اهمية العلاج المناعي في محاربة السرطان

بحسب الاحصائيات الصادرة عن معهد ابحاث السرطان في الولايات المتحدة الامريكية، فان عدد حالات الاصابة الجديدة بامراض السرطان يبلغ سنويا ما يقارب 14,1 مليون حالة، وعدد حالات الوفاة الناجمة عنها يصل الى نحو 8,2 مليون حالة وفاة. وتشير التوقعات ايضا الى احتمال تضاعف اعداد المرضى الذين يصابون بالسرطان سنويا بحلول عام 2030.

احصائيات مقلقة في المنطقة

كما ان الاحصائيات على مستوى المنطقة مثيرة ايضا للقلق، حيث كشف تقرير صادر عن المركز العربي للدراسات الجينية ان امراض السرطان تحتل المرتبة الثالثة بعد امراض القلب والحوادث ضمن قائمة الاسباب الرئيسية للوفاة في دولة الامارات. 

وكشف المركز ايضا ان المرأة العربية معرضة لاحتمال الاصابة بسرطان الثدي قبل عشر سنوات من نظيرتها الغربية. وتشمل اكثر انواع السرطان شيوعا في المنطقة، كلا من الاورام السرطاوية المعوية، وسرطان عنق الرحم، وسرطان القولون والمستقيم، وسرطان المعدة، ولمفومة هودجكين. ويعد سرطاني الرئة والبروستات اكثر أنواع السرطان شيوعا بين الرجال، فيما سرطاني الثدي والغدة الدرقية هما الاكثر انتشارا بين النساء.

العلاج المناعي

يشير الدكتور عرفان الحق، استشاري الاورام الطبية في مستشفى برجيل في ابوظبي، ان التوعية الصحية والتشخيص المبكر والمعالجة الصحيحة تلعب جميعها دورا محوريا في خفض معدلات الوفيات الناجمة عن الاصابة بامراض السرطان.

وقد اثبت العلاج المناعي في الفترة الاخيرة، فعاليته في علاج هذا النوع من الامراض، وحقق انتشارا واسعا لدى الاطباء والمرضى، حيث يعمل على تنشيط الجهاز المناعي في الجسم وتعزيز قدراته على محاربة مختلف انواع السرطان وخاصة السرطانات النقيلية. 

يشمل العلاج المناعي استخدام انواع واساليب متنوعة من المعالجة تساهم بمجملها في تحفيز الجهاز المناعي للمريض على مواجهة السرطان، حيث تتميز الخلايا السرطانية بخصائص واليات معينة تتيح عدم اكتشافها من قبل الجهاز المناعي.

ويقول د. الحق ان العلاج المناعي يساعد جهاز مناعة الجسم في التعرف على الخلايا السرطانية واستهدافها. وقد اظهرت التجارب والابحاث السريرية كفاءة هذا النوع من العلاج وقدرته على استهداف السرطان بشكل اكثر فعالية بالمقارنة مع طرق واساليب المعالجة التقليدية، فضلا عن ان اثاره الجانبية اقل ومجال استخدامه اوسع واشمل. كما اثبت العلاج المناعي فعاليته في علاج المرضى الذين يعانون من انواع معينة من السرطان كالاورام الميلانينية، والتي لم تكن تستجيب سابقا للعلاج الكيميائي والعلاج الاشعاعي.

تطوير العلاج المناعي

وتتركز جهود الباحثين في الوقت الراهن على تطوير نوع اخر من العلاج المناعي يسمى "نقل الخلايا التائية"، والذي من شانه تعزيز القدرة الطبيعية للخلايا التائية (احدى انواع كريات الدم البيضاء) على مكافحة السرطان. 

ويشمل هذا النوع من العلاج ازالة خلايا تائية من مرضى السرطان وتطويرها او تعديلها وراثيا، ومن ثم اعادتها الى الجسم. كما تجري حاليا دراسات وابحاث متنوعة ايضا حول كل من "السيتوكينات" و"مثبطات بوابات جهاز المناعة" و"معدلات المناعة" ودورها في مواجهة انواع مختلفة من امراض السرطان.