سرطان الرئة.. الاعراض والتشخيص والوقاية

يعتبر سرطان الرئة اكثر انواع السرطان انتشارا عالميا (1.35 مليون من 10.9 مليون من الحالات الجديدة)، والقاتل الاول بين السرطانات، حيث يتوفى بسببه في الغرب عدد اكثر ممن يتوفون بسرطانات الثدي والقولون والبروستاتا مجتمعة (1.18 مليون من أصل 6.7 مليون حالات وفاة بسبب مرض السرطان).

اما في الوطن العربي، فان سرطان الرئة يصنف بالمرتبة الرابعة عند الذكور، وعند الإناث بالمرتبة السادسة.

يستعرض لنا البروفسور علي الدعمي، استشاري الجراحة العامة وجراحة المناظير والسرطان في مستشفى الزهراء دبي، لابرز عوامل الخطورة التي تقف وراء الاصابة بسرطان الرئة مع عرض للاعراض وطرق الوقاية من هذا السرطان القاتل.

عوامل الخطورة للاصابة بسرطان الرئة

عوامل عديدة يمكن ان تقف وراء الاصابة بسرطان الرئة، يشير اليها البروفسور علي بالتالي:

•    التدخين: عامل الخطورة الرئيسي لسرطان الرئة، حيث ان 85 ـ 90% من مرضى سرطان الرئة هم من المدخنين، اما حاليا او سابقا. ويزيد التدخين خطورة الاصابة بالمرض 20 مرة مقارنة بغير المدخنين.

وفي حال الاقلاع عن التدخين، تنخفض هذه الخطورة على مدى 20 سنة تقريبا، لكنها لا تصل لمستوى الاشخاص الذين لم يدخنوا يوما فالخطورة تتضاءل من 10 ـ 20 ضعفا أي حوالي الضعفين.

والتدخين السلبي او الثانوي، اي تعرض الشخص لدخان سجائر من شخص اخر معه بالمنزل أو بالعمل يزيد نسبة الخطورة للاصابة بهذا المرض بمعدل الضعف.

•    التعرض للاسبستوس: وهي مادة عازلة تستخدم في شتى المنشآت، وهو ثاني عامل خطورة لسرطان الرئة، اذ ان التعرض لهذه المادة يزيد خطورة اصابة الرئة بخمسة اضعاف.

•    عوامل أخرى: قد تؤدي للاصابة بسرطان الرئة منها التعرض للرادون احد الغازات النشطة اشعاعيا في الطبيعة والاشعة. وبالطبع هناك خطورة وراثية عائلية في عدد صغير من المرضى.

اعراض سرطان الرئة

•    الام الصدر.

•    تغير طبيعة سعال المدخن المزمن او الشكوى من سعال جديد.

•    نفث الدم.

•    الاصابة بالتهاب رئوي متكرر في نفس المكان وما يرافقه من ضيق التنفس والحرارة وفقدان الوزن.

تشخيص سرطان الرئة

لا بد من اجراء تصوير طبقي محوري للصدر لأي حالة مشتبه بها، فصورة الاشعة العادية غير كافية. ولتأكيد التشخيص يجب اخذ عينة من الكتلة مع فحص تشريحي مرضي. 

ويتم الحصول على العينة عن طريق تنظير القصبات او عينة بابرة موجهة بالتصوير الطبقي المحوري عبر جدار الصدر او عن طريق جراحة صدرية ان تعذر الحصول على عينة بالطرق الأخرى. 

ويمكن تشخيص سرطان الرئة عن طريق فحص القشع بأقل من 20% من الحالات.

علاج سرطان الرئة

يشير البروفسور الدعمي ان المراحل المبكرة من سرطان الرئة (المرحلة الأولى والثانية)، تعالج بالاستئصال الجراحي، تتبعها المعالجة الكيميائية، خاصة في بعض حالات المرحلة الثانية. 

اما المرحلة الثالثة فتعالج بالمعالجة الكيميائية والشعاعية معاً، في حين يتم علاج المرحلة الرابعة بالمعالجة الكيميائية او الدوائية.

الوقاية والكشف المبكر

يعتبر الاقلاع عن التدخين من اهم الاجراءات الوقائية للتقليل من فرص الاصابة بسرطان الرئة. ولا بد من تجنب كل انواع التبغ، سواء بالتدخين، المضغ، السيجار، أو الشيشة.

واثبتت الدراسات ان التصوير المحوري الطبقي الحلزوني Spiral Ct Scan يقوم بكشف الحالات في وقت مبكر و يجب توفيره لكل المدخنين فوق سن الخمسين و خاصة الذين يدخنون لاكثر من 30 عاما.

الوقاية خير من قنطار علاج، مقولة اثبتت اهميتها وفعاليتها في منع الاصابة بالعديد من الامراض ومنها سرطان الرئة. ويمكن شفاء معظم حالات المرحلة الاولى (60 ـ 70%)، والمرحلة الثانية (40 ـ 60%)، أما الثالثة فتشفى بنسبة (10 ـ 25%)، ويندر شفاء المرحلة الرابعة. لكن المعالجة الدوائية قد تؤدي لاطالة عمر بعض المرضى اضافة الى تخفيف الاعراض الناتجة عن السرطان.