تقنية ثورية تساعد على وقف انتشار الورم السرطاني

يحتل مرض السرطان أولوية اهتمامات الدول والمؤسسات الصحية والمراكز الطبية والبحثية، في عمل دؤوب منذ سنوات طويلة بهدف إيجاد علاج لهذا المرض الذي يودي بحياة الملايين حول العالم سنوياً، أو طريقة تساعد على وقف انتشار الورم السرطاني في الجسم بشكل خطير.

ويبدو أن بشائر التوصل لهذا الأمر باتت تلوح في الأفق، مع الحديث عن تقنية ثورية جديدة يمكنها المساعدة على منع انتشار اورام السرطان في الجسم، وذلك بحسب دراسة قام بها باحثون من جامعة سالفورد الإنكليزية.

فما هي تفاصيل هذه الدراسة المهمة وهذه التقنية الثورية، والتي تحمل الأمل لملايين المصابين بأمراض السرطان من خطر الوفاة نتيجة الاصابة بها؟

تقنية ثورية تساعد على وقف انتشار الورم السرطاني

الخلايا السرطانية النقيلية تقاوم العلاج الاشعاعي والكيميائي

هذا ما توصلت إليه مجموعة من الباحثين في جامعة سالفورد الانكليزية بعد دراسة مطولة نشرت نتائجها في مجلة Nature، مؤكدة على ابتكار آلية تساعد على وقف انتشار الاورام السرطانية في الجسم.

والمعروف أن انتشار الورم السرطاني في الجسم يمكن أن يسبب وفاة 95% من مرضى السرطان ممن يفشل العلاج المتبع في إنقاذ حياتهم، وذلك عندما تقاوم الخلايا السرطانية العلاج الكيميائي والاشعاعي.

وبحسب ما نقل موقع "العربية.نت"، فإن الباحثين حددوا أن الخلايا السرطانية النقيلية تتطلب قدراً كبيراً من الطاقة لنشر الورم السرطاني في الجسم،  وتمثل الخلايا السرطانية "الأصلح" موضحين سبب مقاومتها للأدوية.

وقد تمكن الباحثون من عزل هذه الخلايا السرطانية باستخدام مستشعر خاص للكشف عن الأدينوزين ثلاثي الفوسفات (ATP)، وهو الجزيء الحامل للطاقة الموجود في خلايا جميع الكائنات الحية. كاشفين عن أن الخلايا عالية الأدينوزين ثلاثي الفوسفات هي الأكثر عدوانية وانتشارًا بحوالي 5 مرات.

وفي تعليقه على الدراسة، قال البروفسور مايكل بي ليسانت، الباحث المشارك في الدراسة: "كانت هذه الفكرة البسيطة في متناول أيدينا طوال الوقت، لكن ارتباط أدينوزين ثلاثي الفوسفات (ATP) بمدى عدوانية الخلايا السرطانية وفشل العلاج، يعد أمرًا جديدًا بالنسبة لنا".

تساعد التقنية الجديدة في منع وفاة العديد من مرضى السرطان من خلال وقف انتشار الاورام السرطانية

من جهتها، أوضحت فيديريكا سوتغيا، رئيسة بيولوجيا السرطان والشيخوخة، أنه بالإمكان في نهاية المطاف منع انتشار الخلايا السرطانية عن طريق قطع إمدادات الطاقة للسرطان بشكل مباشر. ويعد استهداف الجزيء ATP من أكثر الطرق فعالية لقطع إمدادات الطاقة بالخلايا، ولهذا الغرض استخدم الباحثون عقارًا معتمدًا من إدارة الغذاء والدواء بالولايات المتحدة (FDA). يطلق عليه إسم "سيرتيورو".

يستهدف هذا العقار تزويد الخلايا السرطانية بالطاقة ومنع انتشار الخلايا السرطانية بنسبة 85% تقريبًا، ما يتسبب في "انقطاع الطاقة" في الخلايا السرطانية فقط، ولم يكن له أية آثار جانبية على الخلايا الطبيعية.

ورغم اعتماده من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وتم إنتاجه لأغراض منع إنتاج الطاقة في البكتيريا، إلا أن نتائج هذه الدراسة تمهد الطريق حاليًا لتجارب سريرية جديدة خاصة بالسرطان.

في السياق ذاته، تمكن باحثون من ابتكار "قنبلة سكر" تقضي على الخلايا السرطانية الجشعة في ثوان. كون الأورام السرطانية تحتاج إلى "الطعام" كي تنتشر، فإنها تقوم بالتهام القنبلة التي تحتوي على عقار متفجر يؤدء إلى تدميرها والقضاء عليها. ما يمهد لتعزيز فرص البقاء على قيد الحياة بعد الاصابة بالسرطان.