هكذا تؤثر صيحات الموضة بطريقة سلبية على صحتنا!

لا تزال صيحات الموضة، ومنذ ما عرفها الإنسان، تؤثر في حياته بشكل كبير، وفي أسلوب حياته وتناوله للطعام ونظرته لنفسه وللآخرين.
 
ويقول الدكتور سوريش بابو رينجاسمي، أخصائي الأمراض الجلدية في مستشفى "ميديور 24 x 7" بدبي، أن الجانب المظلم لعالم الموضة والجمال يرتبط باضطرابات الأكل وصورة الجسم غير الصحي بشكلٍ وثيق، وقد تسبّبت المعايير غير الواقعية في عالم الجمال بمشاكل عديدة لدى الرجال والنساء على حد سواء، ومن بينها مرض الشره المرضي ومرض فقدان الشهية العصبي في عمر الشباب. لكنّ الأمر لا ينتهي عند هذا الحدّ، فصيحات الموضة الحديثة، مثل الجينز الضيق، والرغبة بالحصول على جسدٍ نحيل يسمح بارتداء مثل هذه الملابس، يمكن لها أنّ تعيق الدورة الدموية، وتتسبّب بالتهابات المسالك البولية، كما تؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية لدى الرجال.
 
إنّ الضغط الشديد والمستمرّ التي تتسبّب به السراويل الضيقة جداً من شأنه أن يعيق الدورة الدموية، خاصّةً لدى النساء اللواتي يجلسن لفتراتٍ طويلة. كما يمكن للملابس الضيقة والأحزمة والملابس الداخلية الضاغطة والمشدات الضغط على منطقة البطن والتسبَب بالكثير من المشاكل الصحية كارتجاع أحماض المعدة ودفعها إلى الجزء السفلي من المريء، والشعور بالحرقة. 
 
المسالك البولية
تُعتبر التهابات المسالك البولية مشكلةً أخرى شائعة لدى النساء اللواتي يرتدين الجينز الضيق، وتزداد هذه المخاطر لدى الفتيات اللواتي يرتدينَ هذه الملابس عدة أيام دون غسلها. فارتداء السراويل الضيقة يتسبّب باحتباس الرطوبة التي تؤدي إلى إصابات متكررة بالتهابات المسالك البولية.
 
كذلك فإنّ الإكسسوارات والقطع الكمالية الأخرى، كالكعب العالي والحقائب الكبيرة، تُسبَب مشاكل متنوعة أيضاً، كآلام الكتف وأسفل الظهر وأورام ومسامير القدم المؤلمة. فارتداء الكعب العالي يمكن أنّ يتسبّب بانغراس الظفر في الجلد أو ما يُسمى بحالة "الظفر الناشب"، إلى جانب تضرّر الأوتار. كما يمكن أن يؤدي ضغط أصابع القدم في حذاءٍ ضيق إلى تلف الأعصاب والأورام في إبهام القدم. إلى جانب ذلك، ترتبط آلام أسفل الظهر بارتداء الكعب العالي، الذي قد يسبّب إنهاكاً لعضلات الساق، وآلاماً في الركبة، والتهاب اللفافة الأخمصية. 
 
الحقائب والأظافر ومنتجات التجميل
يمكن أن يتراوح وزن حقائب اليد الكبيرة والثقيلة في بعض الأحيان من 2 إلى 3 كغ، مسبَباً الضغط على الأعصاب في منطقة الكتف، والشعور بالألم والخدر والوخز الخفيف على امتداد الرقبة والذراع. من جانب آخر، قد يؤدي حمل الوزن الثقيل بوضعية واحدة مع مرور الوقت إلى تشنَج عضلات الرقبة وأعلى الظهر،  بالإضافة إلى أنّ وزن الحقيبة المتموضع في جهة واحدة من الجسم من شأنه أن يُحدث انحرافاً في الجذع بقصد تحقيق التوازن، ما يؤدّي إلى الشعور بألمٍ شديد أسفل الظهر.
 
وقد تلحق منتجات التجميل الضرر والأذى بالصحة بنفس القدر، وذلك بسبب المواد الكيماوية التي تدخل في جميع تركيباتها، إبتداءً من طلاء الأظافر وأحمر الشفاه، إلى الشامبو ومزيلات العرق، وتضمّ هذه المواد الكيماوية الكبريتات والبارابين والرصاص أيضاً. ومن المعروف أنّ صبغات الشعر تحتوي على مركباتٍ مسرطنة،  فقد ذكر علماء بريطانيون مؤخراً أن المواد الكيماوية في صبغات الشعر الدائمة قد تتفاعل مع نواتج التدخين وغيرها من الملوثات في الهواء مكونةً مادة النتروزامين المعروفة بأثرها المسرطن الكبير.
 
كما تتسبّب أظافر الأكريليك التي تحظى بشعبية كبيرة لدى النساء اليوم بالعديد من المخاطر، حيث يمكن أن يترك الضرر الذي يصيب الأظافر الأكريليكية ويؤثر على نمو الأظافر الطبيعية فجواتٍ بين الأظافر الطبيعية والصناعية، ما يوفّر بيئة رطبة ودافئة لالتهابات الأظافر، ويعزّز استخدام الأدوات غير النظيفة من نسبة حدوث هذه الاتهابات.