الأخطاء الدوائية أشد فتكاً من الأخطاء الطبية

إن ارتكاب الأخطاء المصاحبة للعلاج بالأدوية قد يحدث من جميع أعضاء الفريق الطبي من أطباء وصيادلة وممرضين وفنيين وغيرهم دون استثناء بصرف النظر عن مستواهم العلمي، حيث يمكن أن تحدث الأخطاء الدوائية في أي مرحلة من مراحل استخدام الدواء، ابتداءً بوصف الدواء بواسطة الطبيب المعالج، ومن ثم تدقيق ومراجعة الوصفة وتحضير الدواء من قبل الصيدلي، وصولاً لإعطاء الدواء للمريض بواسطة الممرض، وكثيراً ما تحدث الأخطاء الدوائية دون أن يتم اكتشافها أو دون أن يتم الإبلاغ عنها وتوثيقها أو إخفائها أو التستر عليها . 
 
هذا ما دفع بعدد من الأطباء والصيادلة في السعودية إلى التحضير لرفع مجموعة من التوصيات  والإجراءات إلى وزارة الصحة، والتي من شأنها الحد من الأخطاء الدوائية، باعتبار أنها أشد فتكا وخطورة من الأخطاء الطبية.
 
جاءت هذه التوصيات بعد سلسلة دراسات قام بها الأطباء والصيادلة في هذا الشأن، وبناءً على اجتماعات عقدوها خلال الفترة السابقة كل حسب منطقته بهدف حصر التوصيات والإجراءات اللازمة، والتي سيتم رفعها خلال الأيام المقبلة للوزارة، وفقاً لما صرح به مصدر لإحدى الصحف المحلية. 
 
ويعتزم الأطباء والصيادلة رفع 14 توصية وإجراء تتضمن أهم التوصيات التي من شأنها خفض معدل الأخطاء الدوائية، تتضمن النقاط التالية:
 
- الاعتراف بالأخطاء الطبية والتعامل معها بموضوعية وعدم اتخاذ العقاب حلا.
- الإيقان بان الخطأ الطبي مسؤولية مشتركة.
- إنشاء برامج تدريبية للممارسين الصحيين.
- التوعية المستمرة عن الأخطاء الطبية وعرضها على الممارسين.
- التشجيع على الإبلاغ عن الأخطاء الطبية.
- النظر إلى الأخطاء الدوائية بإيجابية لحلها.
- عدم التعامل مع الأخطاء الدوائية بطريقة البحث عن المجرم وعقابه.
- إيجاد وسائل سهلة للإبلاغ عن الأخطاء الدوائية.
- التعامل مع الأخطاء الدوائية بطريقة التحليل.
- إنشاء نظام لعدم تكرار الأخطاء الدوائية.
- تقليل ضغط العمل وتحديد عدد مرضى لكل صيدلي.
- تعميم استخدام التقنية الحديثة ونظام الوصفة الالكترونية.
- وضع نظام خاص للتأكد من الأدوية المميتة أخطاؤها.
- التعاون بين المنشآت الصحية وتبادل المعلومات الطبية.
 
الأخطاء الدوائية
يُذكر بأن العديد من الدراسات المختصة بالأخطاء الدوائية أفادت بوجود مشكلات عدة تنجم عن هذه الأخطاء، قد تسبب أخطاء مميتة أو خطيرة تحتم التوصية بتفعيل اللجان الدوائية المتخصصة لدرء مخاطرها وضرورة التشديد عليها ومتابعتها لصعوبة اكتشافها، إلا على أيدي مختصين.
 
وأشارت الإحصائيات العالمية إلى اعتبار الأخطاء الدوائية من بين أكثر الأخطاء الطبية شيوعاً والتي تلحق الضرر بما لا يقل عن مليون ونصف المليون شخص سنوياً بالإضافة إلى الخسائر المالية الباهظة لمعالجة الأضرار الناتجة من الأخطاء الدوائية، وهذا ما دفع بالعديد من الأكاديميات والمنظمات العالمية التي تعنى بسلامة المرضى والأمان الدوائي إلى إدراك مدى أهمية هذه المسألة ودعم العديد من برامج السلامة الدوائية، لتحقيق الهدف المتمثل في تحسين سلامة المرضى والوقاية من الأخطاء الدوائية.