ما هي اعراض انحراف العمود الفقري

يعد العمود الفقري من معجزات الخالق سبحانه، وهو محور الجسم الرئيسي ويشكل حلقة وصل تربط الطرفين العلويين والسفليين والرأس معا. 

ويتصف العمود الفقري بالثبات، وهو نظام ديناميكي معقد يوزع وزن الجسم بدقة ويدعم حركة الاطراف العلوية والسفلية في كل الاتجاهات. وفي الوقت ذاته يحمي النخاع الشوكي والاعصاب حيث يمر التيار العصبي والكهربائي المسؤولين عن ايصال الرسائل لباقي اعضاء الجسم وتفسيرها لاحقا.

يشرح لنا الدكتور فراس الحسبان، استشاري طب وجراحة العظام واستشاري جراحة العمود الفقري من مستشفى برجيل للجراحة المتطورة بدبي، عن انحناءات العمود الفقري واعراضها وطرق علاجها.

ما هو انحراف العمود الفقري

يشير الدكتور الحسبان الى ان العمود الفقري هو كناية عن برج مكون من 33 طابق هي الفقرات يفصل بينها واقي للصدمات هو الغضاريف.

والروعة في تصميم العمود الفقري انه يظهر مستقيما من كافة الزوايا ولا يخسر شيئا من تماسكه وصلابته، لكن يضيف الدكتور الحسبان ان اي بناء هندسي محكم كهذ، لا بد ان يصيبه خلل في التكوين مثل الانحناءات والاستقامة، وكذلك في اليات عمله ونظام الحركة والحماية التي تسبب الالام المزمنة والامراض التي يصعب العيش معها بطريقة سليمة.

ويعد انحراف العمود الفقري من الانحناءات غير الطبيعية التي تصيب هذا البناء خصوصا عند الاطفال وهو ثلاثة انواع:

•    الانحناءات المكتسبة: وهي عبارة عن انحناء في العمود الفقري لاحد الجانبين ويزيد عن 10 درجات، يسمى "الجنف" وهو مجهول الاسباب.

•    الانحناءات الخلقية: وتنتج عن عدم نمو جزء من احدى الفقرات، وتظهر علاماتها في سن مبكرة ما بعد الولادة او خلال السنتين الاولى.

•    الانحناءات الناتجة عن امراض اخرى: ويشمل ذلك امراض الدماغ والعضلات والالتهابات والاورام في العمود الفقري، وما ينتج ايضا عن الحوادث والكسور.

ويضيف الدكتور الحسبان، ان المراحل المتقدمة لانحناءات العمود الفقري والتي تزيد على 80 درجة، ينتج عنها مضاعفات خطيرة جدا منها القصور في وظائف القلب والرئتين ما يسبب الوفاة في بعض الحالات نتيجة تشوه القفص الصدري. 

كما ان تضرر حركة الجذع والأطراف تنعكس على القوام العام ومظهرالجسد مما يجعل المصاب غير قادر على الإنتاج، وهو ما يتسبب لكثير من الحالات بامراض نفسية.

تشخيص وعلاج انحراف العمود الفقري

يشير الدكتور الحسبان الى ان تشخيص تشوهات العمود الفقري امر سهل، نظرا لظهور علاماته الفارقة على الجسم ما يساعد الاهل على ملاحظتها بسهولة، ومنها القصر في جذع الجسم مقارنة بالطرفين السفليين وميلان احد الكتفين وميلان الحوض او قصر احد الساقين المسبب للعرج وبروز في الظهر يعرف بالحدبة.

ويمكن كشف تشوهات العمود الفقري عن طريق فحص بسيط يتم اجراؤه من قبل الأهل انفسهم، وذلك بالوقوف بعيدا عن الطفل مسافة متر والطلب منه الانحناء للامام بوضعية الركوع، فإذا ظهر اي بروز او تقوس غير طبيعي في الظهر عندها يجب زيارة الطبيب المختص.

وتعالج انحناءات العمود الفقري حسب نوعية الانحناء، فالإنحناءات التي تتراوح بين 10-20 درجة تحتاج فقط للمراقبة وممارسة الرياضة لتقوية العضلات. أما الانحناءات التي تتراوح بين  20-40 درجة، فإنها تحتاج لاستخدام المشدات كاجراء علاجي يمنع تقدم المرض. فيما تكون الجراحة وسيلة رئيسة لعلاج الإنحناءات التي تزيد على  40 درجة.

وبحسب الدكتور الحسبان، يستهدف العلاج الجراحي اعادة تنظيم الفقرات المنحنية ودمجها معا وإعادة تشكيلها بشكل مستقيم ومن ثم تثبيتها، لضمان عدم تطور الانحناء وزيادته والحفاظ على توازن الجسم وإزالة التشوه لغايات تجميلية.

وقد سمح التقدم العلمي والتقني بما يسمى التدخلات الجراحية المحدودة، التي تزيد من نسبة نجاح الاجراء الجراحي بحوالي 95% كما تقلل نسبة احتمال حدوث المضاعفات ما بعد العملية مثل الشلل الى 3% فقط. د ال