ما مدى فاعلية لقاح كورونا لأصحاب المناعة الضعيفة

ما مدى فاعلية لقاح كورونا لأصحاب المناعة الضعيفة، ما زالت اللقاحات تثير الجدل أكثر مما فعله فيروس كورونا المستجد منذ ظهوره أواخر العام 2019 وحتى الساعة. وذلك لأن اللقاحات التي أعطيت الموافقة السريعة على استخدامها الطارئ من قبل منظمة الصحة العالمية للوقاية من عدوى فيروس كورونا، ما زالت محط شك من الكثيرين ممن يتمنعون عن أخذها.

حتى أن الأشخاص الذي حصلوا على لقاح كورونا، ما زال الشك يتولد لديهم من مدى فاعلية هذا اللقاح واستمراره لفترة طويلة. واليوم، يطرح البعض تساؤلاً هاماً حول فاعلية لقاح كورونا للأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة وتأثيرها لجهة حمايتهم من الإصابة بمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا.

ما مدى فاعلية لقاح كورونا لأصحاب المناعة الضعيفة

يُطلق تسمية "نقص المناعة" على مجموعة من الحالات والعلاجات التي تضعف وظيفة جهاز المناعة، منها حالات نقص المناعة الأولية الموجودة منذ الولادة، مثل نقص المناعة المشترك الشديد، ونقص المناعة الثانوي الناتج عن فيروس الإيدز، والسكري، وسرطان الدم.

وعلى الرغم من آمنية حصول الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة على لقاح كورونا، إلا أن البيانات الصادرة عن الجمعية الأمريكية لعلم الأحياء الدقيقة تثير الشكوك حول مدى فاعلية هذه اللقاحات عند أصحاب المناعة الضعيفة والتي لا تعمل بشكل تام.

مع الإشارة إلى أن أصحاب المناعة الضعيفة يعانون من حالة أساسية تضعف مناعتهم، ما يزيد من خطر تعرضهم للعدوى بمقدار أكبر عن الأشخاص الذين يتمتعون بمناعة قوية. ما يعني أن الجهاز المناعي لديهم ليس قوياً كفاية لمحاربة فيروس كورونا ومنعه من التسبب بمضاعفات صحية خطيرة. ويندرج مرضى السرطان وزراعة الأعضاء وأمراض التمثبل الغذائي وأمراض المناعة الذاتية، والمرضى الذين يتناولون أدوية تغير الإستجابة المناعية تحت هذه الفئة.

وكما بات معلوماً، فإن معظم اللقاحات التي يتم استخدامها حاليًا تحتوي على مواد من الفيروس، تعطي تعليمات للخلايا المناعية لصنع بروتين غير ضار حسب بنية الفيروس عندما تدخل أجسامنا. وبمجرد تصنيع هذه النسخة من البروتين، يدمر الجسم المادة الوراثية من اللقاح، ويخزن بنية البروتين في خلايا ذاكرته لمحاربة الفيروس المسبب لمرض كوفيد 19 في حال الإصابة به لاحقاُ.

ويشير موقع "العين الإخباري" نقلاً عن موقع The American Society for Microbiology إلى أن الإستجابة المناعية لأصحاب المناعة الضعيفة تختلف بشكل كبير عنها لدى الأشخاص الأقل عرضة لخطر العدوى. وتشير دراسات عدة حول هذا الموضوع، أن بعض المرضى الذين يعانون من نقص المناعة لا يتفاعلون بقوة ولا يعمدون لتكوين أجسام مضادة بعد التطعيم بلقاح كورونا مثل الأصحاء.

علاج نقص المناعة يضعف فاعلية لقاح كورونا

كما خلصت إحدى الدراسات إلى أن المرضى الذين يتناولون أدوية الستيرويد لعلاج نقص المناعة، سجلوا ضعفاً في فاعلية لقاح كورونا وفشلاً في تكوين الأجسام المضادة التي تساعد في الوقاية من عدوى فيروس كورونا.

حتى أن المرضى الذين يعانون من نقص المناعة ولديهم أجسام مضادة يمكن اكتشافها بعد أخذ اللقاح، تكون نسبتهم أقل عموماً من المرضى الأصحاء.

لكن البيانات المتعلقة بالمرضى الذين يعانون من نقص المناعة الأولية ما زالت قليلة، وتشي تقارير الحالة عن الإستجابة المناعية لعدوى فيروس كورونا لدى هؤلاء المرضى أنهم قادرون على تطوير تطوير استجابات مناعية خلطية وخلوية للفيروس.

هل يحتاج أصحاب المناعة الضعيفة لجرعة معززة من لقاح كورونا

أشار خبراء في مجال العلوم الطبية إلى أن إعطاء جرعة معززة لأصحاب المناعة الضعيفة، قد يقلل خطر الإصابة بالعدوى ومدة الإستشفاء بحسب ما جاء على موقع Times of India، الذي أضاف أن الجرعة الثالثة من لقاح كورونا تسهم في زيادة الإستجابة المناعية ومستوى استجابة الجسم المضاد لفيروس كورونا.

وفي حال أثبتت الجرعة الثالثة فاعليتها، سيكون أسهل الحديث عن الحاجة لجرعة رابعة أو خامسة على المدى الطويل.

وحتى ذلك الوقت، ينصح أصحاب المناعة الضعيفة بالإلتزام بالإجراءات الوقائية الخاصة بالوقاية من فيروس كورونا لمنع إصابتهم بالعدوى، والتي تشمل إرتداء الكمامة عند الخروج ومخالطة الآخرين، والحفاظ على مسافة آمنة لا تقل عن مترين، واتباع عادات النظافة الشخصية، والحصول على اللقاح.