الأكزيما المزمنة: هل من أمل في علاجها؟

الأكزيما هي مرضٌ جلدي يصيب معظم الناس على حد سواء، ويُعرف بإسم التهاب الجلد التأتبي، يهاجم مناعة الجلد فيرد الأخير بالحكة والتقشَر.
 
قد يُصاب المريض بهذا المرض منذ الصغر ولا يجد له علاجاً حتى مع التقدم في السن، وتزداد الحالة الصحية للأكزيما سوءاً مع فصل الصيف بسبب التعرَق الذي يزيد من شدة الحكَ. وعندما يتعرض أحدهم لنوبةأكزيما، فإنه يستمر في حكَ جلده في كل الأوقات والأماكن ما قد يتسبَب في إصابته بخدوش وجروح. بعض أسباب الأكزيما وراثية وقد تزيد مع الضغط النفسي والتعب الشديد.
 
وحتى الآن، ما زال الأطباء عاجزون عن إيجاد العلاج الناجع لهذه الحالة الصحية المتعبة غير المراهم والأدوية الموصوفة، لكنهم بصدد تجربة طريقة جديدة تعتمد على الغسيل الكلوي.
 
هل ينقع غسل الكلى في علاج الأكزيما؟
من المعروف أن مرضى الأكزيما يلجأون لمراهم الكورتيزون أو أدوية على شكل حبوب مهدَئة للحكة، لكنها لا تقدم الحلَ المثالي للعلاج من الأكزيما. وعليه طرح الأطباء فكرة غسل الدم من الأجسام المضادة التي تلعب دوراً أساسياً في الإصابة بالتهابات الجلد.
 
ويبني الأطباء فكرتهم هذه على اعتقاد أن الغلوبين المناعي "هاء" هو المسؤول الأول عن الإصابة بالمرض، وأن ما يقرب من 80% من مرضى الأكزيما لديهم نسبة مرتفعة من هذا الغلوبين. لذا يعتقدون أن له دوراً في نشوء المرض على الرغم من عدم إمكانية تفسير الأمر حتى الآن.
 
وقد يولَد الجسم مضادات مناعية لحمايتنا في حال تعرَضنا لهجوم ميكروبي تحت الجلد، لكن مرضى الأكزيما يستجيبون لمواد بسيطة كالمواد الغذائية الغنية بالغلوبين الصناعي "هاء" ليصبح تركيزه في الجلد والدم مرتفعاً، ما يؤدي لتأجج التهاب الجلد وتعريض المريض لدائرة مفرغة من الحك والإلتهاب الجديد.
 
والتجربة الجديدة التي يعوَل عليها الأطباء، تتمثل في عملية الغسيل الكلوي، بحيث لا يتم الإكتفاء فقط بمعالجة الجلد بل يتم إرسال المرضى لأخصائيي الكلى لغسل الدم. ويبدو أن هذه الطريقة مجديةٌ إذ يتم تنظيف الدم من الغلوبين الصناعي "هاء" أثناء عملية الغسل، وتحصل عبر استخدام مصفاة خاصة للدم، ثم تُعاد بلازما الدم النظيفة للجسم. وقد أظهرت النتائج الأولية فعالية هذا العلاج، إلا أنه لا ينفع كل المرضى إذ يبقى تأثيره لفترة قصيرة.
 
وبحسب تصريح الدكتور جوزيف سلامة طبيب الأمراض الجلدية في برلين لموقع DW العربي، فإن هذه الطريقة لم تثبت فعاليتها بعد مع كل المرضى كما أنها قد تكون معقدةً ومزعجة لبعضهم. لذا ينصح د. سلامة بضرورة المتابعة الدائمة مع الطبيب لمعرفة نوع مسبَبات الحساسية لدى الشخص المريض، والبحث كذلك عن العلاج الأفضل.