اضطراب الهوية الجنسية.. حصار داخل الجسد

"الديسفوريا" او اضطراب الهوية الجنسية، هو شعور بالإنزعاج و عدم الرضا و القلق. و مع "اضطراب الهوية الجنسية" من الممكن أن يكون الشعور بعدم الراحة بالجسم الذكوري أو الأنثوي شديداً جداً، و من الممكن أن يتداخل الأمر في أوجه السلوك و العادات اليومية الخاصة بالمصاب بهذا الاضطراب مثل سلوكه داخل المدرسة أو العمل أو خلال الأنشطة الاجتماعية على سبيل المثال. 

تعرفنا الدكتورة مونيكا شاولا، أخصائية في مجال الخصوبة من مركز فقية للإخصاب، على اضطراب الهوية الجنسية و علاجاته.

مراهقو الإمارات أمام تحديات كبيرة لاضطرابات التغذية

اضطرابات بيولوجية وراء شراهة الإناث

اضطراب الهوية الجنسية ليس مثلية جنسية

هو حالة يواجه الشخص المصاب فيها القلق و الضيق بسبب عدم وجود تطابق بين الجنس البيولوجي و الهوية الجنسية، و يعرف الاضطراب أحياناً بـ "تناقض الجنسين" و "التحول الجنسي".

يمكن أن تظهر أولى علامات اضطراب الهوية الجنسية في سن مبكرة جداً، منها رفض ارتداء الطفل الذكر ارتداء ملابس الفتية أو المشاركة في نشاطات لها طابع ذكوري.

في معظم الحالات، يكون هذا السلوك مجرد فعل طبيعي كجزء من عملية النمو والتطور، و سوف يمر و ينتهي بسلام خلال الوقت المناسب، لكن بالنسبة للأشخاص المصابين باضطراب الهوية الجنسية، فإن تلك الحالة تستمر معهم منذ الطفولة و حتى مرحلة البلوغ. 

يمكن أن يشعر الأشخاص البالغون الذين يعانون من اضطراب الهوية الجنسية بأنهم محاصرون و مسجونون داخل أجسادهم التي لا يرونها مطابقة أو مناسبة لهويتهم الجنسية. اضافة للشعور بالحزن لعدم مواكبتهم لثوابت و توقعات المجتمع و بأنهم يعيشون وفقاً لجنسهم التشريحي بدلاً من أن يشعروا بجنسهم الحقيقي الذي ينتمون إليه و يشعرون به بداخلهم. كما يمكن أن تتولد ليهم رغبة كبيرة في التغيير أو التخلص من العلامات الجسدية لجنسهم البيولوجي كشعر الوجه أو الثديين على سبيل المثال. 

في بعض الأحيان، قد تكون الهرمونات التي تؤدي للتطور الجنسي لا تعمل بشكل صحيح في المخ، كذلك من الممكن ألا تعمل الأجهزة و الأعضاء التناسلية و الإنجابية بشكل جيد، و هو ما قد يسبب العديد من الاختلافات. وقد يكون ذلك بسبب الآتي:

•    وجود هرمونات إضافية في نظام الأم، ربما نتيجة تناول بعض الأدوية.
•    حساسية الجنين للهرمونات و المعروفة بـ " متلازمة نقص الأندروجين". فحينما يحدث ذلك، قد يكون اضطراب الهوية الجنسية ناتج عن عدم عمل الهرمونات بالشكل الصحيح داخل رحم الأم.

قد يكون اضطراب الهوية الجنسية أيضاً نتيجة لظروف نادرة أخرى، مثل: 

•    فرط تنسج الكظرية الخلقي " CAH" – حيث يتم إنتاج مستويات عالية من هرمونات الذكورة في الجنين الأنثى، و يتسبب ذلك في أن تبدو الأعضاء التناسلية ذات مظهر ذكوري، و في بعض الحالات قد يظن أن الطفلة هي ذكر حين ولادتها.
•    الحالات ثنائية الجنس – و هي التي تسبب ولادة الأطفال مع الأعضاء التناسلية لكلا الجنسين (أو أعضاء تناسلية غامضة). و ينصح الآباء والأمهات بالانتظار حتى يتمكن الطفل من اختيار الهوية الجنسية الخاصة به قبل إجراء أية جراحة.

علاج اضطراب الهوية الجنسية

تهدف علاجات اضطراب الهوية الجنسية إلى المساعدة في تقليل أو إزالة المشاعر المؤلمة الناتجة من عدم التطابق بين الجنس البيولوجي و الهوية الجنسية. 

يمكن أن يعني ذلك شيئا مختلفا لأشخاص مختلفين. بالنسبة لبعض الناس قد يعني ذلك ارتداء الملابس و العيش بنمط معين يمثل هويتهم الجنسية المفضلة. أما بالنسبة للآخرين، فقد يعني ذلك أخذ هرمونات معينة أو إجراء عمليات جراحية لتغيير مظهرهم الجسدي. 

يتلقى معظم الأشخاص المتحولون جنسياً علاجات لتغيير شكل الجسم بشكل دائم، و ذلك بهدف أن يكونوا أكثر اتساقاً مع هويتهم الجنسية، و الغالبية العظمى عادة ما يكونوا راضين عن النتائج النهائية. 

للرجل: هكذا تحافظ على صحتك الجنسية