نظرة على عمليات "الحدّ الأدنى من التدخل الجراحي"

غالباً ما يُشار إلى عمليات الحدّ الأدنى من التدخل الجراحي بجراحة "ثقب المفتاح" (keyhole Surgery) أو جراحة المناظير، وهي عمليات جراحية يتمّ إجراؤها عبر إحداث شقوق صغيرة بطول يتراوح من 3-10 ملم عوضاً عن شقّ واحد كبير الحجم. وساهم استخدام هذه التقنيات الطبية الجديدة نسبياً في الحدّ بشكل كبير من المخاطر التي قد يتعرض لها المرضى خلال العمليات الجراحية التقليدية، بالإضافة إلى تعزيز فهمنا لكيفية عمل الجسم البشري.
 
وكشف تقرير نشرته الجمعية الطبية الأمريكية في وقت سابق من العام الحالي، أنّ المرضى الذين خضعوا لعمليات "الحدّ الأدنى من التدخل الجراحي" قد أمضوا فترةً زمنية قصيرة في المستشفى وأنفقوا أموالاً أقلّ على خدمات رعاية المتابعة مقارنة بأولئك الذين خضعوا للعمليات الجراحية التقليدية المفتوحة.
 
وفي هذا السياق، يقول الأستاذ الدكتور طاهر بن حيدجيب، إستشاري ورئيس قسم الجراحة في مستشفى برجيل في أبوظبي أن دولة الإمارات تشهد حالياً تزايد الإعتماد على تقنيات الحدّ الأدنى من التدخل الجراحي في المستشفيات، خصوصاً في عمليات علاج البدانة خلال العقد المنصرم، وتمّ تسجيل مع ما يقارب 5 آلاف حالة سنوياً.
 
كيف تتم عمليات الحدَ الأدنى؟
يقوم الجراحون أثناء عمليات الحدّ الأدنى من التدخل الجراحي بإحداث شقوق صغيرة في الجلد وإدخال أدوات خاصة عبر هذه الفتحات التي تتيح للجراح إجراء العملية الجراحية من خلال استكشاف المنطقة المستهدفة أولاً، ومن ثمّ القيام بعمليات الإزالة أو الترميم المناسبة. 
 
شهدت تقنيات الحدّ الأدنى من التدخل الجراحي منذ بداية استخدامها في عام 1985 وحتى الآن تطورات كبيرة ومتلاحقة على صعيد كلٍّ من الإجراءات والأدوات والتقنيات المستخدمة. وفي هذا الإطار، تمثَل "جراحة الروبوت" (باستخدام الأذرع الآلية) قفزةً نوعية في مجال جراحة المناظير، حيث تتيح للجراحين الإستعانة بأدوات عالية الدقة لإجراء العمليات الجراحية عبر الشقوق والفتحات ذاتها التي يتمّ استخدامها أثناء جراحة المناظير التقليدية.
 
وعلى الرغم مما تقدّم، هناك بعض الحالات التي لا يمكن اللجوء فيها إلى جراحة المناظير. فعلى سبيل المثال، يفضّل في أغلب الحالات إزالة بعض الأورام السرطانية عبر الجراحة المفتوحة التقليدية. وبالمثل، لا تناسب جراحة المناظير كافة المرضى.
 
مزايا ونتائج مميزة
تحقق عمليات الحدّ الأدنى من التدخل الجراحي النتائج ذاتها المتوخاة من الجراحة المفتوحة التقليدية، إلى جانب مجموعة من المزايا والفوائد الهامّة التالية: 
 
أكثر أماناً: يتمّ إجراؤها عبر إحداث شقوق وفتحات صغيرة جداً، ما يساهم في الحدّ من الأذيّة الجسدية التي قد يتعرّض لها المرضى، ويقلَل من كمية الدم التي يفقدها الجسم أثناء العملية.
 
أقل تكلفةً: من الناحية المادية مقارنةً بالجراحة المفتوحة التقليدية.
 
الندبات الجراحية تكاد لا تُذكر: غالبية الشقوق والفتحات التي يتمّ إحداثها خلال العملية صغيرة جداً لدرجة يصعب ملاحظتها بعد التئامها، حيث أنها لا تتطلب عادة سوى غرزة واحدة فقط أو غرزتين.
 
إستعادة المرضى عافيتهم بسرعة أكبر: بفضل ها النوع من العمليات، يستعيد الجسم عافيته بسرعة كبيرة وخلال فترة قصيرة لا تتجاوز أسبوعاً واحداً فقط إلى أسبوعين.
 
الإقامة في المستشفى لفترة أقصر: يمكن لغالبية المرضى الخروج من المستشفى خلال فترة زمنية وجيزة عقب إجرائهم جراحة المناظير، بالإضافة إلى إمكانية إجراء العمليات في العيادات الخارجية.
 
ألمٌ أقل: يشعر المرضى بنسبة أقل من الألم عقب خضوعهم لجراحة المناظير وذلك نظراً لصغر حجم الجرح.
 
أكثر شيوعاً وانتشاراً لإجراء العمليات الجراحية الكبرى: أسهمت التطورات الحديثة في مجال التكنولوجيا في تزايد اعتماد الجراحين على تقنيات الحدّ الأدنى من التدخل الجراحي لإجراء عمليات القلب وغيرها من العمليات الجراحية الكبرى.