اليكم العلاج الامثل لمشكلة اعتام عدسة العين

إعتام العين أو المياه البيضاء، مشكلةٌ يعاني منها معظم كبار السن، لكنها في الحقيقة لا تقتصر على التقدم في السن بل قد تكون تشوهاً خُلقياً بدليل ولادة بعض الأطفال وهم يعانون من هذه الحالة نتيجة التعرَض لعدوى أو إصابة ما خلال فترة الحمل.
 
كما قد تحدث الإصابة عند الذين يعانون من السكري أو الذين تناولوا جرعات عالية من أدوية محددة مثل الكورتيزون، أو في حالات تعرّض العين لضربة أو إصابة مباشرة.
وتشمل أعراض مرض إعتام عدسة العين الرئيسية ضبابية الرؤية وعدم وضوحها، وتغييرات في طريقة رؤية المرضى للألوان، وازدواج الرؤية، إضافة إلى الوهج الذي يسبب مشاكل عديدة للمرضى على مستوى الرؤية في الضوء الساطع. 
 
وإعتام عدسة العين (السّاد) هو عبارةٌ عن تَغَيُّم تدريجي يصيب عدسة العين الطبيعية ويسبَب ضعفاً وتدهوراً تدريجياً في قدرة المريض على الرؤية.
 
لا يمكن علاج إعتام العين بالأدوية بل بالخضوع لجراحة إزالة عدسة العين الطبيعية المُصابة وزرع عدسة إصطناعية جديدة داخل العين. لكن علاجاً جديداً باستخدام الليزر يبدو أكثر فعاليةً لحلَ هذه المشكلة الصحية، يًعرف بإسم جهاز ليزر الفيمتو والتي من شأنها توفير طريقة أكثر دقّة لعلاج حالات إعتام عدسة العين.
 
الدكتور إيدموندو بوراسيو، إختصاصي جراحة العيون ورئيس وحدة جراحة القرنية والجراحة الإنكسارية في مستشفى برجيل بأبوظبي، يلقي الضوء على جراحة إعتام عدسة العين باستخدام جهاز ليزر الفيمتو.
 
جهاز ليزر الفيمتو
يقول د. بوراسيو أن أواخر الستينيات شهدت تقدماً تكنولوجياً هائلاً في مجال جراحة علاج إعتام عدسة العين وذلك مع ظهور تقنية جديدة تُسمى استحلاب العدسة باستخدام الموجات فوق الصوتية (فاكو). وقد أتاحت هذه التقنية إجراء الجراحة من خلال إحداث شقّ صغير جداً (حوالي 2,2 ملم حالياً) مقارنةً بالتقنيات القديمة السابقة التي كانت تتطلب إحداث شقّ أكبر يصل إلى 12 ملم. 
 
وشهد عام 2008 ظهور تقنيةً ثورية جديدة تُسمى جراحة علاج إعتام عدسة العين باستخدام جهاز ليزر الفيمتو ثانيةً (فيمتو فاكو). وعبر هذا النوع من الجراحة، يتمّ حالياً إستخدام جهاز الليزر لتنفيذ العديد من خطوات العملية التي كان يقوم بها الجرَاح سابقاً، وذلك بطريقة أكثر دقة وإحكاماً واتساقاً. وتشمل هذه الخطوات إحداث الشقوق في القرنية بطريقة أكثر دقةً، إلى جانب خيار إحداث شقوق إضافية لتصحيح درجات الإستغماتزم الشديدة (ما يحسّن من حدّة الرؤية). 
 
وإحداث فتحة دائرية في مركز محفظة العدسة تماماً (الذي يتيح أعلى نسب تركيز ممكنة للعدسة الاصطناعية الجديدة داخل العين). بالإضافة إلى تخفيض معدلات الطاقة الضارة اللازمة لتفتيت العدسة المعتمة إلى أجزاء أصغر حجماً داخل العين (يمكن أن يؤدي تحرير كميات كبيرة من الطاقة إلى حدوث أضرار في الطبقة الخلفية من القرنية لا يمكن معالجتها، والتي قد تتطلب في بعض الأحيان القيام بعملية زراعة).