جرعات اللقاح المعززة توفر مقاومة اكبر لفيروس كورونا

كانت الآثار العالمية لفيروس كوفيد-19 مدمرة مع أكثر من 180 مليون حالة إصابة وأكثر من 3.9 مليون حالة وفاة، لا سيما بالنسبة لدول مجموعة العشرين حيث كان له تأثير كبير على الاقتصاد العالمي.

ووفقًا لبيتر هوتز، مدير مركز تكساس للأطفال لتطوير اللقاحات وعميد المدرسة الوطنية لطب المناطق الحارة، وأستاذ طب الأطفال وعلم الفيروسات الجزيئية والأحياء الدقيقة في كلية بايلور للطب في هيوستن بولاية تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية، فإن الأحياء ذات الدخل المنخفض خصوصاً في دول مجموعة العشرين قد تعرضت لأضرار جسيمة، وكان هناك انخفاض عام في التطعيمات العالمية للأطفال بسبب الاضطرابات الاجتماعية التي سببتها تفشي الجائحة، مما قد يؤدي إلى عودة الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.

وقدم البروفيسور هوتيز لمحة عامة عن لقاحات كوفيد-19 ومتغيراته في جميع أنحاء العالم خلال مؤتمر الصيدلة واكتشاف الأدوية في معرض ومؤتمر الصحة العربي 2021 المنعفد حالياً في دبي.

وأوضح البروفيسور هوتيز قائلاً: " إن المتغير السائد من الفيروس في الولايات المتحدة الأمريكية هو بي.1 .1 .7 (المعروف باسم متغير المملكة المتحدة) لديه قابلية أعلى للانتقال ويؤدي إلى ارتفاع معدل الإصابات والوفيات ويؤثر على الكثير من الشباب والمراهقين، إنه تحول بسيط في الكيمياء بسبب تفاعلات بروتين سبايك للفيروس مع المستقبل؛ وهذا هو أحد الأسباب التي جعلت المتغير B.1.1.7 يمثل مشكلة كبيرة في بريطانيا".

جرعات لقاح معززة لمواجهة متحورات الفيروس

تمنح الجرعات المعززة مستويات اعلى من الاجسام المضادة للفيروس

على الرغم من أن الأجسام المضادة المعادلة للفيروسات التي يسببها لقاحا الحمض النووي الريبوزي المرسال في الولايات المتحدة الأمريكية (فايزر بيونتيك و جونسون أند جونسون) تقوم بعمل جيد في تحييد بروتين سبايك المتغير B.1.1.7 ، إلا أنه يحذر من الآثار المترتبة على الطفرة الثانية في الولايات المتحدة، B.1.351 ZA أو متغير جنوب إفريقيا والمتغير البرازيلي (.P.1) ، حيث أن الأجسام المضادة المعادلة للفيروسات أقل مقابل هذا المتغير الناتج عن اللقاحات الحالية.

وفي هذا الإطار قال البروفيسور هوتيز: "إن الآثار المترتبة على ذلك هي أن اللقاحات لا تعمل بشكل جيد، ولن يكون مفاجئًا أيضًا أن نبدأ في رؤية جرعات معززة في وقت لاحق من العام في الولايات المتحدة للحصول على جرعة ثالثة من لقاح فايزر بيونتيك أو جرعة ثانية من لقاح جونسون أند جونسون، والتي ستمنحك مستويات أعلى من الأجسام المضادة المحايدة للفيروسات وحماية أكثر وتساعدنا في مواجهة بعض المتغيرات".

مضيفاً: " أفاد مستشفى هيوستن ميثوديست مؤخرًا أن متغير الفيروس B.1.1.7 في هيوستن، يلتقط طفرة ثانية في بعض الأماكن، مما يجعل المتغير يبدو مثل المتغيرات الجنوب أفريقي أو البرازيلي، لذا ستكون هذه مشكلة كبيرة بالنسبة لنا على الطريق في الولايات المتحدة الأمريكية وعلى مستوى العالم".

لكن الخبر السار بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، هو أنه نظرًا لأن اللقاحات تعمل بشكل جيد ضد متغير B.1.1.7 والولايات المتحدة تصل إلى حوالي 60٪ من معدلات التطعيم في جميع أنحاء البلاد، فإن الحالات ستستمر في الانخفاض. ويبقى الأمل حالياً في استطاعة البلاد الوصول إلى نسبة 70-75 ٪ بحلول شهري يوليو وأغسطس، ما يؤدي لانخفاض انتقال العدوى بشكل كبير.

ومع ذلك فقد أكد البروفيسور هوتيز على الضعف الهائل في بقية أنحاء العالم بما في ذلك أفريقيا والهند وأجزاء كثيرة من جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية وحتى أجزاء من بلدان الشرق الأوسط، حيث معدلات التطعيم هناك منخفضة، مما يبرز الحاجة الملحة للقيام بشيء ما حيال ذلك قريباً.