم الجديدة التي نقدمها اليوم ضمن المجموعات الأساسية في الدار تنوعا غنيا، مثل "أوڤيرسيز" ،Overseas و"تراديسيونل توربيون" Traditionnelle Tourbillon وغيرها، فهي جميعا تتحلى بجوانب مختلفة من جماليات فنون صناعة الساعات الراقية. وعلى الرغم مما يحيط بنا، فإن هذا العام بالنسبة لنا، من حيث تقديم التصاميم الجديدة، لا يختلف عن أي عام آخر، ونبذل أقصى جهودنا لتقديم تصاميم جديدة لساعات مثيرة للاهتمام ودقيقة في الصنع ضمن المجموعات الأساسية للدار.

كيف تقيّم معرفة النساء في الشرق الأوسط بالساعات ذات التعقيدات الميكانيكية والحرفية العالية؟

يوجد اهتمام كبير من نساء الشرق الأوسط بالساعات الراقية ذات التعقيدات الميكانيكية، وهذا أمر نراه حتى من خلال الحسابات النسائية المهتمة بهذا الأمر على إنستغرام، وخاصة في دبي، بدءا من التعقيدات البسيطة في الصنع إلى الأكثر تعقيدا. كما أننا نشهد توجها عالميا من النساء تجاه الساعات ذات التعقيدات الميكانيكة، حيث نرى منهن اهتماما أكبر بهذا الجانب من صناعة الساعات الراقية. ولا نرى أن هناك ما يحول دون اهتمامهن بهذا الجانب من صناعة الساعات الراقية مثل الرجال. أما بالنسبة لدار ڤاشرون كونستنتان، فإن الفرق الملموس بين ساعات الرجال
والنساء هو في الحجم، فضلا عن ذلك، فإن الحرفية والدقة والتعقيد في الصنع هي ذاتها.

ما أهمية المجموعات الأيقونية في دار ڤاشرون كونستنتان وإعادة تقديمها بشكل جديد؟

أظن أن هذا الأمر غاية في الأهمية، فعمر دار ڤاشرون كونستنتان يبلغ 265 عاما، وهي لم تنقطع عن العمل أبدا. تحتفظ الدار بأرشيف تاريخي لهذه الرحلة من بداية انطلاقها، وهو كنز حقيقي يمدنا بالإلهام والأفكار والمفاهيم الجديدة وتفاصيل صناعة الساعات. وتكمن أهمية هذا الأمر بدوره في المحافظة على هوية الدار التي تتمحور حول الأناقة الراقية والحرفية العالية في الصنع. نهتم بشكل أساسي بتوظيف عنصر من تاريخ الدار في التصاميم العصرية الجديدة التي نقدمها لكي نحافظ على بصمتنا التي تميزنا بالرقي والكلاسيكية؛ وأن نمزج بين الكلاسيكية والعصرية مع المحافظة على ولائنا لجذورنا، سواء من حيث الشكل أو التقنية.

نرى الكثير من الحرية الفنية في مفهوم Métiers d’Art الذي تفخر به الدار .. هل لك أن تحدثنا عن أهمية هذا العنصر الإبداعي بالنسبة لكم؟

إنه سؤال مثير للاهتمام بالفعل.. عندنا انضممت إلى دار ڤاشرون كونستنتان قبل سنوات بعيدة، تساءلت عن وجود مفهوم Métiers d’Art التي يتضمن عالما من الإبداع الفني، ووجدت الإجابة في تاريخ الدار. في منتصف القرن الثامن عشر كان هناك قطبان يحددان أسلوب Métiers d’Art ، الأول أن الدار ملتزمة بتقديم ساعات راقية بتقنيات معقدة وصناعة حرفية عالية، والثاني هو إضافة “عناصر تزيين” في التصاميم مثل الحفر وتوظيف الإيناميل الملون، وترصيع الأحجار الكريمة وغيرها. ولذا، من المذهل أن نرى التقاء هذين القطبين ليخلقا روائع من الساعات المصنوعة بتعقيدات وحرفية عالية مع حس فني مدهش وممتع. وهذا ما يجعلنا نقدم كل عام تصاميم ساعات تتمثل فيها الحرية الفنية لمجموعة Métiers d’Art . وهذا العام احتفينا بالتزيين بالإيناميل Enameling ، ولا نزال نستخدم طرقنا التقليدية نفسها في التزيين، والتي تتم يدويا في ورش العمل الخاصة بالدار.

ما الجزء الأصعب برأيك بين هذين القطبين، هل هو الصناعة المعقدة ميكانيكا أو التزيين الإبداعي الدقيق؟

أظن أنهما يلتقيان جزئيا، ويفترقان في جوانب أخرى، فكلاهما يتطلب إبداعا وابتكارا. على سبيل المثال، التعقيدات التقنية تعتمد على علم الرياضيات والحساب والفلك والصناعة الميكانيكية الدقيقة. أما من حيث الفن و”ذكاء اليد الصانعة” ومهارتها، فإن الأمر يتعلق بالإلهام والسمو. لا يكتمل عالم أحدهما دون وجود الآخر.

ما التغييرات التي قد تطرأ على عالم الساعات والمجوهرات بعد جائحة كوفيد- 19 ؟

أظن أنه من المبكر معرفة ذلك بشكل تام أو التنبؤ به على وجه الدقة. بذلنا جهودنا في "ڤاشرون كونستنتان" بدعم بعضنا البعض في الدار، وخاصة في هذا الأوقات الصعبة. كما سعينا للمحافظة على التواصل بشكل دائم مع شركائنا حول العالم. أؤمن بأن فرصا كثيرة تزدهر في أحلك الأزمات وأصعبها لتنفيذ الأمور بطريقة جديدة ومختلفة. سوف أعطيك مثالا من خارج عالم الساعات، رأينا الأهمية الكبرى والفرص الكبيرة في عالم التكنولوجيا في هذا الوقت، والتي مكنت ملايين البشر حول العالم من العمل من المنازل، وما كنا لنجري لقاءنا هذا اليوم من دون وجودها. وأظن أن الأمر يعود لنا بأن نستخدم هذه التقنيات لكي نخدم بها البشرية والإنسانية، فنحن في النهاية نواجه هذه الجائحة معا. بالتأكيد سوف يكون هناك بعض التغييرات ولكن من المبكر معرفتها. بالفعل، من جهتنا أيضا استخدمنا التقنيات الحديثة في وقت فلكي لتوفير المجلة المطبوعة عبر رابط إلكتروني يتيح لقرائنا وشركائنا تصفحها كما لو كانت بين أيديهم.. هذا رائع، من المذهل كيف يتكيف الإنسان بشكل سريع لينجز مهامه، ويؤدي رسالته، ويبني من المعطيات التي لديه شيئا مذهلا.