هبوط الرحم: مشكلةٌ صحية تُعالج بخجل 2

تحدثنا يوم الخميس الماضي عن مرض هبوط الرحم أو هبوط المهبل، وأسبابه. ونستكمل اليوم الحديث بالتفصيل عن أكثر أنواع هبوط الرحم وكيفية تشخيصه وعلاجه. على أن لا نخجل بعد اليوم من الحديث عن هذه المشاكل الصحية التي تعكَر حياتنا وتجعلنا نتعامل معها كما لو كانت من المحظورات.
 
أنواع هبوط الرحم
 
هناك نوعان من هبوط الرحم أو هبوط المهبل:
1. هبوط جدار المهبل الأمامي ويشمل:
- هبوط الجزء العلوي من جدار المهبل الأمامي جاذباً معه جدار المثانة ومؤدياً إلى هبوط في المثانة.
- هبوط الجزء السفلي من جدار المهبل الأمامي، مسبَباً هبوط قناة مجرى البول معه.
 
2. هبوط جدار المهبل الخلفي ويشمل:
- هبوط الجزء العلوي للجدار الخلفي للمهبل، مسبَباً نزول الأمعاء معه.
- هبوط الجزء السفلي للجدار الخلفي للرحم ومعه هبوط المستقيم.
 
الأعراض والتشخيص:
يمكن معرفة الإصابة بهبوط الرهم أو المهبل من خلال الأعراض التالية:
 
1. إحتقان جدار المهبل وجفافه والتهابه، مع حدوث تقرحات فيه. 
2. إستطالة عنق الرحم. 
3. ميلان الرحم للخلف، واحتقان المبيضين، مؤديآ إلى تقارب دورات الطمث وكثرته. 
4. الشعور بثقل أو ضغط في أسفل الحوض، والشعور بضعف العجان. 
5. ظهور ورم أو تضخم من المهبل عند الجزق أو الوقوف واختفاء ذلك عند النوم. 
6. عسر الطمث الإحتقاني، حيث تشكو المريضة من الآم في الحوض قبل بدء الدورة الشهرية. 
7. سلس البول: الشعور بالرغبة في تكرار البول نهاراً أو عسر التبول، وقد تستمر الرغبة في التبول ليلاً مع بعض الآلام بسبب حصول التهاب في المثانة. ويمكن أن يحدث التبوَل أيضاً عند العطس أو السعال، كما قد يكون للمغص الكلوي نتيجة هبوط الرحم سبباً في الضغط على الحالب والتبوَل اللإرادي.
8. زيادة الرغبة الكاذبة بالتبرَز (وتحصل بسبب سقوط الجدار الخلفي للمهبل).
9. الإفرازات المهبلية الني قد تتحول مدممة في حال وجود تقرحات في المهبل.
10. الشعور بالألم أثناء الجماع.
11. تقارب الطمث وزيادة كميته.
12. الآم الظهر خاصةً أسفله.
 
يستطيع الطبيب المختص تشخيص نوع هبوط الرحم والمرحلة التي وصل إليها من خلال الفحص الحوضي.
 
علاج هبوط الرحم
يكون العلاج موفقاً لشدة الحالة ورجة الهبوط، وكذلك عمر المريضة المصابة به.
 
ففي حال كان الهبوط خفيفاً وبدون أعراض تُذكر، تُنصح المريضة بعمل بعض تمارين الحوض والعجان والمواظبة على ذلك منعاً لزيادة الهبوط.
 
في حال كان الهبوط في جدار المهبل، يتم إجراء إصلاح جراحي لجدار المهبل وإسناد المثانة والمستقيم من خلال عملية خياطة للأنسجة تحتهما. وفي حال ترافق ذلك مع هبوط في الرحم، تجري عملية تقصير لأربطة الرحم بخياطتها أمام عنق الرحم، إما في حال استطالة عنق الرحم فإنه يتم استئصال جرء من العنق.
 
بالنسبة للهبوط بعد سن اليأس، فإنه بالإجمال يتم استئصال الرحم عن طريق المهبل، وكذلك إجراء تصليح لجداري المهبل وإدخال كريم الإستروجين إلى المهبل لمساعدته على استرجاع قوته ونشاط الأنسجة المهبلية.
 
وفي حال لم ترغب المريضة بالحل الجراحي، يمكنهنَ استخدام أداة تُسمى فرزجة (أو تحميلة) وهي تقدم بالعموم الدعم الكافي للرحم وتشبه الحاجز الغشائي المستخدم في منع الحمل، ويتم تركيبه ملاصقاً لعنق الرحم ليساعد على منع تدلي الرحم، لكنه يحتاج لمتابعة وتنظيف لتصحيح وضعه على فترات منتظمة.